’14 آذار’ تكمل اليوم توافقها على جعجع وجنبلاط يرشح هنري حلو

يكتمل اليوم عقد قوى «14 آذار» حول دعم ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لانتخابات الرئاسة اللبنانية في الجلسة الأولى غداً الأربعاء، إذ يفترض أن يصدر بيان بعد اجتماع لقيادتها يكرس هذا التأييد، بعد أن أعلنت كتلة «المستقبل النيابية مساء أمس تأييدها الكامل لهذا الترشيح، فيما سترشح «جبهة النضال الوطني» النيابية برئاسة وليد جنبلاط أحد أعضائها هنري حلو، بينما ينتظر اكتمال نصاب الجلسة بأكثرية ثلثي أعضاء البرلمان الـ128، إعلان رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، والذي سينسجم معه «حزب الله»، حضور الجلسة كي تُعقد ويجري التصويت في الدورة الأولى التي يحتاج فيها المرشح الى أكثرية الثلثين ليصبح رئيساً.
وإذ شهدت التحضيرات لجلسة الغد اتصالات مكثفة أمس في كل الاتجاهات، لا سيما على صعيد توحيد موقف قوى «14 آذار» خلف جعجع، فإن الأخير سيحصل وفق الحسابات المبدئية على أصوات 54 نائباً من أصل الثلثين (86) التي يحتاجها للفوز في الدورة الأولى، وذلك في غياب نائبين هما زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعضو كتلته عقاب صقر وعدم تأييده من قبل أحد نواب الشمال.
وشملت الاتصالات أمس، إضافة الى ضمان تصويت «الكتائب» مع جعجع، خصوصاً أن رئيسها الرئيس السابق أمين الجميل مرشح هو الآخر، مسألة تأمين النصاب بحضور تكتل عون و «حزب الله» وحلفائهما نائبي حزب «البعث» ونائبي الحزب «السوري القومي الاجتماعي» والنائب نقولا فتوش الجلسة، باعتبار أن كتلة رئيس البرلمان نبيه بري (13 نائباً) من قوى «8 آذار» ستحضرها وفق ما أعلن بري مرات عدة، فالنواب المضمون حضورهم من دون تكتل عون والحزب وبقية «8 آذار»، سيكون زهاء 81 نائباً.
ورجحت مصادر تكتل عون أن يتخذ نوابه في اجتماعهم بعد ظهر اليوم برئاسته قراراً بحضور الجلسة، على أن يغيب عنها عون شخصياً، وأن يصوتوا مع حلفائهم في «8 آذار» بورقة بيضاء مقابل تصويت «14 آذار» لجعجع، فيكون عدد الأوراق البيضاء 56 أو 57 ورقة وهو رقم يساوي أو يفوق الأصوات التي ستصب لجعجع بصوت واحد أو أكثر، إذا انضم إليهم بالورقة البيضاء نواب طرابلس الثلاثة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزيران السابقان محمد الصفدي وأحمد كرامي الذين تردد أيضاً أنهم قد يصوتون لمصلحة مرشح جنبلاط النائب حلو، من باب تأييدهم للوسطية.
وإذ تكتسب حصيلة التصويت وكيفية توزع الأصوات وعدد النواب الذين سيؤمنون النصاب، دلالات رمزية في ما اصطلح على تسميته الجلسة الأولى التجريبية، فإن شريط الاتصالات أمس حفل باللقاءات، لا سيما الزيارات التي قام بها وفد «القوات اللبنانية» برئاسة النائب ستريدا جعجع لكل من رئيس حزب «الكتائب» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، النائب جنبلاط، «الجماعة الإسلامية»، رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» دوري شمعون، انتهاء برئيس الحكومة تمام سلام.
وعلمت «الحياة» أن الجميل أبلغ السيدة جعجع «أننا معكم ويهمنا أن ننسق كفريق 14 آذار الموقف لنكمل المشوار سوية». وتحدثت جعجع في تصريحها عن أهمية السير بمرشح واحد لقوى «14 آذار» ضمن آلية تأخذ في الاعتبار شتى احتمالات المعركة الانتخابية. ورداً على سؤال لـ «الحياة» عما إذا كان البحث تناول تجيير الأصوات للجميل في الدورات التالية للدورة الأولى قالت جعجع: «لم ندخل في هذه التفاصيل».
وأوضحت مصادر «القوات» أن جنبلاط أبلغ جعجع أنه قرأ جزءاً من برنامج ترشيح زوجها، معتبراً أنه وجد فيه موقفاً مسؤولاً، على أن يقرأ الجزء الثاني ليدلي برأي متكامل. كما أبلغ جنبلاط الوفد القواتي أنه سيعلن اليوم ترشيح النائب حلو من كتلته.
وبعد اللقاء مع السنيورة في حضور نواب من «المستقبل» تلا النائب أحمد فتفت بياناً مكتوباً اعتبر فيه أن «برنامج جعجع للرئاسة يلبي الكثير من تطلعات اللبنانيين وتوقهم الى تعزيز الاستقلال والسيادة والنظام الديموقراطي واسترجاع دور الدولة وهيبتها وسلطتها على أرضها». ورأى أن هذا البرنامج «يصب في دعم وحدة قوى انتفاضة الاستقلال، أي قوى «14 آذار» التي كانت وستبقى واحدة موحدة في مواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان حاضراً ومستقبلاً. ولهذه الأسباب فإننا أبدينا دعمنا وتأييدنا لهذا الترشيح».
ووصفت جعجع نتائج جولتها بـ «الإيجابية» وقالت: «سيكون هناك مرشح واحد لفريق 14 آذار، الرئيس الجميل وعدنا خيراً، أما جنبلاط فلديه مرشحه، واللقاء مع ميقاتي كان جيداً». وعن احتمال عدم انعقاد الجلسة، قالت: «هذا موقف ضعيف ومن يجرب عرقلة الجلسة يكون موقفه غير حكيم في هذا الظرف الاستثنائي».
وفي المقابل زار وفد من «التيار الوطني الحر» ضم وزيري الخارجية جبران باسيل والتربية إلياس بوصعب والنائب ناجي غاريوس، جنبلاط في حضور قياديين من الحزب الاشتراكي.
ورجحت مصادر نيابية في قوى «8 آذار» أن تتبع الدورة الأولى من الاقتراع وفق الحسابات المذكورة، دعوة بري الى الدورة الثانية التي تقتضي حصول المرشح على أكثرية النصف زائد واحداً، فينسحب نواب «8 آذار» لإفقاد الجلسة النصاب، من أجل ضمان عدم حصول مفاجآت لجهة التصويت لجعجع، على أن يحدد بري موعداً لجلسة أخرى لاحقة.

السابق
‘الإخوان المسلمون’ الصمّ البُكم
التالي
أميركا قد تفرض عقوبات على بوتين