تقارب سعودي – إيراني برغبة أميركية يدفع الحلول في لبنان

السعودية وإيران

يؤكد مسار الأمور في لبنان اخيراً، وتحديدا منذ تشكيل الحكومة، ان ثمة قطبة مخفية او تفاهما اقليميا ودوليا في لبنان، ليس على ابقائه بعيدا من تداعيات الحرب السورية فحسب انما وجود حرص على توفير الحل للملفات السياسية والاقتصادية والامنية العالقة منذ سنوات.

وليس صدفة ولا بسحر ساحر يتمكن المجلس النيابي ومعه الحكومة من اقرار ما يتم اقراره من تعيينات ادارية وامنية لولا وجود رعاية او عين ساهرة تسعى لتعبيد الطريق امام الاستحقاق الرئاسي ووصول رئيس جديد للجمهورية ينطلق وعهده طبيعيا من غير ان يواجه الملفات المتراكمة التي امكن ايجاد حل لها، وفي مقدمها الجبهات المشتعلة شمالا وعودة القوى الامنية الى البقاع لضبط تفلته الى سلاسل الرتب والرواتب.

وتكشف مصادر ديبلوماسية لـ”وكالة الانباء المركزية” عن التقاء ارادات اميركية – سعودية – ايرانية على تسهيل الامور في لبنان ومن بينها اتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده.

وتضيف: الى زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المملكة التي اكدت حرص الجانبين على تيسير الاوضاع في لبنان والعمل على ابقائه بعيدا من النار السورية ثمة تأكيد ان الجولات الثلاث من المحادثات السعودية الايرانية التي عقدت احداها في دولة خليجية والأخريين في احدى الدول الافريقية اتسمت بالايجابية وخلصت الى توافق على دفع لبنان وملفاته في اتجاه الحل واعادة تركيز بنيانه المؤسساتي والاداري.

وتؤكد في هذا السياق وانطلاقاً من الارادات الثلاث اتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده والحرص على تجنب الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، مشيرة هنا وارتكازا الى التفاهم المذكور الى عدم تبني فريقي الثامن والرابع عشر من اذار حتى الآن اي مرشح او اسم مرشح على رغم مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى اعلان ترشحه ومحاولة لحشر فريقه السياسي.

ولا تستبعد المصادر هنا خصوصا اذا ما بقيت الرعاية العربية والدولية مظللة للافق اللبناني ان يشهد لبنان رئيسا جديدا للجمهورية خلال فترة وجيزةجدا لا تتعدى الاسبوعين وتحديدا قبل النصف الثاني من ايار المقبل خصوصا ان رئيس المجلس النيابي وفى اليوم بالوعد الذي قطعه للبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من خلال توجيه الدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس في 23 الجاري.

وتغمز المصادر هنا من قناة اللقاءات المتسارعة بين كتلتي ” لبنان اولا” و”الاصلاح والتغيير” وبين الكتل النيابية الاخرى، وترى ان التفاهم بينهما من شأنه مع بعض المستقلين ان يوفر النصاب المطلوب للاستحقاق الرئاسي على الاقل في دورته الثانية، علما ان ثمة الكثير من النواب وحتى من بين الحزبيين يحرص على عدم معاداة رئيس الجمهورية في اول عهده وتاليا قد يتوقع حضور البعض لتأمين النصاب في حال الضرورة.

وتختم المصادر بالاشارة الى التصريحات التي تصدر هذه الايام عن المسؤولين الايرانيين حول التقارب بين طهران والرياض والذي ترجمه السفير في لبنان غضنفر ركن ابادي حين قال ان انفراجات بين البلدين حدثت في الاسابيع الاخيرة من شأنها ان تترك ايجابيات على ملفات المنطقة ولبنان، والى قول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع الفائت لاحدى وسائل الاعلام انه يؤيد تقاربا سعوديا ايرانيا يتوقع حدوثه قريبا.

وفي الاطار نفسه تأتي رغبة المملكة العربية السعودية في الانفتاح على ايران ودعم التيار المعتدل الذي يقوده الرئيس حسن روحاني بناء على نصيحة الرئيس باراك اوباما بالذات من جهة وفي العودة العاجلة لسفيرها علي عواض عسيري الى بيروت لمواكبة المستجدات خصوصا المتعلقة بالملف الرئاسي وغيره سيما وان الرياض ستكون في الاسابيع القليلة المقبلة محطة للعديد من القيادات اللبنانية، من تيار المستقبل وغيره.

السابق
12 قتيلا في اعمال عنف في العراق
التالي
التدمير المنهجي للدولة