النهار: 9 أيام أخيرة… على أبواب الفراغ؟

 

اذا كانت الجلسات الاربع المتعاقبة التي عقدها مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية أخفقت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بفعل سلاح تعطيل النصاب، فأي رهان باق على الجلسة الخامسة التي يفترض أن تعقد الخميس 22 أيار، قبل يومين فقط من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الذي سيغادر قصر بعبدا السبت في 24 منه؟
الواقع ان الصورة الاكثر واقعية، ولو مشوبة بمسحة تشاؤمية طاغية على معظم المعطيات الماثلة عن نفاد المهلة الدستورية من دون انتخاب رئيس جديد، رسمها مصدر معني بالاستنفار السياسي الذي أطلقه العد التنازلي للايام العشرة الاخيرة ابتداء من امس، اذ قال لـ”النهار” إن مصير الانتخابات الرئاسية يبدو مماثلا لمصير سلسلة الرتب والرواتب، وما عجز عنه مجلس النواب ليل الاربعاء بعد طول مخاض في عدم التوصل الى انجاز مشروع السلسلة في اللحظة الاخيرة مرشح للانسحاب على الجلسة الانتخابية الخميس نظرا الى انعدام أفق التغيير حتى الساعة. لكن المصدر لم يستبعد تحقق ما أشار اليه بعض المعلومات امس من سعي قوى 8 آذار الى توفير النصاب في الجلسة المقبلة وإن تكن التقديرات لا تخرج عن اطار استعادة مشهد الجلسة الانتخابية الاولى التي لم تحسم لمصلحة اي مرشح. وكشف المصدر لـ”النهار” في هذا السياق ان وفدا من “حزب الله” سيقوم اليوم بزيارة لبكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في خطوة تكتسب دلالة بارزة عشية انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي والتخوّف من الفراغ الرئاسي وكذلك قبيل قيام البطريرك بزيارته للاراضي المقدسة في فلسطين المحتلة.
كما علمت “النهار” ان حركة مشاورات بدأت تحضيرا للجلسة المقبلة لانتخاب رئيس جديد وهي ستدور داخليا وخارجيا. وفي هذا السياق ينتقل رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة الى السعودية لاجراء مشاورات مع الرئيس سعد الحريري.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره مساء امس ان الجلسة التي دعا اليها في 22 ايار لن تكون الاخيرة قبل نهاية المهلة الدستورية “وفي حال حصول شغور في موقع الرئاسة ولم ننتخب رئيسا فانني سأدعو الى جلسات متسارعة كل ثلاثة ايام”. وأفاد بري انه تبلغ في ختام جلسة مناقشة سلسلة الرتب والرواتب مساء الاربعاء من نواب 8 آذار انهم سيحضرون وسيشاركون في آخر جلسة قبل انتهاء المهلة الدستورية وسيؤمنون النصاب من غير ان يحددوا ما اذا كانوا سيقترعون بأوراق بيض أم سيصوتون لأحد المرشحين. وعن موضوع التشريع بعد 25 أيار في حال عدم انتخاب رئيس الدولة قال بري: “سأستمر في توجيه الدعوة الى جلسات تشريعية متتالية وهذا ما قلته اليوم (امس) امام الرؤساء تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة والوزير بطرس حرب وآخرين وشرحت موقفي من هذه المسألة ورفضي التام لتعطيل دور المؤسسة التشريعية التي احترم صلاحياتها وموقعها وهي ليست مؤسسة تعود الى والدي وذكرت بما حصل اثناء استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي واليوم هناك من يطرح التغيب عن المجلس بذريعة شغور في موقع رئاسة الجمهورية. وقلت ايضا في هذا اللقاء اعذروني على الحديث بهذه اللغة هل ان السني والشيعي والدرزي هم من يعملون على عدم اكتمال النصاب لانتخاب رئيس ام ان النواب المسيحيين هم الذين لا يحضرون واذا اتفقوا على مرشح هل نرفضه؟ اذهبوا واتفقوا على اسم وسترون كيف سنمشي معكم جميعنا”. واشار الى انه لم يفقد الامل في انتخاب رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية.
كذلك علمت “النهار” ان الجهود المتصلة بسلسلة الرتب والرواتب مستمرة وزاريا ونيابيا وتنطلق الجهود الجديدة عبر وزراء المال والدفاع والتربية علي حسن خليل وسمير مقبل والياس بو صعب ورؤساء الكتل النيابية من اجل صياغة حل لمطالب المعلمين والسلك العسكري وتأمين الواردات. ويتوقع احد المشاركين في هذه الجهود ان تنعقد الجلسة في 27 ايار اذا ما صار هناك حل ناجز.

زيارة السعودية
الى ذلك، يقوم رئيس الوزراء تمام سلام الاثنين المقبل بزيارة للمملكة العربية السعودية هي الاولى له منذ تشكيل الحكومة على رأس وفد وزاري يقابل خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وعدداً من كبار المسؤولين السعوديين. وتكتسب هذه الزيارة طابعا مهما في توقيتها وظروفها والمواضيع التي ستتناولها محادثاته مع الزعماء السعوديين، علماً ان سلام سينقل شكر لبنان الى المملكة على مساهماتها في مساعدته وخصوصا من حيث الهبة الاخيرة لدعم الجيش. كما تأتي الزيارة متزامنة مع التعجيل في الترتيبات لعودة الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان تبعا للاتصالات التي اجراها السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري مع وزيري الداخلية نهاد المشنوق والسياحة ميشال فرعون.
وعلمت “النهار” ان الوزير المشنوق يستعد للقيام بجولة خليجية يستهلها قريبا بزيارة دولة الامارات العربية المتحدة وقطر لمواكبة قرار رفع الحظر عن سفر رعايا دول مجلس التعاون الخليجي الى لبنان في مستهل فصل الصيف الواعد بالنسبة الى القطاع السياحي اللبناني.
على صعيد آخر، أبلغ الوزير المشنوق “النهار” ان مجلس الوزراء في جلسته اليوم سيبحث في “تشكيل خلية عمل صغيرة برئاسة الرئيس سلام من اجل وضع سياسة ثابتة في شأن قضية اللاجئين السوريين”، موضحا ان إجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس الملف السوري الذي انعقد امس في السرايا برئاسة الرئيس سلام تركز على “توحيد السياسة في شأن اللاجئين السوريين وقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا الاتجاه من خلال المسيحيين المستقلين وانا ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ومعالي وزير الخارجية جبران باسيل”.
وعلمت “النهار” مساء ان خلافات على مجموعة تعيينات عسكرية برزت امس وأدت الى نقل مكان انعقاد مجلس الوزراء من قصر بعبدا الى السرايا بعد ظهر اليوم.

السابق
فيتنام: 20 قتيلاً خلال احتجاجات ضدّ الصين
التالي
الحياة : عون يتجه إلى تحويل الحكومة لتصريف الأعمال وجعجع ضد التشريع بعد الشغور الرئاسي