موجة التطرّف والعنصرية تجتاح القارة الأوروبية مجدداً

ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلال سوداء على القارة الأوروبية بشكل عام وعلى جزءيها الجنوبي والشرقي بشكل خاص. فالاوضاع المعيشية الصعبة التي يئن منها الأوروبيون ونسبة البطالة الآخذة في الارتفاع، دفعت الشعوب الى البحث عن الأسباب التي ادت الى تردي الاوضاع فألقى البعض اللوم على الرأسمالية الحرة والاتحاد الاوروبي، والبعض الآخر على اتفاقيات الحدود المفتوحة وارتفاع عدد المهاجرين. وتذمر كثيرون من الهيكلية الدستورية في بلدانهم بعدما تفشى الفساد في الطبقة السياسية الوسطية يمينا كانت ام يسارا.
في ظل هذه الأجواء الملبدة، عاد اللون الى الأحزاب القومية المتشددة وبدأت ارقام المنتسبين اليها منذ العام 2008 تتضاعف بعدما كانت وصلت الى الحضيض وحل معظمها. عادت الروح الى العنصرية والتطرف في القارة الاوروبية من جديد. وذلك على اثر تعرض هيمنة الديموقراطية والتعددية والوسطية السياسية لخضات عديدة منذ اعتداءات 11 ايلول 2001 الارهابية على اراضي الولايات المتحدة الاميركية، وبدء الحرب على الارهاب، لكن الطعنة الاكثر ايلاما التي تلقاها النظام العالمي الجديد جاءت من الازمة الاقتصادية والمالية العالمية التي لا يزال العالم يعيش في ظلها منذ العام 2008. فهذه النكسة للاقتصاد الاميركي بصورة خاصة، دفعت التيارات القومية في الدول الكبرى كروسيا الى التكشير عن انيابها لاستعادة الهيبة التي فقدت عند انفراط عقد الاتحاد السوفياتي مطلع العقد الاخير من القرن العشرين.

ورغم ان معاناة الاحزاب الفاشية الجديدة استمرت في اواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي، لكن مؤشرات جديدة دلت الى ارتفاع هائل في موجات الجريمة المنظمة في البلدان الاوروبية ضد العمال الاجانب وضد كل ما هو مواطن غير اصلي او سامي او اسمر او اسود. وتفيد تقارير سرية لدى استخبارات الدول الكبرى ان نسبة الانتساب الى الاحزاب والتيارات المتطرفة خلال الاشهر الاخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ، فقد انعكس تأثير الازمة الاقتصادية وخسارة العديد من الاوروبيين لوظائفهم وتوسع شبح البطالة بشكل كبير على الانتماءات السياسية للشعوب الناقمة. وهكذا تفشت الكراهية لمنظمة الاتحاد الاوروبي وارتفعت اصابع الاتهام في وجه الايديولوجيات اليسارية المعتدلة بالتساهل مع المهاجرين واعطائهم الوظائف بدلا من المحليين على اساس مبدأ المساواة بين الاعراق واحترام قوانين حقوق الانسان.

وبسبب الضغوط الرسمية والرقابة الدائمة، التي تتعرض لها التنظيمات الفاشية من قبل الحكومات الاوروبية واللوبي اليهودي، سطع نجم التيارات الجديدة التي استعاضت عن اليهودية كعدو بتصوير الاسلام على انه عقيدة الارهاب وان اوروبا يجب ان تقف موحدة لطرد المسلمين منها ومنع حصول ما اطلقت عليه الاحزاب اليمينية «اسلمة اوروبا».

والجامع بين الاحزاب الراديكالية اليسارية واليمينة على السواء (باستثناء الاحزاب القومية في اوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة) هو انها تبنت في الآونة الاخيرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كأب روحي لها. فالأحزاب الكبرى منها مثل «الجبهة الوطنية» في فرنسا و«حزب الاستقلال» في بريطانيا والحزب القومي الاسكتلندي المطالب بانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة وسلسلة الاحزاب القومية الاشتراكية التي ابقت على الافكار الفاشية في معظم البلدان الاوروبية حية حتى يومنا هذا، تلتقي مع بوتين في العداء للاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو). ولهذا السبب تبدو الصورة اليوم في اوروبا مشابهة جدا لثلاثينات القرن الماضي عندما انتشرت التيارات العرقية المتطرفة التي دارت في فلك ادولف هتلر، مما اوحى للأخير انه المخلص الفعلي لأوروبا من خطر اليهود والراسماليين وقوانين عصبة الامم.

ونظرا لازدياد شعبية هذه التيارات وخطورتها بعد ولوج عدد منها الى برلمانات الدول الاوروبية، تقدم «المستقبل» هذا التحقيق الملخص الذي تفند فيه اكثر الاحزاب الاوروبية تطرفا ونفوذا. ان حرية التعددية السياسية في اوروبا يجعل من الصعب حصر جميع التنظيمات السياسية المتطرفة ولهذا السبب سنعدد ابرزها، ونركز فقط على اكثرها نشاطا وشعبية في الوقت الراهن.

تنظيم «فيغريد» (النروج): أسس في عام 1998 واصبح حزبا سياسيا رسميا في البلاد في 2009، خاض الانتخابات النيابية ذلك العام بيد ان مرشحيه لم يحصدوا اكثر من 179 صوتا، ما دفع بأحد اكبر اسمائه تور تفيدت الى اعتزال السياسة بشكل مؤقت لكنه عاود نشاطه منذ 2011 . يرى الحزب ان العرق الآري الافضل في العالم وان الاعراق الاخرى هي سبب المشاكل والحروب التي تعاني منها البشرية. كما يؤمن هؤلاء بأدولف هتلر مخلصا وبالإله اودين كخالق للكون. ويعلنون انهم اصدقاء فلسطين وينتقدون السياسات الاسرائيلية. لكن ما يميزهم هو عداؤهم لجميع الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والاسلام كما يبدون كرههم للسود ومثليي الجنس. يلجأ اتباع الحزب الى العنف احيانا ولديهم سجل لدى الشرطة النروجية لا يخلو من جرائم اعتداءات على المهاجرين. وللتنظيم فروع في شتى الدول الاسكندينافية.

حزب التقدم (النروج): اسس عام 1973. بدأ مشواره السياسي كحزب يميني متشدد الا ان تشدده هذا خفت حدته منذ بداية القرن الواحد والعشرين واصبح الآن يصنف لدى المراقبين كحزب يميني فقط. يقوده اليوم سيف جنسن ويحتل نوابه 29 مقعدا من اصل 169 في البرلمان. وله وزراء ايضا في الحكومة النروجية الحالية. قررنا التحدث عنه لأن سفاح النروج الشهير اندريس برايفيك الذي ارتكب مجرزتي اوسلو وجزيرة يوتويا في صيف 2011 كان احد المنتسبين سابقا لهذا الحزب. غير ان هذا الحزب ليس بمستوى التطرف الذي يتطلع اليه برايفيك، فما كان من الارهابي الشهير الا ان كتب بيانا وضع فيه ما يؤمن به املا في تأسيس حزب اوروبي شامل يتبنى المانيفستو المتطرف الذي اطلق عليه السفاح اسم «اعلان اوروبي للإستقلال». وذلك طبعا قبل ان يقوم بالمجزرتين اللتين ارتكبهما في اوسلو ويوتويا في 22 تموز سنة2011 موقعا 77 قتيلا و319 جريحا.

الحركة القومية الاشتراكية في الدنمارك (الدنمارك): تعود جذورها الى الحزب النازي الدنماركي الذي انشأ في ثلاثينات القرن الماضي. تستر انصارها تحت عدة اسماء من عام 1972 حتى 1991 عندما اخذت اسمها الحالي على يدي جوني هانسن وعادت الى الظهور على الساحة المحلية رويدا رويدا. وحققت تقدما بطيئا في الانتخابات المحلية رغم عدم فوزها بمقاعد في المجالس البلدية وابرز نتائجها كانت في العام 2005 عندما تركت ارقام مرشحيها ذيل اللائحة لأحزاب اخرى وبدأت تلفت انتباه الناخبين ووسائل الاعلام على حد سواء. يقود التيار حاليا اسبين كريستنسن. وشعاره الصليب المعقوف الابيض وسط دائرة حمراء. ويملك الحزب ذراعا اعلامية هي اذاعة «راديو اوسن». واعرب الحزب في بيان رسمي «تفهمه لمشاعر برايفيك» ولكنه شدد على انه «كان يجب ان يختار طريقة اخرى للتعبير عن رأيه غير سفك الدماء». واوضح البيان لماذا يتفهم قائد الحزب ما قام به برايفيك بالقول «عندما ترى مستوطنا يهوديا يدخل الى مسجد في القدس ويقتل فلسطينيين ولا احد يتحرك وعندما تقتل قنابل حلف الاطلسي الابرياء في ليبيا ولا احد ينبس بحرف. فمن الطبيعي ان تبدو لبرايفيك جريمته مشروعة نظرا لهذه الوقائع التي تحدث بشكل يومي». واسف كريستنسن في بيان «لأن مجزرتي النروج ستمنح الماركسيين الاسكندينافيين فرصة لتعزيز مبادئهم وان الدفاع عن العرق الابيض قد تعرض للكمة بهذه الحادثة. نحن حتما نعمل على الحفاظ على العرق الابيض والدفاع عن وجوده ولكننا حتما لا نسلك الارهاب او الاغتيال وسيلة لتحقيق غايتنا». ويعلن الحزب عن صلاته بالأحزاب التي تتبنى الافكار ذاتها في العالم، ويدعو الى الحفاظ على استقلال الدنمارك واخراجها من منظمات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو).

حزب «ديموقراطيو السويد» (السويد): اسس الحزب في عام 1988 كحركة قومية يمينية متطرفة قبل ان يخفف قليلا من تطرفه لكسب المزيد من الانصار. ووضع شعار زهرة زرقاء ذات نواة صفراء شعارا له في العام 2006. وبحلول العام 2010 اصبح لديه 5846 منتسباً رسمياً. يملك صحيفة تدعي «اس دي- كوريرين». وفي الانتخابات الاخيرة حصل الحزب على 20 مقعدا في البرلمان السويدي. رغم مبادئه المناهضة للهجرة الا ان شريحة واسعة من انصاره هم من المهاجرين المسيحيين الكلدان. في السياسة الخارجية يدعم الحزب عمل السويد ضمن اسرة الاتحاد الاوروبي الا انه يعارض بشدة ادخال تركيا الى الاتحاد. وقد اعادت صحيفة الحزب نشر الرسوم الكاركاتيرية للنبي محمد في العام 2006. يرأسه جيمي اكيسون ويقود كتلته البرلمانية بيورن سودر.

المقاومة السويدية (السويد): هي تنظيم سويدي نازي جديد موجود في ستوكهولم وغوتبورغ ومالمو ولينكوبينغ. تأسست الحركة في العام 1995. اهداف الحزب فصل السويد عن الاتحاد الاوروبي والتأسيس لـ«الرايخ الشمالي الاعظم» ومحاربة الصهيونية وترحيل غير السويديين الاصليين من البلاد. وتشيد الحركة على موقعها الالكتروني دائما بالحركات والمنظمات المناهضة للصهيونية في الشرق الاوسط ولا سيما حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين «حماس». تبقى عيون الحكومة السويدية تراقب بحذر تحركات التنظيم وتخشى قيامه بتدريبات لاحداث انقلاب في البلد، وتقوم الشرطة السويدية من وقت لآخر بمداهمة مراكز التجمعات ومنازل قادة الحركة وضبط اي نوع من الاسلحة يجدونها بحوزتهم. يملك التنظيم جريدتين الاولى مطبوعة والاخرى الكترونية. وابرز قادته فريدرك فيدلاند والمؤسس كلاس لوند الذي سجنته السلطات مدة اربعة اشهر عام 2003. لا يعترف الحزب بمحرقة اليهود، وقد دان فيدلاند بشدة في مقال له في صحيفة الحزب مجازر برايفيك في النروج وتهكم على «خيبة المجتمع الدولي الذي للمرة الاولى وجد نفسه امام الارهابيين الحقيقيين المسيحيين المتصهينين وليس امام نازيين او اسلاميين كما يحاول الاعلام العالمي دائما الترويج». شعار الحزب سهم اسود في منتصف معين اخضر وابيض.

حزب روسيا الليبرالي الديموقراطي (روسيا): تيار قومي روسي متشدد. اسس عام 1991 ويقوده النائب فلاديمير زيرنيفوسكي. الوان شعاره الازرق والذهبي. يشغل نوابه 56 مقعدا من اصل 450 في مجلس الدوما. من اكثر الاحزاب حماسة لسياسة بوتين في اوكرانيا وقد بارك الحزب عملية ضم القرم. وطالب زعيمه في نيسان الجاري الادارة الروسية باقفال سلسلة مطاعم الوجبات السريعة «ماكدونالدز» في الاراضي الروسية وذلك كرد فعل على قرار المطعم الاميركي اغلاق فروعه في القرم اثر فصلها عن اوكرانيا وضمها الى روسيا.

تنظيم «باميات» (روسيا): تنظيم قومي روسي متطرف جدا يدرجه البعض في خانة الاحزاب الاوروبية النازية الجديدة. وهو حزب معروف بعنصريته وتعصبه المسيحي الاورثوذوكسي ومعاداته للسامية. عانى التنظيم من انقسامات في صفوفه في الثمانينات بعد سنوات قليلة على تأسيسه اواخر السبعينات من القرن الماضي. وترتكز مبادئ الحزب على محاربة المخطط «الماسوني الصهيوني»، الذي بنظر انصار التنظيم، يستهدف روسيا. وهنا مقطع من رسالة وجهها التنظيم الى الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين خلال فترة ولايته «ان اليهود المحيطين بك قد استعملوك بما فيه الكفاية ولم يعودوا بحاجة اليك. ستشارك من الآن التاريخ نفسه مع نابوليون وهتلر وآخرين كانوا ديكتاتوريين صهاينة حافظوا على مراكزهم. ان هدف الصهيونية العالمية هو الامساك بالسلطة في العالم بأسره. ولهذا السبب فإن الصهاينة يعانون من التقاليد الدينية والوطنية للبلدان الاخرى ولهذا الغرض اوجدوا الماسونية ومفهومها العالمي».

الحزب الاشتراكي القومي الروسي (روسيا): هو حزب نازي جديد واوصولي اورثوذوكسي في الوقت عينه. اسسه في 1992 كونستانتين كازيموفسكي بعد مغادرته تنظيم «باميات». مبادئ الحزب ترتكز على التعصب الديني للمسيحية الاورثوذوكسية وعلى نظام اشتراكي لا ماركسي. شعار الحزب اللبرومة التي كان يتخذها الامبراطور قسطنطين الكبير رمزا له.

في 15 آب 2007، اوقفت السلطات الروسية طالبا ينتمي الى الحزب بعدما بث على شبكة الانترنت فيديو يظهر اثنين من الجناح العسكري للحزب يقومان بقطع رأس مهاجر وقتل آخر برصاصة في رأسه. واعلن الحزب مسؤوليته عن الجريمة.

ويقوم التنظيم الاشتراكي القومي بتدريب المنتسبين الى صفوفه عسكريا، وتزداد شعبيته بشكل ملحوظ في اوساط الشباب. ولم يخف قادته بعيدا عن العيون رغبتهم في ان يأتي اليوم الذي يستولون فيه على السلطة في روسيا.

حزب «مواطنو روسيا» (روسيا): اسسه غنادي سيميغين في عام 2005 بعد خلافه مع قيادة الحزب الشيوعي. مبادئ الحزب قومية يسارية وترتكز على الاشتراكية السياسية. تطرفه يتركز على رفض اي نوع من التعامل مع اعداء الاتحاد السوفياتي سابقا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية كما يرفض تماما اي تقارب روسي مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

حزب البولشفيك القومي (روسيا): حظرته السلطات الروسية من العمل السياسي في الآونة الاخيرة. لكنه بقي ناشطا لا سيما عبر صحيفة «ليمونكا» التي تروج له. تأسس في العام 1992 ويقوده منذ ذلك الحين ادوارد ليمونوف. شعاره علم احمر وسطه دائرة بيضاء فيها المنجل والمطرقة باللون الأسود. للحزب فروع اسسها مهاجرون روس في كل من لاتفيا ومولدوفا والسويد واوكرانيا وكازاخستان واذربيجان واستونيا وصربيا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا وبريطانيا واسرائيل وكندا والولايات المتحدة الاميركية. يعمل الحزب من اجل احداث ثورة بولشفية في شتى انحاء اوروبا ويناهض السياسات الاميركية ويعادي حلف شمال الاطلسي (ناتو) وينتقد بشدة الادارة الروسية الحالية. من آخر اعمال العنف التي قام بها القوميون البولشفيك هجومهم على مبنى السفارة الصربية في موسكو في ايار 2011.

انفصاليو الشيشان(روسيا): يستمر الانفصاليون الشيشان في معارك الكر والفر مع الحكومة الروسية عموما وممثليها في الشيشان خصوصا، بهدف الاستقلال بجمهوريتهم عن الاتحاد الروسي. وابرز الصراعات كانت دون شك حرب الشيشان الاولى بين عامي 1994 و1996 وحرب الشيشان الثانية التي استمرت عشر سنوات من عام 1999 حتى العام 2009 وقد خاضت روسيا المعركة الثانية تحت اسم «الحرب ضد الارهاب». وفي الاول من تموز 2009 اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا اتهمت فيه السلطات الروسية بإنتهاك حقوق الشيشانيين عبر القتل والقمع والتعذيب وتغاضيها عن محاسبة مرتكبي اعمال العنف هذه، وهذا ما ادى الى المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وتستمر الحرب بين الانفصاليين والسلطات حتى اليوم.

سفوبودا (أوكرانيا): هو اكبر حزب قومي في البلاد وواحد من التيارات السياسية الخمسة الكبرى في اوكرانيا. أسس في خريف العام 1991 قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي وسجل رسميا كحزب سياسي في اوكرانيا عام 1995. عدد المنتسبين اليه رسميا بحسب احصاءات العام 2010 اكثر من 15000 منتسب. زعيمه اليوم اوليه تيانيبوك. يحتل نوابه 36 مقعدا من اصل 450 في البرلمان الاوكراني وله ثلاثة وزراء في الحكومة الاوكرانية الحالية. يعتبر الحزب احد اركان الثورة التي اطاحت بحكم يانوكوفيتش. واهم مبادئه معاداة الشيوعية والحد من الهجرة الى اوكرانيا، كما لديه قاعدة شعبية واسعة لدى المتشددين المسيحيين ولهذا فهو يعارض حقوق المثليين جنسيا ويكافح حق الاجهاض. يقوم سنويا باحتفالات وطقوس تمجد النازية، وقد صنفته الجمعيات الاوروبية اليهودية حزبا «نازيا جديدا» ووجهت رسائل الى الدول الاوروبية تطالب بحظره.

رايت سكتور (أوكرانيا) التيار العنصري الاكثر تطرفا في اوكرانيا. ولد في آذار 2014 من رحم ثورة الميدان التي اطاحت بنظام يانوكوفيتش. يقوده ديميترو ياروش وعدد المنتسبين اليه حوالي 10 آلاف. يناهض التيار اي نفوذ خارجي في الحياة السياسية الاوكرانية ولهذا فهو يناهض السياسة الروسية وسياسة الاتحاد الاوروبي تجاه اوكرانيا على السواء. زعمت الاستخبارات الروسية مؤخرا انها القت القبض على بعض عناصر «رايت سكتور» كانوا يخططون لعمليات ارهابية على الاراضي الروسية احتجاجا على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

حزب «كرواتيا فقط» (كرواتيا) يعرف انصاره حزبهم بأنه قومي مئة في المئة. اسسه في العام 2007 جنرالات سابقون في الجيش الكرواتي. يرفض الحزب بشدة الاستثمارات والتملك الاجنبي داخل كرواتيا لا سيما في قطاعي الإسكان والإعلام. ويناهض انصاره بشدة عضوية كرواتيا في كل من الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو).

الحزب الصربي الراديكالي (صربيا): زعيم الحزب ومؤسسه في العام 1991 هو فوييسلاف سيسيلي. ترتكز عقيدته على القومية الصربية والايمان بصربيا العظمى، كما يعرف الحزب نفسه على انه مناهض للعولمة ويسعى لمنع صربيا من دخول الاتحاد الاوروبي. في المقابل يجد الحزب مصلحة صربيا في تمتين علاقاتها بروسيا والصين. في العام 2007 عارض بشدة استقلال كوسوفو ويبقى انصار الحزب يدينون بالولاء لـ«أبطال صربيا الثلاث الرئيس السابق سافو ميلوزيفيتش وزملائه راتكو ملاديتش ورادوفان كارادزيتش» الذين القي القبض عليهم الواحد تلو الآخر بعد سنين من الهروب من العدالة الدولية بسبب المجازر التي ارتكبوها بحق مسلمي البوسنة. اللافت ان الحزب يرتبط بعلاقة جيدة مع حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي، كما اعترف قادته بتلقيهم مساعدات مالية من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي بفروعه كاملة. وقد عارض الحزب بشدة تدخل الناتو العسكري في ليبيا واعرب عن دعمه المطلق لمعمر القذافي. بسبب خلافات شديدة بين قادته انقسم الحزب على نفسه عام 2008 وولد من رحمه الحزب التقدمي الصربي الذي انتزع شعبية الحزب الاصلي بشكل شبه تام وترجم ذلك في الانتخابات النيابية عام 2012 حيث تمكن من انتزاع 134 مقعدا من اصل 250 فيما خسر الحزب القديم جميع مقاعده. وهناك فارق كبير في العقيدة بين الحزبين فرغم انهما قوميين، الا ان الحزب الجديد مؤيد لضم صربيا الى الاتحاد الاوروبي.

حزب «رومانيا العظمى»(رومانيا): اسسه كونيليو فاديم تيودور في العام 1991. كان له وزراء في الحكومة الرومانية بين عامي 1993 و1995. ويتشارك منذ 2007 مع حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي والحزب القومي البريطاني في تكتل اليمين المتشدد في البرلمان الأوروبي وله فيه 3 مقاعد من اصل 33 تمثل رومانيا. في بداياته كانت له عقائد مشابهة للنازيين الجدد المعادين للسامية، غير ان قائده تيودور اعلن في العام 2003 انه لم يعد مناهضا لليهود وانه يعترف بالهولوكوست وقام بزيارة محرقة اوشفيتز في بولندا، ودفعت به مبادؤه الجديدة ايضا الى اقامة نصب تذكاري لرئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين في مدينة براسوف. مني الحزب بهزيمة مدوية في الانتخابات النيابية الرومانية للعام 2008 وفقد جميع مقاعده في البرلمان بعدما كان ثاني اكبر حزب في برلمان البلاد عام 2000.

حزب الإتحاد الوطني ـ اتاك (بلغاريا): حزب قومي يميني متطرف، اسس في العام 2005 بقيادة فولين سيديروف. فاز في الانتخابات البرلمانية البلغارية الأخيرة في عام 2013 ب23 مقعدا في البرلمان من اصل 240 ولكنه خسر مقعديه في البرلمان الاوروبي من اصل 17 تمثل بلغاريا. ينتقد الحزب بشدة السياسة الاميركية ولا سيما اجتياح العراق. مناهض لكل ما له صلة بالناتو. ينتهج سياسات داخلية تستهدف الأقليات المسلمة في البلاد. ويطلق انصاره على نشطاء حقوق الانسان في بلغاريا لقب «الخونة».

حركة من اجل هنغاريا افضل ـ يوبيك (هنغاريا): حزب قومي متطرف. يدرجه البعض في خانة الاحزاب المعادية لليهود والسامية ومثليي الجنس ولكن اتباعه يرفضون تصنيفهم في هذا الاطار. اسس في العام 2003 ويتزعمه غابور فونا. احد ابرز قياداته كريستينا مورفاي التي اسهمت بشكل بارز في تحقيق الحزب انتصارا كبيرا في الانتخابات النيابية المجرية في السادس من نيسان الجاري حيث حصد يوبيك 23 مقعدا من اصل 199 تشكل مجلس النواب الهنغاري، كما فاز الحزب بمقعدين من اصل 22 تمثل البلاد في البرلمان الاوروبي. وبهذه النتائج اصبحت هذه الحركة ثالث اكبر تيار سياسي في هنغاريا.

السابق
عون لزواره: سأفوز بالانتخابات من الدورة الأولى
التالي
هيفا لشيرين:لا احترم ردها غير المهذب