هيئة الحوار تستمد شرعيتها من الرئاسة والمشاركة السياسية الجامعة

استمرت حركة الاتصالات واللقاءات محكومة بسقف الاستحقاق الرئاسي في ظل وفرة المرشحين داخليا وضبابية الموقف خارجيا، في غياب اي ايحاء دولي في اتجاه المرشح الاوفر حظا للرئاسة والاكتفاء بالنصح بوجوب اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري. وواصلت اللجنة الثلاثية للاستحقاق جولتها على القادة السياسيين فزارت اليوم النائب طلال ارسلان على ان تلتقي عصرا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.

ومن المتوقع ان يحضر الملف الرئاسي اللبناني بكل ابعاده وتفاصيله في القمة الاميركية – السعودية التي تعقد في الرياض اليوم حيث يشكل ملف لبنان احد مواضيع البحث بين الرئيس باراك اوباما والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الى جانب قضايا المنطقة الساخنة وفي مقدمها الازمة السورية والملف الايراني النووي والسعي لترميم الثقة بين الولايات المتحدة والمملكة التي اصيبت بانتكاسة بسبب الاتفاق النووي، واستبقت السعودية زيارة اوباما بخطوة فاجأت الكثيرين تمثلت بتعيين ولي لولي العهد هو الامير مقرن بن عبد العزيز في مبادرة قرأ فيها البعض رسالة سعودية لمن يعنيهم الامر تؤكد ثبات الحكم والخلافة في المملكة في ظل الارتجاجات التي تصيب بعض الانظمة العربية.

ولاحظت اوساط سياسية متابعة ان مثلث دول القرار مجتمعة والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، المؤكد والمصر على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يوفر كل عوامل القناعة بان الاستحقاق سيجري بغض النظر عن هوية الرئيس العتيد. واشارت الى ان الحركة التي اطلقها الرئيس بري بهدف استمزاج اراء القوى السياسية وتأكيد حضور النواب الى المجلس لحضور جلسة الانتخاب يكفل تحديد المدة الزمنية المفترض ان يدعو خلالها لهذه الجلسة، بعدما اكدت هيئة مكتب مجلس النواب امس ضرورة توفر نصاب الثلثين لكل جلسة انتخابية.

وعشية الموعد المضروب لهيئة الحوار الوطني قبل ظهر الاثنين المقبل، بقيت مواقف بعض القوى السياسية الاساسية ازاء المشاركة او غير واضحة المعالم. وفي حين حسم تيار المردة قراره بعدم المشاركة وفق ما اعلن رئيسه النائب سليمان فرنجية، لم يحدد حزب القوات اللبنانية وحزب الله موقفهما، الاول في انتظار اجتماع لهيئته التنفيذية خلال الساعات المقبلة والثاني في اطلالة لامينه العام السيد حسن نصرالله عصر غد.

وقال عضو كتلة القوات النائب فادي كرم لـ”المركزية” ان الحزب ينتظر ان يتبين برنامج الحوار ومواقف الاخرين منه لتحديد الموقف، ذلك ان بعض شروط طاولة الحوار وشكلها لم يتضح بعد.

اما الوزير السابق ناظم الخوري فاكد لـ”المركزية” ان موعد الحوار قائم وقال: لا تنتظر دوائر القصر اجابات من أي طرف، فالحوار جاهز وطريقه في بعبدا مفتوحة دائما.

واستغربت اوساط سياسية مطلعة اعتبار بعض القوى ان هيئة الحوار ليست مؤسسة دستورية وقالت لـ”المركزية” ان الهيئة مؤسسة قائمة ومنبثقة من رئاسة الجمهورية التي تضفي عليها الشرعية لا سيما بمشاركة القوى السياسية فيها.

واوضحت ان لكل اسبابه في المشاركة، ففريق قوى الرابع عشر من اذار متحمس لاستئناف البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع التي وضع تصورها الرئيس سليمان، وحزب الله مضطر للمشاركة بعدما كان دعا سابقا الى توسيع طاولة الحوار، واعتبارات اخرى كثيرة.

السابق
خطة طرابلس: الانتشار الامني ام القضاء اولا؟
التالي
تمويل السلسلة يعوق اقرارها والنقابات تهدد بانفجار اجتماعي