قريبا اليمن يمنان.. سنّي وشيعي

انفصال اليمن
في لقاء مع "جنوبية" قال رئيس "مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان" في صنعاء باليمن، عز الدين الأصبحي أنّ "الشيعة يشكّلون نحو 30% من السكان وقد بدأوا بالتحول إلى كتلة سياسية بعد عام 1979، عام انتصار الثورة الإيرانية، وقد أدى نجاح حزب الله في لبنان في تحول مدارسهم الدينية إلى حزب سياسي". وأكّد أنّ "الاتجاه العام للنزاع سيؤول إلى انفصال الجنوب عن الشمال".

كان يعتقد أنّ المجتمع اللبناني بتنوعه الطائفي وانقساماته يشكّل الاستثناء العربي في المنطقة، لكن تبيّن، بعد سقوط عدد من الأنظمة الاستبدادية أو دخولها في حروب أهلية، أنّ المجتمعات العربية لا تختلف كثيراً عن لبنان، وأن المجتمعات ممسوكة وليست متماسكة والديكتاتور يمثل وحدتها القسرية. لذا ومنذ اندلاع النزاعات الأهلية في عدد من البلدان، ارتدت مكوناتها إلى البدايات وعادت إلى أصولها المذهبية والقبائلية.

في لقاء مع “جنوبية” قال رئيس “مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان” في صنعاء باليمن، عز الدين الأصبحي أنّ اليمن “جغرافياً، جزء من شبه الجزيرة العربية والخليج، لكنّه سياسياً، بعيد نسبياً”.

إذ يسكن اليمن نحو 26 مليون إنسان على مساحة 550 ألف كلم2 وجوده البرية طويلة مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وقد شهد اليمن خلال 50 عاماً نزاعات داخلية، وحتى عام 1990 كان ينقسم إلى شمال وجنوب ويوم 22 أيار كان عبد الوحدة اليمنية، ثم شهد عام 1994 حرباً أهلية أدت بالبلد إلى مزيد من الانقسامات والتشظي يومها كان الحديث عن صراع ذو طابع أيديولوجي بين الشمال والجنوب: “لكنه كان يحمل في طيّاته نزاعاً بين السنة والشيعة. واليوم هناك أكثر من فصيل سياسي ذو بعد سني وفصيل ذو بعد شيعي”.

وعن الانقسام المذهبي، أوضح الأصبحي: “في اليمن ثلاثة مذاهب رئيسة. المذهب الشافعي السني، الزيدي الشيعي والإسماعيلي الشيعي. يتمركز المذهب السني في الوسط والجنوب والمذهبان الشيعيان في شمال البلاد. وفي العام 2006 طالب بدر الدين الجوني، وهو مرجع شيعي، بحرية التعبير وعدم تهميش المذهب الزيدي. ورغم أنّ الرئيس آنذاك، علي عبد الله صالح، كان زيدياً، إلا أنّه، من موقعه العسكري وتحالفه مع الجيش والمخابرات، قمع تحرّك أنصار الحوقي، فقمعت مدارسه الدينية وقُتل ابنه حسين بدر الدين الحوقي، فتحولت المدارس الدينية إلى حزب سياسي ذو طابع مذهبي ثم إلى ميلشيا ثم إلى قوى عسكرية تحت إسم انصار الله وتحول معظمهم من المذهب الزيدي إلى المذهب الجعفري”.

وعن التوازن السكاني قال الأصبحي: “يشكل الشيعة نحو 30% من السكان وقد بدأوا بالتحول إلى كتلة سياسية بعد عام 1979، عام انتصار الثورة الإيرانية، وقد أدى نجاح حزب الله في لبنان في تحول مدارسهم الدينية إلى حزب سياسي. وخلال الفترة الماضية حاول صالح التوازن بين الحوثيين (بيئة حاضنة له) وبين الإخوان المسلمين وهم البيئة الداعمة الممسكين بالسلطة فعلياً. يومها كانت السعودية تدعم الإخوان في حين أن شيعة العراق وإيران دعموا الشيعة اليمنيين”.

اليمن اليمن

وعن الشعرة التي قصمت ظهر البعير، أوضح الأصبحي: “إن قيام السعودية ببناء معهد سلفي في منطقة يسكنها شيعة بالكامل أظهر النزاع المذهبي المسلح إلى السطح، بعد أن كان بلغة الغموض”. ورأي الأصبحي أنّ “ما يحصل حالياً من نزاع مذهبي سببه تجاهل السلطات الاعتراف بالتنوع بدلاً من التماهي بالشعب الواحد”.

عاد الأصبحي للإشارة إلى أنّ “هذا الصراع المذهبي يخفي مصالح اقتصادية “فالجنوب غني يملك الغاز والبترول والبحر، لكنّ أهله يجدون أنفسهم بعيدون عن السلطة، ويتحركون نحت شعار استعادة السلطة”. وعن الاتجاه العام لإنهاء النزاع، رأى الأصبحي أنّ “النزاع سيستمر وخصوصاً أن معظم الأحزاب قد تحولت إلى دكاكين سياسية مدعوماً من الخارج وبالتالي يبدو أن الاتجاه العام للنزاع سيؤول إلى انفصال الجنوب عن الشمال”.

السابق
ميقاتي : المرحلة شديدة الحساسية وتتطلب اقصى درجات الانضباط
التالي
ارتفاع مفاجئ للبطالة في ألمانيا