بحث طالبي: بيروت للأغنياء

استخلص الطالب محمد خليل حرب (لبنان)، بعد استطلاع أجراه أن مدينة بيروت، باتت للأغنياء فحسب، ولا مجال لأبناء الطبقة المتوسطة للعيش فيها، أما من هم دون الطبقة الفقيرة فينظرون إلى بيروت على أنها لن تكون مكاناً للعيش فيها في المستقبل، بل لزيارتها من وقت لآخر.

في نظر الأغنياء تمثل بيروت، وتحديداً وسطها، مكاناً للسهر وقضاء الأوقات الممتعة، والتسوق، ويحددون المقاهي والملاهي للترفيه عن النفس، أما في المقلب الآخر، فالوضع يختلف، فلا قدرة لعائلات الطبقة الوسطى أو من هم دون لتحمل الكلفة الباهضة للعيش في بيروت، كما توصل حرب في نتيجة استطلاعه الذي أجراه لمجلة “أكاديمية العلوم السياسية” الصادرة عن “جامعة جورجتاون في قطر”. ويشكل بحث حرب واحدا من أصل ثمانية ابحاث تم نشرها في المجلة لطلاب جامعيين، من أهم الجامعات العريقة في العالم، أمثال جامعات: “هارفارد” و”برينستون” و”تافتس”، وهي جميعها أبحاث غير منشورة. ويشكل بحث حرب مشروع تخرجه من “جامعة جورجتاون” وهو الطالب في السنة الرابعة “دراسات الشرق الأوسط”، وجاءت المواضيع المنشورة في المجلة، إنسجاماً مع الموضوع الرئيسي للمؤتمر الذي عقد في آذار الماضي بعنوان: “العولمة والشرق الأوسط: الشباب والإعلام والموارد”. وتشمل أبحاث المجلة قضايا الشباب والمساواة بين الجنسين والطائفية وإشكاليات الجهات غير الحكومية الفاعلة والثقافة والاقتصاد والتنمية والتفاعل بين السياسات الداخلية والإقليمية والدولية.
يأمل محمد حرب توسعة بحثه ليشمل معيشة اللاجئين السوريين وتأثيرهم في نمط الحياة في بيروت، خصوصاً بعد ارتفاع عددهم إلى أكثر من مليون.
رئيسة “الجمعية الطلابية لدراسات الشرق الأوسط” في الجامعة الطالبة القطرية ورئيسة تحرير المجلة، خولة الدربستي، توضح لـ”السفير” أن الكتّاب في المجلة هم من الطلاب المتميزين ومحمد حرب أحدهم، وهو الوحيد من الجامعة، من الذين قبلت أبحاثهم، على الرغم من أن عشرين بحثاً قد وصل إلى المجلة، إلا ان المجلس الاستشاري للمجلة المشكل من عميد الجامعة غيرد نونيمان، ومدير الأبحاث في الجامعة جون كريست، وغيرهما، اختار الأفضل، لذلك قبلت ثمانية ابحاث فقط. وتسعى خولة لأن تصبح المجلة “مجلة علمية محكمة لبناء ثقافة اقتصاد المعرفة، وتشمل أبحاثاً عن العولمة والشرق الأوسط والشباب”.
وقالت: “أصبح ضرورياً اليوم أن يكون جيلنا أكثر وعياً وأكثر انخراطاً في الشؤون المحلية والدولية على حد سواء، كي نكون جميعاً مستعدين للمستقبل الذي يتطلب منا أن نبادر فوراً لفهم القضايا والتغيرات المحيطة بنا”.
وتشير إلى أن “الجمعية تهدف إلى تسليط الضوء على البحوث الجامعية التي تجرى في جامعة جورجتاون، سواء في قطر أو في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك القضايا المهمة ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط. وان الجمعية تسعى إلى تشجيع ودعم البحوث الجامعية، بما يمكّن الطلبة في جورجتاون ومختلف أنحاء العالم، من إبراز بحوثهم وفتح قنوات لإجراء نقاشات معمقة حول قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية محددة”.
جاء إطلاق المجلة في مؤتمر صحافي عقد في الجامعة في الدوحة، وأعرب العميد نونيمان عن سروره في رؤية “منشورات طلابية مهمة كهذه تتضمن مواد تحليلية فائقة الجودة حول بعضٍ من أهم القضايا المعقدة التي تتصل بالديناميكيات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط”. ويؤكد أنه لا يمكن الحصول على تعليم عال من دون أبحاث ومشاركة الطلاب فيها، والمجلة هي النتيجة المرئية لجهود الطلاب.
ويشر كريست إلى أن إطلاق المجلة تطلب أشهراً من العمل، وكان علينا إجراء عشرات الأبحاث لمعرفة ماذا يجري من حولنا قبل البدء في دراسة الأبحاث المقدمة الطلاب.

السابق
عين الحلوة: محاولة اغتيال «إسلامي»
التالي
الحياة : تطيير النصاب قد يتكرر..