انتحاريّ الطيونة يزرع الموت في ’ملعب المونديال’

وسط انشداد الانظار الى اقدام لاعبي البرازيل قبل دقائق من انتهاء الشوط الاول في مباراة التأهل ضد الكاميرون قذف الإرهاب كرة من موت ونار على بعد امتار من تجمهر العشرات في مقهى ابو عساف في الطيونة منتصف ليل امس، ونفذ انتحاري يرجح انه سوري الحلقة الـ16 في مسلسل الموت الذي يضرب لبنان منذ الصيف الفائت.

انضم الشهيد عبد الكريم حدرج من الامن العام اللبناني الى رفاقه في السلك العسكري الذين افتدوا بأجسادهم أمن الابرياء، وبعد ثلاثة ايام على استشهاد الملازم في قوى الامن الداخلي محمود جمال الدين جراء الهجوم الانتحاري في ضهر البيدر، وقبلهما محمد دندش قرب المستشارية الايرانية، وهيثم أيوب قرب السفارة الايرانية وجنود وضباط من الجيش اللبناني في الهرمل ووادي عطا في جرود عرسال الموعد كان مع شهيد جديد حاول منع الانتحاري من قتل الابرياء، ولكن الاخير عاجل لتفجير سيارته المفخخة بنحو 25 كيلو غراماً من المواد الشديدة الانفجار، علماً ان مصادر امنية تؤكد ان العبوة لم تنفجر كلها ووجد جزء منها على بعد امتار من مكان التفجير مما يفسر العجلة التي رافقت التفخيخ ويدل بحسب هذه المصادر على ان التفخيخ حديث العهد.
وأمس اعادت بلدية الغبيري فتح الطريق في مكان التفجير الذي احدث اضراراً في السيارات والمباني المحيطة، واسفر عن جرح نحو 20 شخصاً معظمهم غادروا المستشفيات باستثناء عنصر في الامن العام كان برفقة زميله الشهيد حدرج. وافاد جابر الذي اصيب اصابة متوسطة بانه تقدم مع رفيقه الى سيارة الانتحاري التي كانت تتجه عكس السير قرب مقهى ابو عساف، وظل حدرج الى جانب السيارة بينما توجه جابر مسرعاً الى حاجز الجيش الذي يبعد اقل من 30 متراً من مكان التفجير، وقبل وصوله عمد الانتحاري الى تفجير السيارة، فاستشهد المفتش في الامن العام واصيب جابر.

مسرح الجريمة
ساحة الجريمة بدأت منذ الصباح تستعيد حركتها الطبيعية بعدما رفعت السيارات المتضررة من وسط اوتوستراد السيد هادي نصرالله، وبعد حضور الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير واعطائه التوجيهات اللازمة لفرق المسح من أجل تعويض المتضررين. اما سكان المنطقة فسارعوا الى رفع الركام والزجاج المتناثر في شققهم التي تضررت بفعل عصف الانفجار ورفع بعضهم صوراً ضخمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وقائد الجيش جان قهوجي واكدوا “صمودهم في مناطقهم مهما اشتدت التفجيرات”، اما مقهى ابو عساف فواصل استقبال زبائنه ونظم ناشطون مساء قرب المقهى “وقفة تضامنية رفضاً للارهاب”.

بيان قيادة الجيش
واصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً عن التفجير الانتحاري في الطيونة جاء فيه:
“عندالساعة 23,40 من ليل امس (الاثنين) اقدم احد الانتحاريين وهو يقود سيارة “مرسيدس 300 بيضاء تحمل الرقم 324784/ج على تفجير نفسه بالقرب من حاجز تابع للجيش في مستديرة الطيونة، مما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة، وفقدان مفتش من المديرية العامة للامن العام، الى حصول اضرار مادية جسيمة في الممتلكات. فرضت وحدات من الجيش طوقاً امنياً حول المكان المستهدف. وحضرت وحدة من الشرطة العسكرية، وعدد من الخبراء المختصين كشفوا على موقع الانفجار، وتبين ان السيارة كانت مفخخة بنحو 25 كلغ من المواد المتفجرة. وتستمر التحقيقات باشراف القضاء المختص”.
وفي سياق متصل اوضح المواطن حسين محمد حيدر “ان سيارة المرسيدس 180 – الحمراء طراز 1961، رقمها 144631، والتي كان قد افيد انها السيارة المفخخة التي انفجرت (اول) امس في الطيونة، كانت مركونة الى جانب الطريق، وهي ليست مسروقة، وليست السيارة التي انفجرت”. وارفق حيدر بيانه بنسخة عن ملكية السيارة خاصته، تتضمن المعلومات الكاملة.

السابق
فيديو..الفهود اللبنانية بالذخيرة الحية
التالي
الحريري يلتقي سليمان في باريس