إستقالة الإبرهيمي من الوساطة في سوريا تطلق البحث عن مقاربة ديبلوماسية بديلة

باشر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون البحث عن بديل من الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبرهيمي الذي استقال من منصبه ممثلاً خاصاً مشتركاً للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا، التي تشهد حرباً “وحشية ولا تزال تسوء”، في ظل مشاورات مكثفة في شأن المقاربة الديبلوماسية الجديدة التي ينبغي اعتمادها للتعامل مع أزمة لا يبدو حلها في المتناول.

ولوّح الإبرهيمي كثيراً وطويلاً بالإستقالة من “المهمة المستحيلة” التي تولاها منتصف آب 2012 خلفاً للامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. غير أن الإستقالة الفعلية أعلنها أمس الأمين العام للمنظمة الدولية في حضور الإبرهيمي في مؤتمر صحافي قصير داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، وقبل ساعات من احاطة أخيرة قدمها الممثل الخاص المشترك الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة عرض فيها “رؤيته” لأي حل ممكن.
وأفاد بان أنه عقب مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “قررت بأسف كبير قبول” استقالة الابرهيمي بدءاً من 31 أيار الجاري. وقال: “طوال سنتين تقريباً، سعى الإبرهيمي الى إنهاء الحرب الأهلية الوحشية والتي يستمر تدهورها في سوريا”، موضحاً أن الإبرهيمي “واجه أوضاعاً شبه مستحيلة مع انقسام الدولة السورية ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع حيال مقاربات إنهاء الحرب”. وأسف لأن “الأطراف، وخصوصاً الحكومة، أثبتوا أنهم مترددون جدا في اغتنام الفرصة لوقف المأساة العميقة في البلاد”، مكرراً اعتقاده أنه “يجب أن تكون هناك محاسبة على الجرائم الرهيبة التي ارتكبت ولا تزال ترتكب”.
أما الابرهيمي، فأعرب عن أسفه البالغ لترك منصبه، قائلاً إنه “من المحزن جدا أن أترك المنصب وأترك سوريا في مثل هذا الوضع السيىء”. غير أنه عبّر عن “ثقته” بأن الأمين العام “سيواصل بذل كل ما يمكن لإنسان أن يفعله للعمل مع مجلس الأمن وجيران سوريا والأطراف السوريين أنفسهم لإنهاء هذه الأزمة”. وتساءل عن عدد الذين سيقتلون وعن حجم الدمار الذي سيحصل قبل أن تنتهي الحرب.
وأبلغ أحد الديبلوماسيين “النهار” إن “المهمة صارت الآن أصعب. تسلم الابرهيمي مهمة الوساطة، وفي جعبته خطة النقاط الست وبيان جنيف اللذان تركهما له أنان”، موضحاً أن “الجهد كان منصباً على تنفيذ بيان جنيف الذي يدعو الى تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكل الصلاحيات التنفيذية برضى الطرفين. على هذا الأساس عقد مؤتمر جنيف الثاني”. وذكر بقول الابرهيمي إن “اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لسبع سنوات جديدة” في الإنتخابات المقررة الشهر المقبل “ستقضي على العنصر الأبرز في بيان جنيف”. لذلك اعتبر أن “المشكلة لا ترتبط فقط باختيار خلف للابرهيمي. بل أيضاً بالعثور على مقاربة ديبلوماسية جديدة للتعامل مع الأزمة السورية”. وتساءل عما إذا كانت مهمة الوساطة ستبقى مشتركة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وكشف ديبلوماسي آخر أنه “لم يقع خيار نهائي حتى الآن على خلف للابرهيمي”. لكن الأسماء المتداولة تشمل وزير الخارجية الإسباني سابقاً خافيير سولانا ووزير الخارجية التونسي سابقاً كمال مرجان والمنسق الخاص السابق للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس. لكن الإسم الأكثر تداولا هو المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد كاغ التي نجحت الى حد بعيد في مهمتها تخليص سوريا من ترسانتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية.
ورداً على سؤال عن الإتصالات معها في هذا الشأن، اكتفت كاغ بالقول لـ”النهار”: “أنا أحب سوريا”.
من جهة أخرى، التقت المستشارة الاميركية للامن القومي سوزان رايس رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا الذي يزور واشنطن حالياً. وكان يفترض ان يحضر الرئيس باراك اوباما جزءاً من هذا اللقاء.

السابق
هذه هي المواصفات السعودية للرئيس العتيد
التالي
تأجيل الامتحانات المهنية الرسمية