هُزمت ’إسرائيل’ فاستنجدت بواشنطن.. فأعلنت مصر مبادرة منتصف الطريق

كتبت صحيفة “البناء” تقول: المقاومة تغيّر المعادلات وترسم التوازنات، فعلى رغم كلّ الرهانات على الحكومات العربية الحليفة للغرب تبقى “إسرائيل” كلمة السر التي يتحرك لأمنها الأميركي، والتي تشكل اليد التي توجع الغرب كله، كان الحساب كما تثبت التطورات، أنّ ختام التوازنات سترسمه “إسرائيل”، وعليه ستبنى معادلة فلسطين أولاً بحسابات القوة “الإسرائيلية”، ومنها سيمتدّ ريح النصر “الإسرائيلي” ليفرض نفسه على حجم إيران ودورها، وكلّ الحلف المقاوم من سورية إلى لبنان والعراق، ويصير إنقاذ ما يمكن إنقاذه في فلسطين يستدعي تسديد الفواتير في غيرها، لم تكن تعقيدات تقدم “داعش” لتهديد بغداد والفشل في خططها العسكرية بعيدة عما يجري في غزة، ولا كان تقدم الحوثيين في جوار صنعاء بعيداً هو الآخر ولا انسحابهم لحساب تسليم الجيش اليمني أحد مواقعه، عربون رغبة ببقاء مشروع الدولة إطاراً لكلّ اليمنيين على أن يتسع للجميع إلا ترجمة لما هو أبعد من حدود اليمن، في توازن سعودي مهدّد من جواره اليمني، وإيراني متقدّم في قدرته على التأثير في حلفائه، لمراعاة معادلات التوازن مقابل ضمان حقوقهم وأدوارهم، وخصوصاً لم يكن التفاوض على الملف النووي الإيراني ببعيد هو أيضاً، بينما يحضر وزراء خارجية دول الغرب لجلسة تفاوضية حاسمة مليئة بالتعقيدات كما أجمع المعنيون على وصفها من كلّ الأطراف، وأن ينتهي التفاوض بجلسة ثنائية أميركية إيرانية، يعقبها مناخ من التفاؤل حول حلحلة الكثير من قضايا الخلاف، على رغم الإقرار بالتعقيدات، ليليها إعلان استقالة وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ بما يشبه الاحتجاج على الاستخدام الأميركي للحلفاء كورقة تفاوضية، وخصوصاً الذين لحقتهم الإهانة من التفاهمات الأميركية الإيرانية، بسبب مواقفهم المتعنتة كبريطانيا.
التوقيت الجامع لكلّ هذه الأحداث الكبرى مع حرب غزة ليس مجرّد مصادفة، والتزامن بين صمود المقاومة وفوزها بالإمساك بزمام المبادرة مع التسارع في الإعلان عن وقف للنار من طرف مصر بدعم أميركي بدا أقرب إلى الطلب، ليس صدفة أيضاً، ولا توقيت الحرب مع الاقتراب من الموعد المحدّد لنهاية الملف النووي الإيراني في العشرين من الشهر الجاري هو صدفة أيضاً، ولا انعقاد مجلس الجامعة العربية صدفة تحت عنوان غزة ليلة أمس بدلاً من اجتماع طارئ نام طلب عقده لأيام في أدراج الجامعة، وقيل إنه سيكون على مستوى السفراء أيّ المندوبين الدائمين، ليتمّ استدعاء الوزراء فجأة.
كانت القضية تتوقف على اختبار القوة الحاسم لترصيد الموازين، ويجب أن تحفظ لـ “إسرائيل” أعلى الفرص بتثبيت مكانتها قبل ان يبدأ ترسيم خرائط المنطقة النهائية، فكانت الحرب والرهان على أنّ المقاومة في فلسطين منقطعة عن حلفاء الأمس، وأنّ مخزونها نفد أو يكاد، وأنّ حرب استنزاف ستتيح لـ “إسرائيل” فرض معادلتها وأمنها، وإطلاق مفاوضات مع السلطة الفلسطينية تسمح بفرض شروط الإذعان فتكون بوليصة التأمين “الإسرائيلية” المسبقة قبل أي تفاهمات تطاول سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن، ولهذا أنفقت “إسرائيل” وواشنطن المليارات من الدولارات على بناء القبة الحديدية ليكون فشلها ومفاجآت المقاومة، سبباً لسرعة التسليم بالمتغيّرات.
فشلوا في العراق بدخول بغداد، وفشلوا في اليمن بحماية صنعاء، وفاشلون في لبنان، ومهزومون في سورية، فقرّروا اختبار فرص النصر في فلسطين، فكانت هزيمة مدوية وانتصرت فلسطين وانتصرت المقاومة.
وقف إطلاق النار يسبق التفاوض على الشروط يحدث للمرة الأولى، وأن تبلّغ “إسرائيل” كما قالت “يديعوت أحرونوت” موافقتها بينما فصائل المقاومة لم تبلغ موقفها بعد يحدث أيضاً للمرة الأولى.
المقاومة وفلسطين جزء من معادلات القوة الجديدة في توازنات المنطقة، ولبنان ليس بمنأى عن النتائج، فمقاومته هي التي تولّت الربط والوصل بين فصائل المقاومة الفلسطينية والحلف المقاوم، وهي شريك حتميّ بالإنجازات والمكاسب والأحجام والأدوار.

أما داخلياً، وبينما تتهدّد المخاطر لبنان من خلال استغلال العدو “الإسرائيلي” إطلاق بعض الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة، واستمرار خطر العمليات الإرهابية في غير منطقة، لم تفلح الاتصالات حتى مساء أمس في حلحلة العراقيل التي تحول دون انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب لبحث وإقرار عدد من الاستحقاقات الحياتية والمالية، ولا في ثني البعض عن تحويل جلسات مجلس الوزراء إلى نوع من المحاصصة الفئوية والحزبية بدءاً من حزب الكتائب إلى آخرين.

بداية، فقد حصلت “البناء” من مصادر أمنية مطلعة على معلومات خاصة تفيد بأنه كان يدبّر لعملية إرهابية كبيرة في إحدى مناطق البقاع. وقالت المصادر إن “الأجهزة الأمنية أحبطت في الساعات الماضية محاولات مجموعات متطرّفة القيام بأعمال إرهابية في بعض مناطق البقاع بهدف إثارة الفتنة في المنطقة، لكن استنفار الأجهزة ومعها أبناء المنطقة أدّى إلى إحباط هذا المخطّط الذي كان يُعدّ للبقاع”.

وعلى أثر ذلك، اضطرت مجموعات من حزب الله قبل 36 ساعة إلى التوغّل داخل الجرود في السلسلة الشرقية، حيث تختبئ المجموعات المتطرّفة بما فيها بعض جرود عرسال، وأدى ذلك إلى مقتل عشرات المسلّحين، إذ تحدثت معلومات عن سقوط أكثر من 80 قتيلاً وجرح المئات وانكفائهم عن ساحات واسعة هناك.

وأفادت معلومات عدة أن عدداً من القتلى وأكثر من 16 جريحاً من المسلّحين نقلوا إلى المستشفى الميداني في عرسال، كما أفيد عن أسر حزب الله لأكثر من 15 عنصراً من المسلّحين.

وفي الجهة المقابلة، يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية ضد المسلّحين في الجزء السوري من الجرود والسلسلة الشرقية، حيث تمكّن من قتل أعداد كبيرة من المسلّحين.
في هذا الوقت، عاد الهدوء إلى منطقة صور أمس بعد أن شهدت تصعيداً عسكرياً من قِبل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، حيث أقدمت هذه القوات على قصف خراج زبقين والحنية والعزبة ومجدل زون والمنصوري بأكثر من 20 قذيفة، مستغلّة إطلاق صاروخين بعيد منتصف ليل أول من أمس من سهل القليلة ـ رأس العين باتجاه فلسطين المحتلة.

وتمكّنت وحدات الجيش من العثور على منصّتي الصاروخين في أحد بساتين الحمضيات في الحنية. وأشارت قيادة الجيش في بيان لها إلى أنّ وحداتها تستمرّ بأعمال التفتيش وإجراء التحقيقات اللازمة بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة.

 

السابق
قطر تعتزم شراء صواريخ باتريوت بقيمة 11 مليار دولار
التالي
ضبط جبهة الجنوب لمنع جر لبنان إلى حرب غزة