لماذا الهوس الأميركي بالطائرة الماليزية المفقودة؟

لا يستطيع الأميركيون مقاومة الإثارة التي تخلفها حوادث الإختفاء بدءاً من فقد الطيارة الأميركية إميليا إيرهارت فوق المحيط الهادئ في 1973، ومرورا بإختفاء زعيم إتحاد العمال الأميركي جيمي هوفا في 1975، ووصولاً الى إختفاء الطائرة الماليزية في 8 آذار (مارس) الفائت، والتي لا يستطيع الأميركيون تخطي غموضه حتى الآن.

ويعزي المدير التفيذي لمعهد الصحافة الأميركية، توم روزنستيل السبب في هذا الهوس إلى أنّ “القصة تحمل العديد من مكونات المأساة القاهرة، ووجود حياة أناس على المحك، والسباق مع الزمن، وغموض لم يحل بعد، وعاطفة إنسانية” تشبه قصص الدراما الهوليودية.

ويجد كثيرون صعوبة في تصديق أنّ طائرة من نوع “بوينغ 777” تقلّ 239 راكباً إختفت من دون أي أثر، في حين أننا نستطيع مثلاً ملاحقة جهاز “آيفون” أينما كان.

ويعترف بول مونيز، وهو محامٍ من بورتلاند، أنّه “يغرق نفسه في متابعة تفاصيل اللغز العالمي”، مضيفاً أنّه “في ظل العالم الحديث، نرفض القبول بأنّ يبقى سبب إختفاء الطائرة لغزاً إلى الأبد”.

وتابع 33 في المئة من الأميركيين قصة الطائرة الماليزية المفقودة التي تصدرت قائمة الأخبار في الولايات المتحدة، وتفوقت بذلك على حادثة إطلاق النار على قاعدة “فورت هود” للجيش الأميركي في تكساس، والتطورات في القضية الأوكرانية، وبرنامج أوباما لنظام الرعاية الصحية، وفقاً لإستطلاع لمركز “بيو للأبحاث”.

وتميزت قناة “سي أن أن” بتغطيتها المتواصلة للكارثة التي وصلت لمستوى التكهنات والنظريات في محاولة لحل لغز الطائرة، فتوجه الصحافي ليوناردو بيتس للمحطة منفعلاً: “كفى، أعطونا إستراحة من الطائرة المفقودة”.

وعلى رغم السخرية من الهوس بحادثة الطائرة في أهمّ البرامج الأميركية وإرتفاع حدّه النقد لها، لا تزال وتيرة المتابعة في إرتفاع. وأقرّت قناة “سي أن أن” أنّ عدد مشاهديها من الفئة العمرية بين 35-54 تضاعف منذ بداية تغطيتها لحادثة الطائرة.

والسؤال الأهم هو: لماذا لا يزال خبر إختفاء الطائرة الماليزية يحظى بإهتمام أميركي ضخم مقارنة بالبلدان الأخرى؟

على رغم أنّ عمليات البحث عن الطائرة تتم على الشواطئ الأسترالية، تراجع الخبر، في الصحف الأسترالية، نحو الصفحات الداخلية عوضاً عن الاولى، وتوجهت قناة “سي أن أن” العالمية لتغطية الكارثة الأوكرانية وأحداث عالمية أخرى.

وعلى رغم أنّ الصين تنفرد بثلثي ركاب الطائرة، تراجع الخبر بشكل واضح على شاشات التلفاز وصفحات التواصل الإجتماعي.

ولكن الأميركيين يتوقون للمزيد!

لا تزال القصة، بعد شهر ونصف الشهر، ضمن قائمة الأخبار الثلاثة الأكثر قراءة على موقعي “الصانداي” و”غوغل نيوز”. ويتصدر أخبار تطبيق “أسوشيتتد برس” على الهواتف الذكية.

ويعود جزء من هذا الهوس إلى الإدمان، في الولايات المتحدة، على وسائل التواصل الإجتماعي وخدمة الأخبار السريعة على مدار الساعة، وإلى تعلّق الأميركيين بالأحداث المأساوية الإنسانية والعاطفية كحادثة إغتيال الرئيس كينيدي  وفضيحة “واتر غايت”.

السابق
الادعاء على قائد محور فار وموقوف من باب التبانة
التالي
حادث سير يودي بحياة الشيخ المقداد مسؤول ’حزب الله’ في لاسا