حركة دبلوماسية فرنسية – اميركية في اتجاه السعودية وايران

أميركا

مع ان اصدار الحكم سلفا على مصير جلسة الانتخاب الثانية باعتبارها ستفضي الى ما افضت اليه سابقتها في افضل حال، هذا اذا التأم نصابها المرجح الا يتوافر وفق السيناريو الذي رسمته قوى 8 آذار، يبدو متسرعا بعض الشيء في ضوء استمرار المشاورات بين القوى وبعض المواقف التي توحي بامكان حصول تطورات لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فان اوساطا دبلوماسية غربية تواكب الاستحقاق اللبناني اكدت لـ “المركزية” ان القوى المتحكمة بمفاصل الوضع السياسي في لبنان اثبتت عجزها عن ادارة شؤون البلاد الا بمنطق النكايات والسياسات الفئوية التي لا يمكن ان تنتج رئيسا بعدما عجزت عن تشكيل حكومة على مدى 11 شهرا لم تكن لتبصر النور لولا تدخل الخارج على خط منع استنزاف الامن والاقتصاد بعدما كادا يلامسان الخط الاحمر المرسوم دوليا. وتبعا لذلك، تترقب الاوساط تسارع وتيرة الحراك الغربي الفرنسي والاميركي على الخط الرئاسي اللبناني لمنع الفراغ وتأمين التسوية الكفيلة بايصال مرشح مقبول من جميع القوى السياسية التي لن يتنازل اي منها والى اي جهة انتمى عن مرشحه الا لمصلحة مرشح مقبول لا مرشح تحد، وتعتبر ان الحراك الغربي الذي استبق تشكيل الحكومة سيتكرر لضمان انتخاب رئيس، مشيرة الى زيارة قام بها اخيرا مسؤول اميركي للعاصمة الفرنسية تناولت في شق اساسي منها ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان وقد تستتبع بأخرى الى احدى العواصم العربية استكمالا للمهمة.

ولم تستبعد الاوساط ان يزورالسفير الاميركي ديفيد هيل مطلع الشهر المقبل الرياض حاملا الورقة الانتخابية الرئاسية لمعالجتها قبل تسلل شبح الفراغ الى بعبدا، بعدما اجرى الاسبوع الفائت جولة افق تناولت التطورات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي مع عدد من المسؤولين من بينهمة الوزير بطرس حرب ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وتؤكد ان هيل يلعب دورا بارزا على هذا المستوى من دون ان يعني ذلك دعم حملة لمرشح معين او امتلاكه لائحة مرشحين، الا ان الثابت ان لا رئيس يتسم بصفة التحدي او الاستفزاز وجل ما يمكن الاشارة اليه ان من سيتربع على كرسي الرئاسة يجب ان يراعي مقتضيات المرحلة ويمتلك المطلوب من مقومات وخبرات لمواكبتها استنادا الى طبيعتها السياسية او الامنية او الاقتصادية.

وتشير في هذا السياق الى ان ثمة ملفات ضاغطة اقتصاديا قد ترجح كفة هذه الصفة على غيرها للمرشح الرئاسي في مقدمها ارقام السلسلة التي ستكبل الاقتصاد وترهق المالية العامة وتوجب رئيسا قادرا على ادارة هذا الملف اضافة الى ملف الثروة النفطية والغازية التي تشكل فرصة لبنانية كبرى لاحداث النقلة النوعية المطلوبة لانقاذ البلاد من عجزها المادي ومعاناتها الاجتماعية واوزارها الاقتصادية وانقاذ الملف من براثن التسييس والمذهبية.

وتتوقع الاوساط الدبلوماسية ان ينتج التكليف الغربي للولايات المتحدة وفرنسا بالتنسيق مع راعيي الاتفاقات اللبنانية، المملكة العربية السعودية وايران رئيس جمهورية للبنان تقبل به الاطراف كافة بعد تنازلها عن مرشحيها لمصلحة من هو اكثر اعتدالا، وهامش اللائحة بدأ يضيق وسيضيق اكثر بعد الجلسة المقبلة المرتقب ان تشكل نهاية مرحلة الصقور الموارنة المعلن منهم والمستتر وبداية اخرى رسم ملامحها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في تصريحه الاخير قبل مغادرته الى الفاتيكان واضاء على جوانب منها رئيس مجلس النواب نبيه بري باشارته الى اسلوب جديد سيعتمده اذا استمر الوضع على حاله في الجلستين المقبلتين وعززتها زيارتا الوزير وائل ابو فاعور الى الرياض موفدا من النائب وليد جنبلاط.

وتختم الاوساط بالجزم ان سيناريو العام 2007 لن يتكرر ويد الخارج التي املت تشكيل الحكومة ستتدخل في الوقت المناسب لانتاج ظروف انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

السابق
الجراح: ذاهبون للتصويت لجعجع الاربعاء
التالي
هل خرج السلاح الفلسطيني عن وظيفته الأساسية؟