ستريدا جعجع: ساحرة الأصدقاء والأعداء

ستريدا جعجع
ستريدا جعجع ليست امرأة هامشية في حزب القوات ودورها المستتر أكبر بكثير من دورها الظاهر. لقد ساهمت هذه المرأة في إبقاء "عصب القوات" مشدوداً على مدى إحدى عشر عاماً في فترة سجن زوجها بين العامين 1994 و2005. فعلت كل هذا ولم تسعَ لتأخذ مكانه كأنّها واعية لاستحالة هذا الأمر في مجتمع ذكوري لن يعطيها حجمها الحقيقي.

قد لا تكون النائب ستريدا جعجع المثال الأفضل لتجربة سياسية نسائية ناجحة نظراً لعوامل عدةّ ومنها أنّها ليست “في الواجهة”، ولكنّها من دون شك “امرأة المهمات الصعبة”. عدا عن أناقتها وجمالها، نظرة هذه المرأة فولاذية تسحر الأصدقاء والأعداء معاً، إذ مهما اختلفت مع “القوات اللبنانية في السياسة”، لا يمكن أن ينكر أحد جاذبية هذه المرأة، سحرها ودبلوماسيتها.

تظهر ستريدا في جميع الأماكن الّتي يريد “الحكيم” تجنّبها. وتخوّلها صفتها الشخصية (زوجة سمير جعجع)، عدا عن منصبها السياسي والحزبي، أن تكون أفضل من يمثّله وينقل رسائله للحلفاء والخصوم أيضاً. من غير ستريدا يمكنه أن يذهب إلى خصم جعجع على الزعامة المسيحية، ميشيل عون، ليسلّمه نسخة عن برنامج “الحكيم” الانتخابي؟ ومن يمكنه أن يزور رئيس الكتائب أمين جميل ليؤكد على وحدة 14 آذار غيرها؟

تذهب ستريدا بـ”جرأة ناعمة” إلى هذه الأماكن، بينما “الحكيم” ينتظر نتائج الزيارات في معراب. حتّى في الشائعة الّتي طاولت زواجهما، عرفت ستريدا كيف تجنّب الزوج المواجهة وكان ظهورها الإعلامي في توقيت مناسب لنفي ما يقال عنها وعن زوجها. أكّدت أنّ العلاقة بينها وبين جعجع أعمق من أن يصيبها أيّ شرخ وظهرت في صورة المرأة المتفهمة والمحبّة، ولو بطريقة مبالغ بها بعض الشيء. ظهرت كالمرأة الذكية حتى في مخاطبتها للأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، ودعوتها إليه للعودة إلى الصفوف اللّبنانية.

ستريدا جعجع ليست امرأة هامشية في حزب القوات ودورها المستتر أكبر بكثير من دورها الظاهر. لقد ساهمت هذه المرأة في إبقاء “عصب القوات” مشدوداً على مدى إحدى عشر عاماً في فترة سجن زوجها بين العامين 1994 و2005. فعلت كل هذا ولم تسعَ لتأخذ مكانه كأنّها واعية لاستحالة هذا الأمر في مجتمع ذكوري لن يعطيها حجمها الحقيقي.

تبدو ستريدا كـ”شهرزاد” في دهائها ومساندتها لزوجها، كأنّها تعرف أن لا وسيلة لها خارج هذا الإطار. ليست مثالاً للمرأة المتمرّدة على التقاليد أوالطامحة إلى تجربة فردية. ارتضت بهذا الدور الحزبي والتصقت به. ومن هنا لا يمكن القول أنّها تجربة نسائية سياسية ناضلت لتفرض وجوداً كامرأة على الساحة السياسية. فضّلت ستريدا أن تبقى زوجة الحكيم وعونه في “الشدائد” لتكسب بجدراة لقب “امرأة المهمات الصعبة”.

السابق
ذوو شهداء صيدا لرفع دعوى ضد جعجع
التالي
وفاة الياس زغيب الذي أصيب ليلة زفافه بطلق ناري