«جائزة السلام في لبنان 2014» لجمعية فرح العطاء

في ظل لغة التخوين السائدة في لبنان والمتاريس النفسية والبشرية بين أبناء الوطن الواحد، يأتي تكريم “جمعية فرح العطاء” بمنحها “جائزة السلام في لبنان” البوصلة التي نحتاجها للعودة إلى مسيرتها التي حضنت لبنان وأبناءه ونجحت في تخطي السواتر الطائفية والسياسية لبناء الإنسان وكرامته وكيانه في كل رقعة من البلد.
هذه الجمعية التي تؤمن بلبنان بجناحيه المسلم والمسيحي إختارتها “مؤسسة غزال للتعليم والبحوث والسلام في لبنان” لتسليمها هذه الجائزة، لأن السلام الذي إعتنقته الجمعية وأبناؤها سيطغى على أزيز الرصاص وأصوات الإنفجارات “الجبانة” لأن صوتها هو صوت كل مواطن يعشق تراب هذه الأرض حتى الثمالة.
في التكريم الذي نظم في متحف “م” في حرم الإبتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف، تحدث الدكتور ميشال غزال صاحب المبادرة الذي كان للبنان “قيمة مضافة” بتفوقه العلمي الذي أقام إلى جانب شركته “مؤسسة غزال”، وهدفها مساعدة الطلاب المتفوقين اللبنانيين من أبناء وطنه الأول”.
بشفافية، لخص غزال خبرته “في إدارة النزاعات والمفاوضات التي إمتهنها منذ 35 عاماً”. وبرأيه، إن كلمة واحدة تكفي لينزعج الإنسان، ولكنه يحتاج إلى ساعات ليتصالح مع ذاته والآخرين”. واعتبر أن “الكلمات الجوهرية والرئيسية لتحقيق ذلك تكمن في الحوار ونعمة الصياغة”.
ولفت إلى أنه “من الضروري المحافظة على قنوات التواصل مع الجميع ومنهم أسوأ الأعداء”. وشرح هذه المقاربة، معتبراً أنه في حال وضعنا حداً للعلاقات مع هذه الفئة وقررنا الإنغلاق على أنفسنا، فلن نتمكن في حينها من تمرير رسائلنا ووجهة نظرنا وآرائنا”.
وبعد تنويه بضرورة الإصغاء والحوار مع الآخر، إنتقل في حديثه إلى السلام الذي لا يفرض على الآخرين بل علينا أن نسمح للشعوب المتعطشة للسلام بأن تشارك في بنائه، وقال: “هذا هو أحد المبادئ التي وضعتها الجمعية موضع التنفيذ في جملة نشاطاتها الواسعة جداً”. وغاص في الحديث عن تمايز الجمعية التي عملت على “تحفيز مئات الشباب المتطوعين لإعادة تأهيل بيوت تهدمت بعد انفجار، فضلاً عن تفعيل الحوار بين تلامذة عانوا تفاوتاً في الرأي في موضوع الإنتخابات…”.
واعتبر “جائزة السلام في لبنان” التي تمنحها “المؤسسة لسنة 2014 لجمعية فرح العطاء هي عرفان جميل لمجموعة النشاطات التي قامت بها الجمعية منذ 1985 إلى اليوم. وبالنسبة إليه، هي مبادرة تشجيعية لكل الشباب اللبناني المتطوع من الإنتماءات والمناطق كلها والذي خص من وقته لتفعبل الحوار بين المجموعة ونشر الأمل بالسلام في لبنان. ونوه بمؤسس هذه الجمعية ملحم خلف الذي يستحق هذه الجائزة لكل المبادرات التي أطلقها وكل ومضات الأمل والسلام التي نشرها.
إلى كلمة الجمعية التي ألقاها مؤسسها ملحم خلف الذي قال: “نمنح جائزة للسلام في وطن يتكاثر فيه عدد الأموات والجرحى والمفقودين… نمنح جائزة للسلام في وطن ترتسم فيه خطوط التماس من خلال مشاعر الضغينة والتعصب… نمنح للسلام في وطن نشعر فيه باللامبالاة تجاه معاناة الأبرياء”.
وإعتبر أنه في الحقيقة، تبادر مؤسسة غزال بفعل إيمانها بلبنان الذي لن يموت، وقال: “هو فعل رجاء وأمل بشباب عرفوا منذ 29 عاماً أن يرفعوا شعار الفرح في وجه الحزن، شعار الخير ضد الشر، شعار الطمأنينة في وجه الخوف، شعار الحب في وجه البغض…”.
واعتبر أن هذه الجائزة “تمنح لشباب لبنان الذين برهنوا أفعالاً من شجاعة ليغنوا للبنان الواحد فيه التعددية والعدالة”. وختم: “هذه الجائزة تعود لشباب لبنان الذين زرعوا كما الحال عند هذا الفلاح براعم الأمل وحرصوا على نموها من خلال إهتمامهم بها لضمان نموها رغم العواصف الثلجية وجفاف الصيف”.

السابق
إلتون جون وشريكه إلى الزواج في أيار
التالي
النهار: المياومون سيعلّقون تحرّكهم اليوم