تودّد سعودي إيراني يختصر طريق بعبدا وواشنطن على الخط

علما ايران والسعودية

كتبت “البلد” : بعد ايام على دخول لبنان في نفق الفراغ وجمود المشهد السياسي وغياب اي بارقة امل او مبادرة توحي بقرب الوصول الى حلّ، بدأت تلوح في الافق الاقليمي بوادر حلحلة سترخي حتما بظلالها الايجابية على لبنان وطبعا على الاستحقاق الرئاسي الأبرز.

فقد أكدت ايران امس انها تلقت دعوة “ودية” من السعودية لزيارة قريبة لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف في اطار اجتماع منظمة التعاون الاسلامي الذي سيعقد في 18 و19 حزيران المقبل في جدة.

في هذه الاثناء ستكون نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر وسورية قد توضحت اضافة الى تشكيل الحكومة العراقية والمفاوضات النووية المرتقبة الشهر المقبل بين ايران والدول الخمس زائد واحد.

في سياق متصل، تلقى الرئيس العماد ميشال سليمان، اتصالا من وزير الخارجية الاميركي جون كيري هنأه خلاله على “الجهود التي بذلها في خلال ولايته لحماية سيادة لبنان واستقلاله والحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار، على رغم الاضطراب والعنف المنتشر في الجوار”.

وإذ جدد كيري “دعم بلاده للاستقرار وتأييدها لـ “إعلان بعبدا” الذي يشكل ركيزة للاستقرار في المستقبل”، فإنه شدد على “اهمية السرعة في انتخاب رئيس للجمهورية”، لافتا الى استمرار تعاون بلاده مع المسؤولين والمؤسسات الدستورية اللبنانية.

وامام هذا التطور الاقليمي والتوجه الدولي، يصبح المشهد المحلي مجرد تفصيل بعدما فشلت القوى الداخلية في انتخاب رئيس قبل انقضاء المهلة الدستورية والتحوّل الى أداة للخارج بانتظار الاشارة الحاسمة في اللحظة المناسبة. الا ان الحراك السياسي لم ينقطع فاستكملت المؤسسات المارونية الثلاث جولتها على القيادات المارونية في اطار مسعاها الهادف الى الضغط في اتجاه التوافق على رئيس جمهورية مقبول من الجميع، وكانت على موعد امس مع النائب ميشال عون في الرابية.

واذ اعلن الوزير السابق وديع الخازن ان هناك حراكا واضحا بين عون والرئيس الحريري للوصول الى حل يرضي باقي الاطراف وان حصل التوافق ستكون هناك حلحلة للعقد ونصل الى المبتغى، قالت مصادر المجتمعين لـ “المركزية” ان عون ابلغها صراحة انه الاقوى مسيحيا، وتاليا له الحق في الوصول الى بعبدا، وهو كما قال، الاقدر على معالجة الملفات العالقة وايجاد الحلول لها. وان عون رفض التجاوب كليا مع الطرح الذي نقله الوفد من رئيس حزب القوات اللبنانية القاضي بترشح الجانبين في جلسة الانتخاب المقبلة وانسحاب من يحصل على عدد اقل من الاصوات للآخر، او عقد لقاء بين الاثنين اي جعجع – عون للاتفاق على مرشح يكون مقبولا منهما وتاليا من فريقي الثامن والرابع عشر من آذار. واشارت الى ان عون متمسك بما جاء في مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي خصوصا لجهة انتظار الجواب النهائي من الرئيس سعد الحريري، بعدما كان تلقى منه جوابا مبدئيا في تأييده كمرشح وفاقي وانه سيبقى على موقفه هذا حتى العشرين من شهر آب المقبل الموعد الطبيعي للبدء في اجراء الانتخابات النيابية والمهلة الاخيرة لدعوة الهيئات الناخبة.

على صعيد آخر، ولليوم الثاني على التوالي، واصل السوريون المقيمون في لبنان عملية الادلاء بأصواتهم للانتخابات الرئاسية في السفارة السورية في اليرزة، ولم تسجل اية زحمة سير بفعل الاجراءات التي اتخذتها القوى الامنية في المنطقة.

السابق
جنبلاط: نعم لـ’تجميل’ الطائف
التالي
حكومة سلام تبدأ اليوم «عهدها» الانتقالي