الحوار اليوم بغياب «حزب الله»

طاولة الحوار من دون متحاورين

قالت “المستقبل” انه يغيب “حزب الله” وبعض ملحقاته في “8 آذار” عن جلسة الحوار الوطني في بعبدا اليوم، وتبلغت  دوائر القصر الجمهوري من “حزب الله” غياب ممثله النائب محمد رعد عن جلسة الحوار، وذلك مع اشتداد الحملة على الرئيس العماد ميشال سليمان

وتتجه الانظار اليوم وفق “النهار” إلى لقاء تشاوري ولا حوار، وقد يكون لقاء وداعياً، في ظل مقاطعة واسعة اعلن عنها قائد الاوركسترا في “8 اذار” الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله السبت في هجوم واسع شنه على الرئيس ميشال سليمان، وابلغ النائب محمد رعد دوائر القصر هذه المقاطعة الاحد، وتبعتها مواقف متلاحقة من رئيس “تيار المرده” النائب سليمان فرنجيه الذي اعلن ان كتلة “لبنان الحر الموحد”، وبخلاف التكتل الاوسع الذي تنتمي اليه “تكتل التغيير والاصلاح”، لن تشارك في الحوار أيضاً. “حزب الله” الذي كان مرّر موقفه المقاطع للحوار من خلال مواقف لحلفائه، وفق “المستقبل” عاد وكشف على لسان النائب محمد رعد أنه أبلغ قراره بالمقاطعة الى دوائر القصر الجمهوري.

وتفيد المعلومات المتوافرة لدى “النهار”، ان التوجه سيكون الى ابقاء الجلسة في موعدها وانتظار حضور الأركان الذين أكدوا مشاركتهم، ومنهم الرئيس نبيه بري، والعماد ميشال عون، والرئيس فؤاد السنيورة، والنائب وليد جنبلاط، والاستعاضة عن الجلسة بلقاءات تشاورية في شأن الاستحقاقات المطروحة ولاسيما منها الاستحقاق الرئاسي، والتقاط بعض الصور، على ما كشف مرجع سياسي بارز في ١٤ آذار، معتبراً ان لا جدوى من انعقاد الجلسة اذا غاب عنها “حزب الله”.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أنه بالصعوبة بمكان التكهن بمسار جلسة الحوار اليوم، بعد قرار هؤلاء بالمقاطعة، مشيرة الى أنه ليس بالضرورة أن يصار الى تأجيل هذه الجلسة، كما أنه ليس بالضرورة القول أنه “حوار بمن حضر”. ولفتت الى أن انعقاد الهيئة، والذي بات أمراً ضرورياً بالنسبة الى سليمان، سيوفّر فرصة جديدة أمام ما تبقى من المتحاورين لتبادل الهواجس حيال بعض المسائل، ولا سيما الأمنية، دون أن يعني ذلك تغييب البند الأساسي والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية.

ورد سليمان على الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نسرالله، مُجدّداً التمسك باعتبار الجيش صاحب الحق الحصري بحمل السلاح وبدوره الذي لا توضع أمامه خطوط حمراء، ومتمنّياً أن ينضم مقاطعو الحوار الى “مركب الوحدة الوطنية” لاحقاً:

-أكد أنه دعا الى الحوار من “أجل استكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية بهدف الإفادة من القدرات القومية والمقاومة وتعزيز قدرة الجيش وإعاد البندقية حصراً الى قبضته ما يعزّز هيبته وقدرته على اقتلاع الارهاب من جذوره. حيث لا توضع أمامه خطوط حمر”.

-أسف لـ”قرار بعض أركان الهيئة بعدم الحضور فإننا نأمل أن ينضموا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية”.

وكان نصرالله رد على سليمان من دون ان يسميه، في مسألة “المعادلة الثلاثية”، بتأكيده أنّ ا”لذهب يبقى ذهباً”، وأنّ الخشب قد صنَعت المقاومة منه توابيت للعدوّ الذي دخل إلى لبنان عمودياً وعاد منه أفقياً، وكذلك ربط الحوار والبحث في الاستراتيجية الدفاعية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وجلسة الحوار هذه ستنعقد بحسب “المستقبل” للمرة السابعة عشرة في قصر بعبدا، بعد أن تولى رئيس الجمهورية الدعوة إليها منذ انتخابه في 16 أيلول العام 2008. وقد تم تأجيلها مرة في 28 تشرين الثاني 2012، وإلغائها مرة في 7 كانون الثاني من العام 2013. أما أبرز الحاضرين فهم رئيس الحكومة تمام سلام الى جانب رئيس الجمهورية من مجلس النواب والرؤساء: أمين الجميّل، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب جنبلاط، والوزير ميشال فرعون، الوزير محمد الصفدي، النائب جان أوغاسبيان، النائب آغوب بقرادونيان، والبروفسور فايز الحاج شاهين، ويغيب الرئيس سعد الحريري لوجوده في الخارج.

وقالت مصادر رئاسية لـ”الجمهورية” إنّ كلّ التحضيرات قد أنجِزت لانعقاد الحوار بمن حضر، فالدعوة الى استئناف عمل الهيئة لم يكن يوماً لحوار مع رئيس الجمهورية أو توفير مصلحة شخصية له، الحوار كان وما زال بين اللبنانيين، وأيّ مقاطعة للهيئة لن يحتسبَها رئيس الجمهورية في حساباته الخاصة، إنّما في حساب الحوار الوطني.

وأكّدت مصادر بعبدا ما نشرته “الجمهورية” السبت الماضي من أنّ سليمان سيستهلّ اللقاء بكلمة يعرض فيها لمجريات هيئة الحوار وما أنجزته منذ أن أحياها إلى الإجتماع الأخير في تشرين الأوّل 2012 وما أعقبه من تطوّرات داخلية. وأوضحت أنّ سليمان كان يتمنّى أن يشارك الجميعُ في هيئة الحوار التي كانت وما زالت محطّ آمال كثير من اللبنانيين والعالم الذي راهنَ على حوار اللبنانيين، بديلاً من الوصايات التي تحكّمت بالبلاد لعقود، ولكي يثبتَ اللبنانيون ما يطالبهم العالم به، فيكونوا أسياداً في بلادهم يديرون شؤونهم الداخلية بلا رعاية خارجية. وقالت المصادر الرئاسية إنّها لم تفاجَأ بالمواقف التي أعلنت مقاطعة الحوار، لأنّها كانت تتوقّعها منذ فترة وتدرك حقيقة خلفياتها، وهي تختلف كثيراً عمّا كان معلناً سابقاً.

وأبلغت مصادر قصر بعبدا “اللواء” أن ما حكي عن وجود رغبة رئاسية بإثارة ملف التمديد خلال جلسة الحوار ليس صحيحاً أبداً، مؤكدة بأن الحديث أيضاً عن الهدف من انعقاد هذه الهيئة هو طرح هذا الملف ليس صحيحاً أبداً، مذكّرة بموقف سليمان الرافض للتمديد، وأكدت أن رئيس الجمهورية حدد الغاية الأساسية من هذا الحوار في بيان واضح تحدث فيه عن مواصلة البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

السابق
واشنطن تدرس إمكانية تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات
التالي
ليدي غاغا تصل إلى حفلها بملابسها الداخلية