سعيد الأشقر ينحت من الحجر حباً وجمالاً

يطوع سعيد الأشقر الأحجار الصلبة بين يديه، يحولها الى منحوتات تحاكي الحياة. يـفرش على لوحات من أحجام مختلفة ألوانا، يمزج بين الحياة والموت والحاضر والآتي.

منحوتات سعيد الاشقر الحجرية، التي يتفنن في ابتكارها وصوغها على طريقته ومزاجه المجبول بالوجع، يدللها بإزميل حديدي حاد الرأس ومطرقة، لتصبح صفحة من صفحات التاريخ ورموزه، يتخيل إليسار التي خرجت من صور وأصبحت ملكة قرطاج، مستمداً شخـــــصيتها من عجائب آثار مدينته صور، التي يستـــــفيق على شموخها.
وفي منحوتات الأشقر يحضر القــديس بطرس، الذي خرج يبشر بالمسيحية في أصقاع العالم، وأسرار الحب والحياة، التي تجسدها المرأة والرجل وحورية البحر الساحرة.
الفنان الخمسيني، حوّل منزل عائلته، مقابل «الكلية الجعفرية» إلى متحف دائم يعبق بالفن. مسيرته بدأها هاوياً عندما كان تلميذا في «مدرسة الكاثوليك» في المدينة، فكان يرسم معلمته الجميلة متخيلا إياها عارية، ثم يعرض الصورة عليها بخجل ووجل، حيث كان يلقى تشجيعا لا تأنبيا، ما شكّل محطة في اندفاعته، نحو الفن بكل أشكاله، لا سيما الرسم والنحت، وفن تصميم الأزياء الذي عمل فيه لسنوات مع المصمم عوني الصعيدي، ومن ثم في النمسا.

 
يمضي الأشقر ليله في النحت والرسم، بعدما تخلد المدينة وناسها إلى النوم. يستغل ساعات الهدوء وغياب أبواق السيارات ووشوشات الساهرين وأصوات الباعة، يرسم ما يجول في خاطره، يسترجع ذكريات وحنينا مضيا.
يعيش للفن ولابنته، ولاحقا حفيدته، بالنسبة إليه فإن الفن، وخصوصا الرسم والنحت، يعبّر عن الجمال والحب والقلق والوجع والألم في آن. إذ إنه يشكل موزاييكا لحياة الدنيا وما بعدها.

 
ومن منحوتاته المتعددة، انتقل سعيد الأشقر إلى نوع آخر من الرسم «ميتولوجيك» ويعني فوق الخيال، بعدما أمضى سنوات طويلة في رسم اللوحات السوريالية والزيتية والجداريات، ومنها جدارية تضم مكونات مدينة صور وتاريخها، باعها في أحد معارض فرنسا بمبلغ ثمانية عشر ألف دولار.
شارك الاشقر في معارض كبيرة في فرنسا، وبلجيكا، وبريطانيا، وإسبانيا وبعض الدول العربية، وفي غالبية المناطق اللبنانية، وحصد الكثير من الجوائز والتقديرات على رسوماته، التي وضع الكثير منها على أغلفة كتب وداووين شعرية. وهو يصر اليوم على متابعة إنجاز المزيد من اللوحات والمنحوتات، التي يضيق بها متحفه.

السابق
ليوناردو دي كابريو يحاول الاختباء في ملعب البرازيل
التالي
اقبال الاسعد الفلسطينية تدخل موسوعة غينيس