مرشح ثان للانتخابات الرئاسية السورية

تستمر التحضيرات للانتخابات الرئاسية المقررة في سوريا في 3 حزيران، مع تواصل أعمال العنف في مناطق عدة من البلاد وسقوط مزيد من القتلى والدمار. وتقدم مرشح ثان لخوض الانتخابات الرئاسية، بينما أفيد عن مقتل 27 شخصا في غارة جوية للنظام على منطقة بريف حلب.

أعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام في جلسة علنية للمجلس نقل وقائعها التلفزيون السوري الرسمي انه تبلغ طلب ترشح ثانيا لانتخابات رئاسة الجمهورية من عضو مجلس الشعب السابق حسان النوري. وكان عضو مجلس الشعب السوري ماهر حجار تقدم الاربعاء بطلب مماثل. والمرشحان ينتميان الى معارضة الداخل المقبولة لدى النظام.
ويحمل النوري اجازة في ادارة الاعمال من جامعة دمشق وشهادة ماجستير من جامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة وشهادة دكتوراه في الادارة وتنمية الموارد البشرية من جامعة جون كينيدي في كاليفورنيا. وأقفل قانون الانتخابات الرئاسية الباب عمليا على احتمال ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ اشترط ان يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال السنين العشر الاخيرة.
ولم يعلن الرئيس بشار الاسد، الذي تطالب المعارضة برحيله، ترشحه بعد للانتخابات التعددية الاولى في البلاد والتي يتوقع ان تنتهي ببقائه في سدة الرئاسة لولاية جديدة. وفي سياق التحضير للانتخابات التي وصفتها دول غربية بـأنها “مهزلة” ونددت بها الامم المتحدة، اصدر الرئيس السوري مرسوما قضى بتشكيل “اللجنة القضائية العليا للانتخابات”. وتتولى اللجنة القضائية العليا، بموجب قانون الانتخابات، العمل على حسن تطبيق أحكام القانون وإدارة عملية انتخاب رئيس الجمهورية في إشراف المحكمة الدستورية العليا.
في غضون ذلك، تستمر أعمال العنف وتوقع مزيدا من الضحايا. وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 27 شخصا على الاقل بينهم ثلاثة أطفال في غارة جوية أستهدفت منطقة السوق في بلدة الاتارب بريف حلب.
وتندرج هذه الغارة في اطار سلسلة العمليات المستمرة التي ينفذها سلاح الجو السوري منذ 15 كانون الاول وتشمل مساحات شاسعة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب وريفها.
وبث ناشطون أشرطة فيديو تصوّر مشاهد الفوضى بعد القصف، وتظهر فيها جثث وسط أكوام من الركام. وعزا احد الناشطين في مدينة حلب واسمه “ابو عمر” ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين لان القصف استهدف السوق” الذي يكون عادة مكتظا.
الى ذلك، قال المرصد ان الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني و”حزب الله” اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة المسلحة من جهة اخرى في بلدة المليحة بالغوطة الشرقية قرب دمشق وسط تجدد قصف القوات النظامية للبلدة التي تتعرض منذ ثلاثة أسابيع لهجمات مكثفة في محاولة لاقتحامها.
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان “مجموعات ارهابية قطعت خط الغاز في منطقة جيرود (في ريف دمشق) عن محطات الكهرباء التي تغذي دمشق والمنطقة الجنوبية”.
وأقر ناشطون بذلك مشيرين الى ان الامر جاء ردا على قصف منطقتهم الاحد مما أوقع ثمانية قتلى. وليست المرة الاولى يلجأ مقاتلو المعارضة الى مثل هذه العملية.
وفي نيويورك، أكد الامين العام للامم المتحدة في تقرير سلمه الاربعاء الى مجلس الامن ان “وصول المساعدات الانسانية الى من هم في أمس الحاجة اليها في سوريا لا يسجل تحسنا”، وأن “المدنيين ليسوا محميين والوضع الامني يتدهور”. وذكر التقرير بأن 3,5 ملايين شخص محرومون الخدمات الاساسية بسبب النزاع.
ورأى انه “من المعيب” ان يكون هناك نحو ربع مليون شخص لا يزالون محاصرين على رغم صدور قرار عن مجلس الامن يطلب رفع هذا الحصار عن المدن ومنها حمص في شباط. ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن التقرير في 30 نيسان الجاري. وفي بيان صدر في لاهاي حيث مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، اعلنت رئيسة البعثة المشتركة للمنظمة والامم المتحدة الى سوريا سيغريد القاق ان شحنة جديدة من الاسلحة الكيميائية السورية غادرت مرفأ اللاذقية في غرب البلاد، و”بهذه العملية، تصل نسبة مجمل المواد الكيميائية التي تم اخراجها او تدميرها الى 92,5 في المئة”. وكانت السلطات السورية تعهدت تسليم كل ترسانتها الكيميائية بحلول 27 نيسان ، على ان تدمر تماما بحلول 30 حزيران. وحصل ذلك بموجب اتفاق اميركي – روسي أعقبه قرار لمجلس الامن، وبعد هجوم بالسلاح الكيميائي على ريف دمشق في آب اتهم الغرب دمشق بشنه.

اختراق صفوف الجهاديين ؟

وفي لندن نشرت صحيفة “التايمس” البريطانية أن الأسد اخترق صفوف “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) بما سمته “الطريقة المكيافيلية” لتفرقة المعارضة وتعزيز موقفه.
ونسبت الى وثائق مسربة أن مسؤولي النظام الحاكم في دمشق اخترقوا صفوف “داعش”، اذ ساعدوا المئات من المقاتلين الشيعة العراقيين على الحصول على هويات مزورة كما يمكنهم دخول سوريا والقتال الى جانب الجماعة الارهابية. وقالت إن القوات السورية في الوقت نفسه ابتعدت عن استهداف المناطق التي تقاتل فيها الجماعة التي كانت متحالفة مع تنظيم “القاعدة”.
وتبدو هذه الخطوة في تناقض صارخ مع عمليات القصف اليومية لمواقع تسيطر عليها جماعات المعارضة الأخرى و”الجيش السوري الحر” وغيرها من الفصائل المتمردة غير الإسلامية.
وادعى تقرير رسمي سوري سربه موقع تابع لها أن أمن الدولة السوري قدم أوراق هوية مزورة لتمكين المقاتلين الشيعة “من العراق من الانضمام الى داعش”.
وأوضحت الوثيقة المرسلة الى رئيس المخابرات السورية اللواء علي المملوك والتي وقعها العقيد حيدر حيدر رئيس لجنة الأمن في بلدة بمحافظة حلب، أن نحو 2500 مقاتل شيعي عراقي سينضمون إلى “داعش”. وأن هناك فعلاً 150 عضوا شيعيا عراقيا مدربين تدريبا جيداً، إلى 600 آخرين في مختلف التخصصات.

السابق
انتحار مواطن في الاشرفية بسبب بناته
التالي
البروباغندا الروسية