معاقبة أزهري كبير لرفعه أذان الشيعة

أزمة كبيرة أثارها فيديو مُسرب للشيخ الأزهري وقارئ القرآن المصري المشهور فرج الله الشاذلي، وهو أمين عام نقابة قرّاء القرآن في مصر وأستاذ في كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بجامعة الأزهر، أثناء رفعه أذان الشيعة في أحد مساجد مدينة الكوفة في العراق، ما استدعى معاقبته، ومنعه من تلاوة القرآن في مقرأته في الجامع الأزهر، وإيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيق معه، بقرار من وزير الأوقاف محمد مختار جمعة. كما أوقفه مجلس نقابة قرّاء القرآن عن منصب أمينها العام، لحين نهاية التحقيقات في تلك الواقعة.

وعلم موقع “NOW” أن هناك اتجاهاً في وزارة الأوقاف لإعفائه نهائياً من منصب أمين عام النقابة، التي سيتولى مجلسها اختيار شيخ آخر لتولي المنصب خلفاً له، في غضون أيام.

وتداول نشطاء وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للشاذلي وهو يرتدي الزي الأزهري ويرفع أذان الشيعة خلال لقاء له في مجلس شيعي مع مجموعة من الشيوخ المُعممين، وهو يتلقى وصايا عن التمهيد في مصر لظهور الإمام.

وزخرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً صفحات السلفيين بتعليقات أتت في أغلبها منتقدة لموقف الشاذلي، وطلب عدد من المغردين بطرده من الأزهر، ومنع سفر شيوخه من السفر إلى العراق أو إيران كي لا تتكرر تلك الواقع، فيما قال أحدهم “إن الشيعة خربوا عقله”.

ومثل الشاذلي للتحقيق في نقابته، وهو اعتذر عن تصرفه “وتاب عنه علناً”، طالباً مسامحته، على اعتبار أنه “لم يتعمد الإساءة لعقيدة أهل السنّة”.

وقال الشاذلي لموقع “NOW” إن هذا التسجيل قديم، لافتاً إلى أن زيارته للعراق كانت منذ أكثر من سنتين، للتحكيم في مسابقة قراءة القرآن الكريم، وتعليم بعض الطلاب أحكام التلاوة.

وأوضح أنه ذات يوم طلب منه مضيفوه مرافقتهم في صلاة الجمعة، “وفي المسجد طلب مني إمامه رفع الأذان وأعطاني الشيوخ ورقة لقراءته. وقال: “حوصرتُ بإلحاح الشيوخ عليّ، ولم يسعفني تفكيري، وأذّنت ما في الورقة، وهذا خطأ أعترف به ولا أجادل فيه”. وأضاف: “كان فخاً وشركاًوقعت فيه… هم استخدموني”. وسأل: “لماذا خرج التسجيل الآن؟… لتكن فتنة، ليظهر أن واحداًمن كبار قرّاء أهل السنة يؤذّن في الشيعة”.

من جانبه، قال نائب نقيب القرّاء حلمي الجمل لموقع “NOW” إن مجلس النقابة قرر إيقاف الشاذلي عن العمل كأمين عام للنقابة، لحين عرض الأمر على وزير الأوقاف، مضيفاً: “نشرُالفيديو في هذا التوقيت فتنة هدفها النيل من الأزهر ورموزه… الشيخ أخطأ وإن كان أبدى أسفه واعتذاره”.

وأوضح أن كثيراً من قرّاء القرآن المصريين يذهبون إلى العراق وإيران ويرفعون أذان الشيعة، إما حرجاً أو مجاملة، وأن يقع أمين عام نقابة القرّاء في مصر في هذا الخطأ، هدفه إظهار أن الأزهر الشريف ونقابة القرّاء في مصر تشاركهم الفكر والعقيدة، مضيفاً: “ذات مرة سافرت إلى إيران وطلبوا مني أن أذهب إلى مدينة قم لأقرأ القرآن على مقبرة الخميني، فرفضت رفضاً قاطعاًوصممت على السفر في الليلة نفسها”.

السابق
هل تحرك زيارة الراعي قضية المبعدين اللبنانيين إلى اسرائيل؟
التالي
القوات الدولية لحفظ السلام: قوة من أجل المستقبل