غزلان «بافليه» تجربة لاقت النجاح

في بلدة بافليه الجنوبية الوادعة والواقعة في قضاء صور، تعيش عائلة الحاج حسين اللوباني “ابو علي” والتي تهتم بتربية الغزلان البرية للحفاظ عليها من الانقراض، وتعد ايضاً هواية محببة بالنسبة لهم، رغم قلة انتشار مثل هذه الهواية في اوساط اللبنانيين. والاعتناء بهذه الغزلان الى جانب الطيور وانواع عدة من الماشية تتم ببساطة من خلال المتابعة المتواصلة كتقديم كل ما يلزم لهذه الحيوانات من طعام و طبابة و تنظيف..

جمال الغزلان الهولندية الأصل و رقتها ينعكس بشكل جلي خلال تعاملها مع صاحبها الذي استطاع ان يكون علاقة جيدة و تفاهم حذر بينه و بين هذه الحيوانات الجميلة المظهر والتي تعدو بسرعة كبيرة و كأنها تعيش في البرية من خلال الاجواء المتوفرة بهذه الحديقة والتي تحاكي بعض الشييء المناطق الجبلية والموطن الأصلي لهذه الغزلان.

يقول الحاج حسين اللوباني في حديثه لموقع بنت جبيل:” قصة هذه الغزلان بدأت بغزالين وصلا من صديق لأبنه المختار من هولندا، انثى وذكر، و كان هذا في العام 2006 حين بدأت حرب تموز، وفي تلك الفترة لم اتركهم واعتنيت بهم طول فترة لحرب، وتكاثروا مع الايام ليصبحوا اكثر من 20 غزالاً متنوعين ما بين ذكوراً و اناثاً”. و يرى اللوباني ان هذا النوع من الغزلان وهو “الفلودر الهولندي” هو النوع الوحيد الذي يستطيع العيش في بيئة كبيئة الجنوب اللبناني.

هذا وتتكاثر هذه الغزلان سنوياً، حيث تضع الانثى غزالاً واحدا في السنة، يستطيع السير بعد ساعات من ولادته و بعد أيام يصعب التقاطه نظراً لحواسه الحذرة و الشديدة البصر والشم والسمع.

تربية الغزلان في هذه الحضيرة تضفي جمالاً على المكان كما انها تسهم في حمايتها من الانقراض، وتتميز هذه الغزلان ايضاً بالجري السريع و بالاشتباكات التي تدور احياناً بين الذكور، وتكون قرونها المتينة السلاح الوحيد التي تتقاتل به، فيما تفقد بعض هذه الغزلان قرونها بسبب القتال العنيف، ليستفاد من قرونها للديكور و الأثاث المنزلي كما ذكر لنا الحاج حسين اللوباني.

اذاً، هواية تربية الغزلان تجربة لاقت النجاح في منطقة الجنوب اللبناني، تجربة فردية تتوسع في انتشارها في بعض المناطق، وقد تصبح في يوم من الايام على شكل محمية طبيعية تعيد الحياة الى هذه الثروة الحيوانية الجميلة والمفقودة منذ عشرات السنين.

السابق
هل يستقيل السيسي اليوم؟
التالي
موظفو اتحاد بلديات صيدا بدون رواتب