وإذ توعّد المشنوق خاطفي المواطن مخول مراد من رأس بعلبك بتصفية الحساب معهم، بدا المشهد الإقليمي، في ضوء التطورات العراقية يشكّل هاجساً للقيادات اللبنانية، بعدما واجه لبنان، وبعد مشاركة حزب الله عسكرياً في الحرب الدائرة في سوريا، تداعيات الحرب هناك، تجاذباً وانقسامات وسيارات مفخخة وأحداثاً أمنية وشللاً في عمل الدولة.
في هذا الإطار، أعلن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مجموعة من المواقف تتعلّق بسقوط شمال العراق في أيدي مسلّحي تنظيم “داعش” (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وقال في كلمة لمناسبة الذكرى 29 لتأسيس كشافة المهدي “إن ما سيطلب منا سنعمله، وحيث يجب أن نكون سنكون”.
وعن تطورات الوضع في العراق قال: “عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”، مضيفاً: “في سوريا قلنا لن تُسبى زينب مرتين، وفي العراق نقول: انتهى الزمن الذي يسمح فيه لأحد في العالم أن يهزم أو يدنّس مقدساتنا الدينية في النجف وكربلاء وسامراء”.
في المقابل، توقّع مصدر مطّلع على التداعيات العراقية أن تتسارع الاتصالات لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية، لمنع أية انعكاسات سلبية لهذه التطورات، وعدم ترك الأوضاع في لبنان مفتوحة على التجاذبات التي يمكن أن تعرّض الساحة اللبنانية لاضطرابات جديدة.
وكان لافتاً، على هذا الصعيد، دعوة الرئيس فؤاد السنيورة، من طرابلس، اللبنانيين الى المسارعة في اتخاذ الخطوة الدستورية الهامة والآيلة الى انتخاب رئيس الجمهورية، مما يساعد في حماية لبنان من نيران المنطقة الملتهبة ويسهم بشكل جدي في تأمين مخرج آمن من هذا المأزق الخطير الذي يكاد ينزلق إليه لبنان واللبنانيون.
لكن الرئيس السنيورة أعاد تكراراً الطلب الى “حزب الله” بضرورة مبادرته الى الانسحاب الفوري من القتال في سوريا والعودة الى لبنان، وعدم الاستمرار في الانزلاق والانغماس والغرق في تعقيدات المنطقة وصراعاتها ومحاورها.
وقال إن قوى 14 آذار تقدّمت بمرشحها لانتخابات الرئاسة، وعلى الشريك الآخر في الوطن التقدّم الى الأمام بخطوة مقابلة بإعلان مرشحه أو التوافق على مرشح بديل تتوفر فيه صفة رمز وحدة البلاد، ويتمتع بقدرات القيادة الحكيمة والمتبصرة والواعية، وتكون لديه الرؤية الوطنية السليمة والإمكانية على إطلاق الحوار الداخلي والقدرة على الاحتضان الحقيقي لكافة مكونات المجتمع اللبناني.