معمل النفايات للشقيف

أخيراً أبصر «معمل نفايات اتحاد بلديات الشقيف» النور وبات أمراً واقعاً، بعدما ذللت العقبات التي واجهته من جانب أهالي المنطقة المجاورة، رفضاً لوجوده في وادي الكفور – الشرقية، وذلك تخوفاً من أضراره الصحية والبيئية.
وقد تضافرت جهود المسؤولين المعنيين واتحاد البلديات والمهندسين والخبراء البيئيين لشرح حسناته وفوائده وآثاره البيئية السليمة لمعارضيه، وبات قاب قوسين أو أدنى من بدء العمل، بانتظار اكتمال أعمال تجهيزه بالمعدات الحديثة اللازمة التي بدأتها شركات ألمانية، وبذلك ربح الاتحاد المنحة المالية المقدمة لهذا المشروع من الاتحاد الأوروبي، والمقدرة بنحو مليون وثلاثمئة ألف يورو، واستغل فرصة نادرة، للتخلص من مشكلة النفايات المتفاقمة في المنطقة.
ويشير رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جابر أن معمل نفايات الاتحاد هو من أحدث معامل النفايات في لبنان والمنطقة، وقد بلغت تكلفته نحو ثلاثة ملايين دولار تقاسمها الاتحاد الأوروبي واتحاد البلديات، وبإمكانه فرز وتسبيخ 150 طناً في غضون 8 ساعات، علماً أن معدل إنتاج قرى وبلدات الاتحاد من النفايات يبلغ 250 طناً يومياً.
ولفت إلى أن فريق العمل الذي سيديره يصل إلى نحو 40 موظفاً، مشيراً إلى أن مباني وأقسام المعمل باتت جاهزة، وتجري حالياً عملية تجهيزه التي يتوقع أن تنتهي خلال ثلاثة أشهر، بعدها ستعمل وزارة التنمية الإدارية على فتح مناقصة لتشغيله وصيانته من جانب إحدى الشركات المتخصصة لمدة ثلاث سنوات على حساب الوزارة، ليستلمه بعدها اتحاد البلديات، وقد وعدنا مجلس الجنوب بتزويدنا بالشبكة الكهربائية والمحطة اللازمة لذلك، وقد قدمنا له المعاملات.
ويرى رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل أن المعمل إنجاز مهم لبلديات المنطقة، لا سيما بلدية النبطية التي كانت وما زالت تعاني أكثر من غيرها من مشكلة النفايات، نظراً إلى الكمية الكبيرة من النفايات الناجمة عن المحال والمؤسسات التجارية وسوق الإثنين والمسلخ، إضافة إلى النفايات المنزلية لعشرات الآلاف من سكانها، في ظل عدم توفر المكب اللازم لاستيعابها.
ويعتبر رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور أنه بوجود هذا المعمل سيتم الخلاص من المكبات العشوائية. وتمنى وجود مطمر للمواد غير القابلة للفرز بمساعدة وزارة البيئة، وتزفيت طريق المعمل، وتشجير محيطه إسوة بمعامل النفايات في الدول الأوروبية.
وشكر غندور اتحاد بلديات الشقيف وبلديتي الكفور والشرقية على تعاونهم في تسهيل إنشاء المعمل.
في المقابل، يشدد رئيس «جمعية حماية البيئة والمحافظة على التراث في النبطية» ماجد بعلبكي على ضرورة فرز النفايات العضوية عن بقية المواد الصلبة من مصادرها أولاً، وهذا ما يجب أخذه في الاعتبار قبل تشغيل المعمل، لأن التجارب أثبتت أن «الكومبوست» الناتج عن معامل النفايات حتى تاريخه لم يكن نظيفاً، وبالتالي لن تستطيع أجود معامل النفايات تحقيق النجاح الذي يحققه الفرز من المصدر. وأكد أن إعادة تصنيع ما يمكن تصنيعه وتخمير المواد العضوية تحلان تسعين في المئة من مشكلة النفايات، والمواد المتبقية خارج هذا النطاق لا تتجاوزالعشرة في المئة.

السابق
ميقاتي يهاجم المستقبل
التالي
الادعاء على 12 لبنانيا بينهم رفعت عيد