ترشيح جعجع لإحياء المواجهة مع مشروع «حزب الله»

تعتبر مصادر قيادية بارزة في «قوى 14 آذار» أن التأييد الذي يلقاه ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية في أوساط شريحة مهمة من قيادات هذه القوى يعكس وجهة نظر معروفة بضرورة حسم خيار «المواجهة» مع حزب الله على حساب منطق «التسوية والمساومة».

وتشير هذه المصادر الى أن عنوان المعركة بالنسبة الى هذه الشريحة هو «المشروع السياسي» وليس «المشروع الرئاسي» بحد ذاته، ذلك أن الغالبية الساحقة من داعمي جعجع يعرفون تمام المعرفة ان وصوله الى رئاسة الجمهورية شبه مستحيل في هذه المرحلة، وفي ظل موازين القوى الحالية، لكنهم يراهنون على ترشيح جعجع من أجل خلق مناخات «شد عصب» داخل قيادات «قوى 14 آذار» وجمهورها، من شأنها إعادة إحياء روح المواجهة لمشروع حزب الله العامل على قضم لبنان ومؤسساته الدستورية ومواقع القرار فيه، بعد فترة من طول التعاطي مع الأمر الواقع والرضوخ له بحجة الواقعية السياسية بدل العمل على تغيير هذا «الأمر الواقع».
وانطلاقا من هذه القراءة، تتطلع قيادات بارزة في «قوى 14 آذار» الى ترشيح جعجع وتتعاطى معه على أنه محاولة لإحياء منطق المواجهة السياسية داخل «14 آذار» وعلى مستوى المجتمع السياسي اللبناني مع حزب الله، ذلك أن إسقاط مشروع حزب الله لا يتم بالرئاسة فقط وإنما بالسياسة من مختلف جوانبها ومواقعها وأدوات عملها. وترى هذه القيادات بأن نجاح جعجع في دفع «قوى 14 آذار» الى تبني ترشيحه يتعدى أطر التنافس السياسي والحزبي التقليدي للوصول الى مواقع السلطة داخل هذه القوى، ليلامس مرحلة بناء أسس المواجهة السياسية على المستوى الوطني في ظل العهد المقبل انطلاقا من تجربة السنتين الأخيرتين من عهد الرئيس ميشال سليمان.
فبينما كان سليمان حازما في مواقفه تجاه أداء حزب الله الداخلي والخارجي لا سيما بالنسبة الى الأمور السيادية في الأشهر الأخيرة، لم تنجح «قوى 14 آذار» في الاستفادة من الموقف الرئاسي لتعزيز حضورها ومكاسبها السياسية، وإنما سارت في مجموعة من التسويات الظرفية المتلاحقة على قاعدة تأجيل الحلول والتسويف في التعاطي معها، بدل المضي في خوض مواجهة سياسية عقلانية تتقاطع مع مواقف رئيس الجمهورية وتستفيد من سقفها.
ويختم داعمو ترشيح جعجع في «قوى 14 آذار» بالقول: نعرف أن استعادة رئاسة الجمهورية الى المعسكر السيادي في ظل موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية الراهنة صعب وربما مستحيل، لذلك فإننا نخوض من خلال ترشيح جعجع ودعم هذا الترشيح معركة استعادة «قوى 14 آذار» لذاتها بما يعنيه ذلك من استعادة لقرار المواجهة ورفض سياسة التنازلات المتدحرجة. فاستعادة المعسكر السيادي لرئاسة الجمهورية تمر حكما باستعادة «قوى 14 آذار» لمشروعها الذي يعاني منذ أشهر طويلة حالة من الخمول والجمود والتراخي، يمكن أن لترشيح جعجع أن يعطيه بعضا من الدفع في حال تم التعاطي معه بواقعية.
السابق
توقيف شخصين في تبنين
التالي
روسيا منعت زعيم التتار من الدخول الى القرم لخمس سنوات