أسرار #داعش التنظيمية: خليفة وولاة وميزانية بملايين الدولارات

حوّل عبد الله ابراهيم، المعروف بأبو بكر البغدادي، وأحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، تنظيم “داعش” إلى ما أسماها خلافة إسلامية، متخذا شطرا من أراضي العراق التي استولى عليها، وبعض المناطق في شمال سورية مقرا لخلافته المزعومة. ويتميز التنظيم بهيكلية وتراتبية غير مسبوقة لفتت أنظار وكالات الاستخبارات الدولية، كما لفت استخدامه القوي لوسائط التواصل الإجتماعي، وإصداره منشورات ومطبوعات باسمه، من المجلة الناطقة باسمه”دابق” إلى مصادر تمويل إلكترونية مفترضة له الكثير من مراكز الأبحاث والدراسات الدولية. وتزامنا مع إعلان منظمة باكستانية متشددة “تحريك الخلافة” مبايعتها لـ”دولة الهلافة” الجديدة، نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا عن كيفية إدارة “الدولة الإسلامية” التي أعلنها التنظيم.

وقارن التقرير بين النظام المركزي الذي اعتمده أبو مصعب الزرقاوي في وقت سابق، وبين النظام اللامركزي الذي يعتمده أبو بكر البغدادي. قاسم قصير، المتخصص في الحركات الإسلامية، قال في تصريح لموقع “راديو سوا” إن أبو بكر البغدادي، بوصفه متخصصا في الشريعة الإسلامية، بحيث درسها في جامعة بغداد، قد استلهم النموذج العثماني في تعيين ولاة وتوكيلهم التعاطي مع شؤون الناس، دون أن يحكم هو مباشرة.

وتخوف قصير من إعطاء المزيد من الوقت لـ”داعش”، ما يجعل منها حالة صعبة المعالجة على المدى المتوسط والطويل، خاصة مع غنى هذا التنظيم وتوفره على إمكانيات مالية مهمة. وكان تقرير التلغراف أشار إلى أن “الخليفة” الجديد يدير المناطق التي يسيطر عليها من خلال مجموعة من المساعدين، يعملون كحكومة كاملة تعمل على جبهتين، الأولى هي جبهة العمليات العسكرية، في كل من سورية والعراق، والثانية الشؤون اليومية للسكان في المناطق التي يسيطر عليها “داعش”.

ونقل التقرير عن المحلل هشام الهاشمي قوله “أعتقد أن البغدادي بمثابة الراعي ونوابه مثل الكلاب التي تحرس القطيع فقوة الراعي تأتي من كلابه”، مشيرا إلى أن “الوثائق توضح أن للبغدادي معاونان رئيسيان هما أبو علي الأنباري، الذي يدير العمليات العسكرية للتنظيم في سورية، كان لواءً في الجيش العراقي السابق خلال فترة صدام حسين، وأبو مسلم التركماني، وكان مقدّماً في الإستخبارات الحربية العراقية وأمضى بعض الوقت في العمليات الخاصة العراقية أيضاً”.

ونشرت “التيليغراف” رسماً توضيحياً يظهر هيكل القيادات التابع للتنظيم، يوضح هيكلية “الدولة “، وهي تقسم إلى “الخليفة” ونائبه، ومجلس للوزراء، ومجلس حربي، وحكام الولايات، و قد قمنا بإضافة الأرقام لتسهيل الشرح.

1- “إبراهيم البدري، المعروف بأبو بكر البغدادي، وهو “الخليفة إبراهيم”

2- فاضل الحيالي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي ينحدر من مدينة تلعفر، والمسؤول عن الأراضي العراقية في الخلافة، وهو نائب “الأمير”، ولقبه أبو مسلم التركماني. الوزراء

3- عدنان إسماعيل نجم، وهو المسؤول العسكري الأول في التنظيم، قتل في الخامس من حزيران بهجوم شنه الجيش العراقي في الموصل. هو ضابط سابق في الجيش العراقي، وقد أطلق “داعش” حملته الأخيرة باسمه. اسمه الحركي هو أبو عبد الرحمن البيلاوي.

4- عبدالله أحمد المشهداني، وهو المسؤول عن استقبال الإنتحاريين العرب والأجانب، وتأمين سكناهم، وإسمه الحركي أبو قاسم.

5- محمد حميد الدليمي، المنسق العام بين الولايات المختلفة، اسمه الحركي أبو هاجر العسافي.

6- موفق مصطفى الكرموش، مسؤول مالية الأراضي العراقية في “الإمارة”، إسمه الحركي أبو صلاح.

7- عبدالواحد خضير أحمد، اسمه الحركي أبو علي، ويدعى أحيانا أبو لؤي، وهو مسؤول الأمن العام في التنظيم.

8- بشار إسماعيل الحمداني، مسؤول المعتقلين والسجناء، وإسمه الحركي أبو محمد.

9- شوكت حازم الفرحات، المسؤول الإداري العام في التنظيم، إسمه الحركي أبو عبد القادر. مكتب الحرب

10 -خيري عبد محمود الطائي، وهو مسؤول المفخخات، إسمه الحركي أبو كفاح.

11 -عوف عبدالرحمن العفري، المنسق العام لشؤون الشهداء والنساء (الشؤون الإجتماعية-رواتب وإعانات ورعاية أسر، إسمه الحركي أبو سجى.

12- فارس رياض النعيمي، وهو مسؤول مخازن السلاح في التنظيم، ولقبه أبو شيماء. الولاة.

13- أحمد عبدالقادر الجزاع، والي بغداد، وإسمه الحركي أبو ميسرة.

14- عدنان لطيف حامد السويداوي، والي الأنبار، واسمه الحركي أبو محمد السويداوي، أو أبو عبد السالم، وهو كولونيل سابق في الجيش العراقي أيام حكم صدام حسين.

15- رضوان طالب حسين اسماعيل الحمدوني، والي النواحي، واسمه الحركي أبو جرناس.

16 -أحمد محسن خلال الجحيشي، والي محافظات جنوب ووسط الفرات، ولقبه أبو فاطمة.

17- نعمة عبد نايف الجبوري. والي كركوك، ولقبه أبو فاطمة.

18 -وسام عبد زيد الزبيدي، والي محافظة صلاح الدين، اسمه الحركي أبو نبيل.

وأوضحت صحيفة “التيليغراف” إن هذه المعلومات التي كشفها هشام الهاشمي، قد استطاع الوصول إليها عبر وثائق موجودة على شريحة إلكترونية، حصلت عليها القوات العراقية بعد دهم منزل أبو عبد الرحمن البيلاوي، أحد قادة التنظيم، وظهرت فيها، للمرة الأولى، الهيكلية القيادية لهذه المنظمة السرية. واللافت أنه، على عكس البغدادي نفسه، القادم من خلفية دينية، فإن معظم الرجال المحيطين به هم من الجنود ذوي الرتب العالية في الجيش العراقي، ولديهم خبرات عسكرية ومدنية طويلة.

كشفت الوثائق أن الجماعة الجهادية استطاعت تحويل نفسها إلى منظمة قادرة على الحكم، كما أظهرت وجود تسلسل هرمي واضح، بحيث أن الولاة لديهم رجال تحتهم يساعدونهم في شؤونهم أيضا. داعش أغنى منظمة إرهابية وأشارت الوثائق أيضا إلى أن داعش تحولت إلى أغنى منظمة إرهابية في العالم، وأكثرها تسليحا وتنظيما، خصوصا مع عائدات بيع النفط من الحقول التي تسيطر عليها في دير الزور السورية، والموصل العراقية، بالإضافة إلى استيلائها على أكثر من مصرف مالي في العراق، وعدد من الأسلحة الأميركية الحديثة التي تركها الجيش العراقي عندما انسحب من مواقعه. وجاء في الوثائق أيضا أن هناك 25 ألفا من العراقيين الذين بايعوا الدولة الإسلامية، ولدى كل واحد منهم وظيفة معينة في المنظمة، وتراوحت رواتبهم الشهرية بين 300 و2000 دولار أميركي.

وقالت تلغراف إنها تأكدت من صحة الأرقام بعد اتصال مع قيادي في الجيش العراقي، اشترط عدم الكشف عن هويته. كما أشارت الوثائق إلى استمرار تدفق المتطوعين، وقيام فريق من الخبراء بتقديم التدريب العسكري للقادمين الجدد، لكن من دون إقامة قواعد ومعسكرات، وبمجموعات صغيرة، كي لا يتم قصفها من قبل الطائرات العراقية. ويستعمل تنظيم “داعش” عددا من التمويهات التكتيكية تجعل من الصعب كشف تحركاته من الجو، إذ يتنكر أعضاؤه في زي رعاة، وينشرون قطعانا من الأغنام بجوارهم، ويتدربون في القرى البعيدة، أو في الوديان العميقة حيث يتعذر الكشف عنهم حتى بالأقمار الصناعية.

السابق
حمدان: تنسيق ميداني بين ’حماس’ و’حزب الله’
التالي
من هو حسين عطوي مطلق الصواريخ على اسرائيل؟