تسليح المعارضة ضد داعش أم الأسد

نجاة شرف الدين

 

كان لافتا إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن طلبه تخصيص مساعدة بقيمة 500 مليون دولار ، من أجل دعم المعارضة السورية المعتدلة عبر إمدادها بالسلاح والتدريب وتأمين أجهزة وعتاد ، وهو طلب يحتاج الى موافقة الكونغرس  ذي الغالبية الجمهورية . في التوقيت  جاء هذا الإعلان بعد إنهاء الرئيس السوري الإنتخابات الرئاسية ، وبعد الإنتهاء من تسليم المواد الكيماوية ، وهو ما أكدته الأمم المتحدة المشرفة على هذه  العملية ، كما جاء مترافقا مع ما يحصل من تطورات في العراق مع سيطرة مجموعات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ” داعش ” على مدن وبلدات عراقية ، وإعلانها أبو بكر البغدادي خليفة على الدولة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
هذا المشهد السوري العراقي المتداخل ، جعل العديد من المراقبين يتساءلون عن الهدف من وراء الإعلان عن هذا الدعم ، خاصة أن الرئيس الأميركي كان أكد أكثر من مرة على عدم رغبته في إمداد المسلحين بسلاح أميركي ، خوفا من وصوله الى أيدي المجموعات المتطرفة والإرهابية ، خصوصا بعدما شاهد الأميركيون مسلحو داعش يقودون سيارات الهامفيز الأميركية الصنع ، نتيجة إستيلاءهم عليها من الجيش العراقي.

 
البيت الأبيض قال إن “هذه الأموال ستساعد السوريين على الدفاع عن النفس وإحلال الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتسهيل توفير الخدمات الأساسية ومواجهة التهديد الإرهابي، وتسهيل الظروف للتسوية عن طريق التفاوض” معربا عن قلقه من اتساع تأثير متطرفي «داعش» في سوريا والعراق.
الكونغرس من جهته ، رحب بالطلب ، ولو جاء متأخراً على حد تعبير أحد النواب الجمهوريين ، إلا أن السيناتور الديمقراطي البارز كارل ليفين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، رأى أن طلبا مماثلا للتمويل لقي تأييدا واسعا من الحزبين في لجنته. ليفين ركز في كلامه عن سوريا إنطلاقا مما يجري في العراق وقال ” في ضوء الأحداث الأخيرة في العراق وسوريا، من الصائب تخصيص مثل هذه الأموال». وأضاف  ليفين  إنه يدعم أي تحرك يفضي إلى تغيير ميزان القوة على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بالمتطرفين في كل من سوريا والعراق، لكنه اشترط تلقي أي خطوة أميركية الدعم من حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

 
صحيح أن القرار بالدعم تلقفته المعارضة السورية بالترحاب ، إلا أن هذه المساعدات سيتم دراستها بعناية للتأكد من وصولها الى ” العناصر المنتقاة في المعارضة المعتدلة “،  بحسب بالتوصيف الأميركي،  وهو ما يلمح إليه المسؤولون الأميركيون في تصريحاتهم ، كما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كايتلين  هايدين التي أوضحت أن الاموال ” موجهة لتدريب وتجهيز عناصر المعارضة السورية التي يجري فحصها بشكل مناسب للدفاع عن الشعب السوري وتحقيق الإستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والتصدي للمتطرفين مثل داعش الذين يستغلون حالة الفوضى في إتخاذ ملاذ آمن لهم ”.

 

مما لا شك فيه أن موقف الرئيس أوباما كان متريثا في سوريا على الرغم من ترداده بعدم مشروعية الرئيس السوري بشار الأسد ،  ومما لا شك فيه أن التطورات العراقية هي التي أملت تسريع خطوة أوباما من أجل المساعدة في القضاء على جماعة داعش ، ولو جاء العنوان محاربة نظام الأسد ، إلا أن الهدف الأبرز يبدو هو حرب إستنزاف عبر إطالة أمد الحرب بغياب أي أفق سياسي.

السابق
زلزال في البحر المتوسط
التالي
فضل شاكرعائد