فادي ابراهيم: لا بدّ من الرحيل

بحرفيّة عالية، يؤدي الممثل القدير فادي ابرهيم دور “توفيق” في مسلسل “ولاد البلد”. مضمون الدور مؤثّر في مجريات المسلسل، الا ان الشغف في اداء ابرهيم يُعتبر قيمة اضافية في العمل، مقنعاً متتبعي المسلسل بأنه ذاك الزوج الذي يعاني مرضا قاتلا، فيبادر إلى جمع زوجته الجميلة (نادين الراسي) بحبيبها السابق(بيتر سمعان) ليهتم بها بعد وفاته، وهو أمر ربما يكون غير مألوف في مجتمعنا الشرقي.

■ أين موقع مسلسل “ولاد البلد” في لائحة تصنيف الأعمال التي شاركت فيها؟
على راسي حتماً (يضحك). في الحقيقة، لست مؤهلاً لأقوّم العمل، لأنني شاركت فيه كضيف شرف والمشاهد التي صوّرتها محدودة، حتى اني لم اقرأه كلّه.
■ دور “توفيق” لافت ومثير، لكن هل تعتبر أمراً واقعياً أن يقوم زوج شرقي بإحضار حبيب زوجته السابق ليجمعهما معاً؟
بمحل معيّن نعم. فشخصية “توفيق” تتمتع بدرجة عالية من الانسانيّة، وهو يعرف انه لن يستمر في الحياة ويعاني المرض ولا يستطيع الاقتراب من امرأة، ولا تنس انه عاش في الغرب، بين افريقيا واميركا، وهو مترفع وحضاري وفي مكان معيّن لمس ان زوجته مظلومة، وان الخلاف بينهما ناجم عن اخطاء شبابيّة. وأنا برأيي، ليس بعيداً عن المنطق أن تكون في الحياة شخصيات بأخلاق “توفيق”.
■ مشاركتك في ايّ مسلسل تشكّل قيمة اضافيّة، ماذا أضفت إلى شخصية “توفيق” التي رسمتها غريتا غصيبة؟
عادة، أنا اغرق في ادواري بالعمق والبُعد. لقد دخلت أعماق “توفيق” وذهبت إلى اقصى الأبعاد التي تصل اليها الشخصية، وقد اضفت الى “توفيق” هذا النضج والاحساس العالي.
■ هل نجح “ولاد البلد” في الاضاءة على آفة الطائفية أم سقط في فخ المعالجة الهشّة برأيك؟
مرة اخرى اقول اني لست مؤهلاً لأعطي رأيي بالمسلسل، لأني لم أدخل في التفاصيل. لقد سمعت آراء الناس فحسب. وأظن ان غريتا تطرقت بشكل حقيقي لتلك المشكلة في محل معيّن. والمؤسف ان ضغط العمل والتصوير لا يتيح لي فرصة متابعة العمل.
■ أنت شخصياً تكره الطائفيّة، وعشت في منطقة لا تمت بصلة إلى طائفتك، هل هذا الأمر صحيح؟
أنا من جيل، كنت أجلس في الصف في المدرسة ولا أعرف طائفة زملائي. هذه المشكلة نشأت خلال الحرب. نحن عشنا أجمل مرحلة في لبنان، لكن القياديين أوصلونا إلى هذه الحالة. أنا شخصياً مع الانسان، مع أنسنة المجتمع. الانسان يجب أن يكون الأهم في الحياة. يمضي الانسان رحلة العمر بالعذاب والألم، وما السعادة الا ثوان قليلة، فلماذا نضيّع وقتنا وسعادتنا بالطائفيّة؟
■ من اراحك في ادائه خلال تنفيذ مسلسل “ولاد البلد”؟
هناك شاب اسمه وائل يعمل مساعد مخرج، كان يساعدني لأكون حاضراً ومطّلعاً على كامل التركيبة والأبعاد.
■ لكنني أقصد من اراحك في ادائه من بين الممثلين؟
في الحقيقة، كانت أكثرية مشاهدي مع نادين الراسي، ومن الطبيعي أن اكون مرتاحاً لاداء نادين وخصوصاً اننا عملنا معاً أكثر من مرة. مع ذلك، أنا لست سوى ضيف على المسلسل، وانسانيّة الدور وتأثيره أكبر من حجمه حتماً.
■ هل يحدد عمر الممثل نوع ادواره؟
أيّ عمر؟
■ أقصد العمر بالسنين
ربما يكون عمر الممثل مرسوما على وجهه. السنين تخط خطوطها على سماته، ولا يستطيع أن يهرب منها. بمعنى آخر، يفرض العمر نفسه.
■ لكن ادوار فتى الشاشة لا تزال تليق بك
بعض الأشخاص لا يظهر عليهم التقدّم بالسنّ. وأنا ربما اكون من بين هؤلاء، وهذه نعمة من ربي. أنا لا أفكّر في العمر بالسنين، انما أعتبره مراحل، والعمر هو روح الانسان وداخله، ولا بد أن ينعكس ذلك على سماته وملامحه، كذلك لا بد أن يؤثّر هذا الأمر في نوعيّة الشخصيات التي يقدّمها الممثل. من هنا أقوم احياناً باداء ادوار ربما تكون أصغر من عمري، وتبدو ملائمة لي تماماً.
■ ننتظرك في مسلسلي “ياسمينا” و”الاتهام”، فما دورك فيهما؟
دوري في “الاتهام” يشبه دوري في “ولاد البلد”، أنا ضيف شرف في هذا العمل، ومشاهدي معدودة، اي اني لم اصوّر سوى 50 مشهداً. دوري هو شقيق “ليلى” (تقلا شمعون)، اعاني عقدة منذ الطفولة، تؤثّر في حياتي وحياة عائلتي. انها شخصيّة تحمل معاني عديدة. أما مسلسل “ياسمينا”، فتدور حوادثه بين عام 1898 والحرب العالمية الأولى، واؤدي فيه دوراً أساسياً وهو دور “باشا” يواجه حادثة معيّنة، فيضطر إلى أن يضع ابنته لدى عائلة لا يعرفها ليهرب، لكن سرعان ما يُلقى القبض عليه، ويعود بعد سنوات للبحث عن ابنته. يضمّ هذا المسلسل مجموعة من الممثلين البارعين مثل رندا الأسمر ونقولا دانيال وكارول الحاج وباسم مغنية وهيام ابو شديد، والقصة مميّزة لمروان العبد الذي يتمتع بخبرة كبيرة في كتابة السيناريو، واحترم كثيراً المنتج ايلي معلوف الذي اختبر كل مراحل العمل التلفزيوني والدرامي، وها هو يقدّم اعمالاً راقية، نعتز بها.
■ علمنا انك ستهاجر إلى اوستراليا، رغم ان اعمالك جيّدة في لبنان؟
سوق المسلسل اللبناني محدودة وتقتصر على لبنان فحسب، ما عدا بعض المسلسلات ذات الانتاج العربي المشترك. لا اسرار في هذا الموضوع، فالممثل اللبناني يعيش قلقا من المستقبل وقد رأينا بعض الممثلين الذين واجهوا “البهدلة” في نهاية اعمارهم. أنا أخذت الجنسية الاوسترالية ولا ازال اسعى إلى أن يأخذها ابني. كان من المفترض أن ارحل قبل ذلك، ثمة عراقيل تتعلق بعقد وقّعته مع الـ MBC أخّرني، لكن لا بد من الرحيل قريباً.
■ لكن الدراما ستخسرك خلال هذه الفترة، فما رأيك؟
بالعكس، الدراما ستربحني أكثر، لكن اذا بقيت هنا وبالطريقة التي نعيش فيها عندها ستخسرني.

السابق
الشرق الاوسط: المشنوق يعلن التنسيق مع حزب الله لإغاثة أهالي الطفيل
التالي
أوساط 8 آذار: عون ينتظر موقف المستقبل من ترشيحه