هل نصدّق «رامز قرش البحر»؟

لنفترض مثلاً، أنّ أحد ضيوف برنامج «رامز قرش البحر» مصاب بداء في القلب.. كيف سيصمد في مواجهة المقلب المرعب؟ سؤال يطرح بكثافة في فضاء «السوشل ميديا» والشارع المصريين، منذ انطلاق عرض برنامج المقالب الشهير الذي يقدّمه الممثل رامز جلال على شاشة «أم بي سي مصر» يومياً، خلال شهر رمضان. ويرى كثيرون أنّ القناة لن تتحمّل مسؤولية وفاة أحد الضيوف جرّاء الخدعة، لا قدّر الله، وبالتالي فإنّ الضيوف لا بدّ أن يكونوا على علم بتفاصيل المقلب، قبل المشاركة فيه.

فبركة؟
يوم الأربعاء الماضي، قال الممثل باسم سمرة في لقاء مع المذيعة سمر يسري ضمن برنامج «ليلة بيضا حمرا سودا» على قناة «النهار»، إنّ برنامج رامز جلال مفبرك، وإنّ المشاركين فيه يعلمون بفكرة المقلب مسبقاً. تصريح سمرة تحوّل إلى مانشيت عريض في بعض الصحف المصريّة، كدليل لإثبات تهمة الغشّ على البرنامج.
يرفض فريق البرنامج تلك التهمة تماماً، على اعتبار أنّ باسم سمرة لم يقصد برنامجهم فقط، بل برامج المقالب بصفة عامة، لأنّ معظمها مفبرك بالفعل. يؤكدون أنّهم لم يتصلوا بباسم سمرة للمشاركة في البرنامج أصلاً، معتبرين أنّ أزمة آثار الحكيم معهم، أكبر دليل على مصداقيّتهم. علماً أنّ الممثلة المصرية تقاضي فريق «رامز قرش البحر»، لأنّه لم يطلعها على طبيعة البرنامج مسبقاً. وتقول الحكيم في اتصال مع «السفير» إنّ فريق البرنامج أخبرها أنّ الهدف منه هو الترويج للسياحة المصرية، فوافقت على المشاركة. لكنها مرت بتجربة المقلب كاملة، وهو ما دعاها لمقاضاة جلال، لأنها كادت «تموت من الرعب»، على حد تعبيرها. إلى جانب الحكيم، يؤكّد فنانون آخرون شاركوا في التصوير، ومنهم المطرب الشعبي والممثل سعد الصغير، أنّ المقلب «غير مفبرك».
…أم مقلب حقيقي؟
يقول محمد نصير مخرج «رامز قرش البحر» لـ«السفير» إنّ «ملامح الضيوف أثناء المقلب، كافية لتؤكّد أنّه حقيقي، إذ لا يمكن لأحد تزييف الخوف». يخبرنا أنّ لدى فريق الإعداد قائمة كاملة بأسماء النجوم الذين يعانون من أمراض القلب أو السكري، أو أي مرض قد يعرّض حياتهم، إن شاركوا، للخطر. «لا نتصل إلا بمن نعلم أنّه يتحمل المقلب، كما نستعين خلال التصوير بفريق طبي مكوّن من ثلاثة أطباء طوارئ، إلى جانب وجود فريق إنقاذ من الغرق»، يقول، مضيفاً: «نعمل بطريقة محترفة، وحياة الضيوف تهمّنا».
كلمة السرّ
يعتمد «رامز قرش البحر» كثيرا على مقدّمه رامز جلال، وتعليقاته الساخرة. قدّم جلال عدّة مواسم من برنامجه، بدأها قبل ثلاث سنوات بـ«رامز قلب الأسد» (2011)، و«رامز ثعلب الصحراء» (2012)، ثمّ «رامز عنخ آمون» (2013)، وأخيراً «رامز قرش البحر» هذا الموسم. ورغم الجدل المثار دوماً حول طبيعة تلك المقالب، إلا أنّ جلال نجح في نقل برامج المقالب على الشاشة المصريّة إلى مستوى مختلف. في السابق كانت بمعظمها رخيصة التكاليف، مستهلكة الفكرة، ولكن بعد تجربة رامز جلال، صار يرصد لتلك البرامج ميزانيّات ضخمة، وأصبح دخلها من الإعلانات غير مسبوق في تاريخ برامج المقالب في مصر بحسب وكالات إعلانات عدة.
إلى جانب جلال، هناك اسم خلف الكاميرا، ساهم بقوة في نجاح البرنامج، وهو معدّه عبد الحميد العش، والمعروف بعلاقاته المتينة داخل الوسط الفني المصري، إذ يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «عين» الفنية.
ويشارك أغلب النجوم في البرنامج، لثقتهم الكبيرة بالعش، والذي سبق واستضافهم في برامج فنية من إعداده. يؤكد العش لـ«السفير» أنَّ سبب نجاح البرنامج هو المجهود المبذول فيه. «ندرك جيداً أنّ المقلب لن ينجح لو علم النجم به مسبقاً، وأنّ ذلك سيظهر بسرعة على الشاشة، ولن يقنع المشاهد».

السابق
المسيحيون والهَلع الدائم
التالي
ميل غيبسون واليهود: وراك وراك!

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب