الادارة الاميركية: ثوابتنا لم تتغير وعلى الحزب العودة من سوريا

السفارة الأميركية

مع ان زيارة الساعات الخمس لوزير الخارجية الاميركية جون كيري الى بيروت وطبيعة المحادثات التي اجراها مع الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استحوذت على اهتمام اللبنانيين، علهم يتلمسون اشارة اميركية حول هوية رئيس الجمهورية العتيد او اي مؤشر في اتجاهه كما اعتادوا في الاستحقاقات السابقة، فإن مضمون مواقف كيري التي وردت في بيان مكتوب، خلّف موجة ذهول واستغراب في الاوساط السياسية وحتى الشعبية وانبرى المراقبون الى تحليله وقراءة ابعاده لا سيما في الشق المتصل بدعوته روسيا وايران وحزب الله الى وضع حد للحرب في سوريا باعتبار هذا الموقف نوعيا من جانب مسؤول رفيع في الادارة الاميركية التي تصنف حزب الله في خانة المنظمات الارهابية ويشكل رافعة للحزب ودوره الذي وصفه في خانة دولتين عظميين لهما تأثيرهما الكبير على المستويين الدولي والاقليمي. ولم تقتصر مفاعيل موقف كيري على الاستغراب والتساؤل، بل تعدتها الى استفسار بعض الجهات السياسية من خلال الاتصال بعدد من المقار والشخصيات الدبلوماسية للوقوف منها على حقيقة الموقف وخلفياته، وما اذا كان بايعاز مباشر من الادارة الاميركية ينم عن تغيير في ثوابتها ازاء الحزب الذي كان حتى الامس القريب مدرجاً على قائمة المنظمات الإرهابية، تماشيا مع الاجواء التفاوضية والمناخات الايجابية المستجدة اقليميا ام انها مجرد زلة لسان من كيري لا تحتمل التأويل. وكشفت اوساط سياسية لـ”المركزية” عن ان عددا لا بأس به من الشخصيات خصوصا في فريق 14 آذار اجرى اتصالات بعدد من المسؤولين في السفارة الاميركية مستوضحا ومستفسرا الا ان ايا من هؤلاء لم يتلق جوابا واقتصرت الردود على الدعوة الى التريث والانتظار.

وفي هذا المجال، علمت “المركزية” من مصادر وزارية مطلعة ان اصداء البلبلة التي اثارها موقف وزير الخارجية الاميركية في بيروت وصلت الى دوائر القرار المعنية في واشنطن، وأكدت هذه المصادر وفق معلوماتها ان الولايات المتحدة ما زالت على موقفها من الحزب ولم تبدل قيد انملة فيه، وانه توضيحا للالتباس قررت وزارة الخارجية الأميركية ان تصدر بيانا حول ما ورد في كلام كيري خلال ساعات قليلة يؤكد ثوابت الموقف الاميركي المعروف من حزب الله وسائر القوى المؤثرة في الميدان السوري والتي تسهم في سفك الدماء، خصوصا ان الحزب يلعب دورا سلبياً من خلال ارسال مقاتليه الى دمشق دعما للنظام في مواجهة الشعب السوري مخالفا اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية. وسيحدد البيان التزام الولايات المتحدة هذا الموقف ويدعو الحزب الى الانسحاب فورا من سوريا والكف عن مساندة النظام في قتل الشعب لا سيما ان مشاركته في الحرب الدموية السورية تؤدي الى عدم استقرار الوضع في الداخل اللبناني.

ويتوقع ان يضع البيان الاميركي الرسمي فور صدوره النقاط السياسية على حروف موقف كيري ويقطع طريق التحليلات السياسية التي غاصت في القراءات المستفيضة لابعاده واهدافه وخلفياته.

السابق
الرفاعي: دغدغ حزب الله لتسهيل الحوار حول سوريا
التالي
القبس: بري قد يستقيل اذا قاطع النواب جلسة 10 حزيران