البارزاني: حان الوقت لتقرير المصير

 

في ما بدا تحدياً لجهود واشنطن للتعجيل في تأليف حكومة عراقية جديدة في ضوء التقدم الذي أحرزه تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في شمال العراق ووسطه، قال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اجتمع به في اربيل ان الاحداث الاخيرة قد اوجدت ” واقعاً جديداً وعراق جديداً”، فيما انتشرت الدفعة الاولى من 300 مستشار عسكري اميركي قرر الرئيس باراك اوباما ارسالهم لمساعدة الجيش العراقي في قتاله التنظيم الاصولي الذي يهدد تمدده بتغيير في الخريطة السياسية للعراق وسوريا.

وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية الاميرال جون كيربي بان نحو نصف المستشارين العسكريين الاميركيين الـ300 باتوا الان في بغداد وبدأوا عملية تقويم للقوات العراقية وللقتال ضد “داعش”. وقال ان اربع فرق اخرى من القوات الخاصة ستصل الى العراق في غضون ايام ليصل عددهم الى 200. واشار الى ان الولايات المتحدة تقدم بما يصل الى 35 طلعة طيران استكشافية فوق العراق يومياً للحصول على معلومات استخبارية حول الوضع على الارض. واعلن ان نحو 90 جندياً اميركياً اقاموا غرفة عمليات مشتركة في بغداد. واضاف ان الجماعات المتمردة حسنة التنظيم ويساعدها مقاتلون اجانب ومتعاطفون معها من السنة.
واوضح ان “هذه الفرق (الاميركية) ستجري تقويما لتماسك واستعداد قوات الامن العراقية، وستستأجر مقراً في بغداد وتدرس اكثر الطرق فاعلية لاحضار مستشاري متابعة”. وسيرفع المستشارون النتائج الى القيادة “خلال اسبوعين او ثلاثة”.
وبعد محادثات اجراها كيري مع المسؤولين الاكراد في اربيل، صرح لشبكة “إي بي سي” الاميركية للتلفزيون بأن زعماء السنة الذين اجتمع معهم امس وكذلك بعض الشيعة الذين التقاهم الاثنين مصرون على المضي في العملية الدستورية لمحاولة تأليف حكومة تستطيع ان تكون حكومة وحدة وطنية وتتمكن من توحيد الشعب العراقي.
وأكد أن الفرصة متاحة حاليا للعراقيين لاتخاذ الاختيار الذي يجنبهم الوقوع في حرب اهلية. واعترف بان “داعش” يمثل مصدر تهديد للمنطقة وللعراق نفسه وسلامة اراضيه. وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة مساعدة العراقيين للتصدي للتنظيم الاصولي “غير اننا في حاجة الى التاكد من وجود حكومة لن تعمل على اشعال الخلافات الطائفية في البلاد” .
وتحدث عن حاجة واشنطن الى التحقق من ان الحكومة العراقية على استعداد لتوحيد العراقيين وتقاسم السلطة ووضع حد للخلافات الطائفية والتركيز على مواجهة “داعش” وعلى مستقبل العراق على المدى الطويل.
ونقل عن البارزاني خلال اجتماعهما ان الحل في المناطق التي فيها “داعش” حاليا ليس في القوة العسكرية الاميركية بل في العراقيين انفسهم الذين يرغبون في استعادة ارضهم للعيش فيها مرة اخرى. واستبعد ان يتمكن أفراد “داعش” من شن هجمات على الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، مشيرا الى ان هذا ما يحاول الرئيس الاميركي تأكيده الان. وخلص الى ان العراق في حال نزاع اهلي لم يصل الى حد الحرب الاهلية.
ومعلوم ان اكراد العراق البالغ عددهم اكثر من خمسة ملايين نسمة استغلوا حال الفوضى التي عمت البلاد لتوسيع اراضيهم والسيطرة على مكامن غنية بالنفط. وبعد يومين من بدء المقاتلين السنة هجومهم بالسيطرة على الموصل كبرى المدن في شمال العراق سيطرت القوات الكردية على كركوك التي يعتبرها الاكراد عاصمتهم التاريخية وفرت منها قوات الجيش العراقي. ومن شأن السيطرة على كركوك الواقعة خارج منطقتهم مباشرة الغاء الحافز الرئيسي لاستمرار كردستان جزءا من العراق، إذ ان احتياطات النفط في المدينة ستدر دخلا يفوق كثيرا ما يحصل عليه الاكراد بموجب اتفاقهم مع بغداد الذي يمنعهم من اعلان الاستقلال.
وأشار عدد من المسؤولين الاكراد الكبار في احاديث خاصة إلى ان التزامهم حيال العراق لم يعد قائما وانهم يتحينون الفرصة للسعي الى الاستقلال. وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون جدد البارزاني تهديده باجراء استفتاء على الانفصال عن باقي البلاد. وقال إن الوقت حان ليقرر الشعب الكردي مصيره.

الوضع الميداني
من جهة اخرى، اعلنت الأمم المتحدة أن 1075 شخص قتلوا معظمهم من المدنيين وأصيب بضع مئات في معارك وأعمال عنف اخرى في العراق مع اجتياح “داعش” شمال البلاد. ويشمل عدد الضحايا من اعدمهم التنظيم وسجناء قتلتهم القوات العراقية لدى تقهقرها. وهذه المحصلة من القتلى هي الاعلى منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية عام 2011.
وصرح الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة اللواء قاسم عطا الموسوي بأن القوات العراقية استعادت السيطرة على منفذي طريبيل والوليد الحدوديين مع الاردن وسوريا في محافظة الانبار. وقال :”القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة بشكل كامل على منفذي طريبيل والوليد وتم تعزيز المنفذين بعدد كاف من القوات الأمنية. والصورة الرائعة هي الإسناد من عشائر محافظة الأنبار”. لكن مقاتلين متشددين من السُنة قالوا ان المنفذين لا يزالان تحت سيطرتهم.

السابق
انفجار قنبلتين بدائيتين في مترو القاهرة
التالي
عبد الكريم حدرج كم افتدى من أرواح