من هو «أمير داعش» الذي يرهب عرسال؟

«مربوع القامة، سمين ذو بطن، يُرخي شعر رأسه ولحيته. قلبه قاس لا يعرف الرحمة. القتل عنده كشُربة ماء. يتكلم باسم داعش، كأمير للتنظيم في عرسال والقلمون». هذه هي صفات «أبو حسن الفلسطيني» خاطف السبعيني مخايل مراد (مواليد راس بعلبك، 1946) . علامات فارقة يحاول تقديمها ابن بلدة الراس الذي خطف مع ستة آخرين من إحدى كسّارات البلدة، قبل أن يطلق سراح العمال الستة ويُبقى عليه وحده لكونه «نصرانياً».

في ذلك اليوم، نفّذ عملية الخطف 12 مسلّحاً ملثّماً يقودهم «أبو حسن». يذكر مخايل المشهور في بلدته بـ«مخّول» أنه عندما أخبر خاطفيه أنّه مسيحي، ردّوا عليه قائلين: «إنت بتجيب 100 ألف دولار أو عالذبح». يروي الرجل الذي بقي مخطوفاً 23 يوماً كيف اعتدوا عليه بالضرب في الأيام الأولى لأن عائلته لم تدفع. يقول إن خاطفيه الذين تراوح أعمارهم بين 22 عاماً و 40 عاماً، كانوا يهددونه كل يوم: «بكرا رح تنذبح». يتحدث عن ساعات صعبة مرّ فيها منتظراً موته في كل لحظة. كان مخول يتذكر بناته الست وابنه الوحيد ويؤكد لخاطفيه بأن عائلته لا تملك المال لإخراجه. يروي كيف صفّى خاطفوه شاباً عرسالياً في الجرود كان يقطف الكرز. «بعث أبو حسن شابين لاستطلاع هوية الشاب الذين ظهر فجأة في الجرد المقابل. طلبا هوية الشاب ثم أمراه بالركوع. وعندما رفض درزوه بالكلشن. ثم تركا جثّته مرمية في الجرد وعادا». يذكر أنه سمع المسلّحين يقولون إن الشاب من عائلة عز الدين.

أكثر الوجوه التي يتذكرها مخول وجه «أبو حسن»، وهو اسمٌ ذاع صيته في الأسابيع الأخيرة بعد اتهامه بـ «عمليات خطف عراسلة وإعدامهم». يذكر «مخّول» أن خاطفه كان يخبره بأن «ذبحك حلال وواجب، ولا شيء يحول دون ذبحنا لك سوى مال الفدية».

وعن ملابسات الإفراج عنه، علمت «الأخبار» أن وجهاء من عرسال ورأس بعلبك تولّوا التفاوض مع وسيط على معرفة بـ «أبو حسن الفلسطيني» في شأن مبلغ الفدية المطلوبة لإطلاقه والذي بلغ 100 ألف قبل أن يُخفّض إلى 30 ألف دولار.

في موازاة ذلك، تكشف المعلومات أن «أبناء عرسال ضاقوا ذرعاً بتصرفات أبو حسن الفلسطيني»، مؤكدة أنه «أصبح رسمياً أمير الدولة الإسلامية في القلمون». وتتحدث المعلومات أنّ «أمير داعش» أخذ على عاتقه تطبيق الشريعة وإصدار الفتاوى، مشيرة إلى أنّه متهم بمعظم الإعدامات التي طاولت أشخاصاً من عرسال. وتذكر المعلومات أنه «يتنقل بمواكبة أمنية مشددة». وتذكر المعلومات أن «أبو حسن» فلسطيني لبناني انتقل للقتال في سوريا قبل أن يعيّن أميراً لـ «الدولة الإسلامية» خلفاً لـ «أبو عبدالله العراقي». ويتردد أن علاقته سيئة مع أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك السوري على عكس الأمير السابق لـ «داعش» الذي كان صديقاً له.

لم تكن تلك الحادثة الوحيدة التي شهدتها بلدة رأس بعلبك. قبل ذلك اختطف ثلاثة عمال من إحدى ورش البلدة، لكن أحداً لم يفاوض بشأنهم. وصلت رسائل تهديد مبطّنة أن قتلهم سيؤدي إلى ما لا تُحمد عُقباه، فجرى إطلاقهم بعد أيام. لكن أهالي البلدة يعيشون أيامهم بحذر بعد تهديدات بداية هذا الشهر باستهداف الكنائس في البقاع. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش استحدث حاجزين في البلدة عقب الإفراج عن مراد.

السابق
الحكومة الامنية الاسرائيلية وافقت على اقتراح التهدئة المصري
التالي
اعتصام تضامني مع جورج عبد الله: أكثر من 30 عاماً في سجون فرنسا وصمة عار