«العطاء دون مُقابل» في حملة جديدة للتبرّع بالدم

إنتشرت “أنغام” العطاء أخيراً في مجمّع “بيروت سيتي سنتر” وكانت المَشاهد “المُتقنة” أشبه بقصّة شعر قصيرة “إزدهرت” فيها الإنسانيّة، فكان لها الدور المحوري.

انها إحدى الحملات للتبرّع بالدم دعت إليها جمعية “العطاء من دون مُقابل”(Donner Sang Compter) وللمرة الثالثة توالياً في صالات “فوكس سينما” في المُجمّع الشعبيّ، فلاقت نجاحاً باهراً وحرّرت بعضهم من وهم اللامبالاة الذي يعتقدون انه سيطر على الغالبيّة منهم.
كانت الأجواء وفق مُنسّق الإعلام في الجمعية الشاب غابريال حداد(21 سنة)، “رائعة: أزواج، بعض مُراهقين، عائلات… الجميع حضر للإفادة من عطلة نهاية الأسبوع لحضور السينما، ما دفع بالحملة إلى الإفادة بدورها من كمّ هائل من المُتبرّعين للمرة الأولى. فمن النادر أن نشهد فرحاً يوازي الفرح الذي يُعبّر عنه المُشارك، وذلك عبر عمل تطوعيّ لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة”.
20 دقيقة “تنطلق لحظاتها” بسرعة البرق، تتخلّلها إبتسامات مُشرقة تُعزّز من أهميّة العطاء والتطوّع.
وكحصيلة نهائيّة بلغ عدد وحدات الدم، “103 وحدة ما جعل من هذه الحملة الأخيرة أبرز الحملات التي نظّمناها حتى الساعة”.
ويروي حداد، ان الجمعيّة إستهلّت السنة الجديدة، “مع سلسلة من الحملات المُميّزة، أعطت جمعية –العطاء بلا مُقابل لروّاد “فوكس سينما” فرصة مُشاطرة أخيهم الإنسان أعظم الهدايا: الحياة”.
وفي ما يتعلّق بالعائدات المحصلة، فستساعد على قوله، “الجمعية في تمويل مشاريعها المُستقبليّة في سبيل تطوير خدمتها للمجتمع”.
ويُعلّق قائلاً: “خلال هذه النشاطات يُرافقنا بعض العاملين في مُستشفى مُحدّدة سلفاً، وذلك لسحب الدم مُباشرةً، على أن تتبدّل المستشفى دوريّاً”.
يصل أعضاء الجمعية قبل يوم من النهار المُحدّد للنشاط، “فنضع الكراسي التي يجلس عليها كل مُتطوّع، أضف إليها ما نحتاج إليه من أشياء تُسعفنا في عملية سحب الدم. وفي النهار المُحدّد للحملة نزور المُجمّع كاملاً فنسأل عمن يرغب في التطوّع. وبعد إجابة المُتطوّع عن سلسلة من الأسئلة ترتكز على صحّته وعدم إصابته بأمراض تنتقل بالدم، يخضع لفحص دم سريع، أضف إليه فحص الضغط والحرارة. ولدى تأكدنا من أن كل شيء على ما يرام، ننتقل عندئذٍ إلى عملية سحب الدم والتبرّع”.
يضيف غابريال، “الجميع يندفع…ويالّلي بدّو يتبرّع دغري بيتبرّع، ما بيفكّر. وبيضل ينعاز دمّ أدّ ما كان في Stock”.
ويؤكّد الشاب ان “كل وحدة دمّ تُساهم في تخليص حياة 3 أشخاص، كلّ وفق حاجته. وأنقل إليكم وبكل سرور اننا وبمُساعدة الطاقم الطبّي لمستشفى الجامعة الاميركيّة في بيروت والمُتطوعين في الجمعيّة، وصلنا إلى هدفنا مع نهاية الحملة: مُساعدة 300 حياة”.
وعن تجربته الشخصيّة في الجمعيّة، يروي الشاب غابريال: “أنا مُتطوّع منذ 5 سنوات، يعني من المؤسّسين. ومن خلال هذه التجربة الغنيّة يتعوّد المُتطوّع في الجمعيّة أن يُفكّر بالآخرين قبل تفكيره بنفسه. يعني وفق كل واحد شخصيته. أنا Scoot من قبل. أصدقائي كانوا في الجمعيّة… ومن شخص لشخص تعرّفت على مبادئ الجمعيّة بعمق… أشعر بالسعادة المُطلقة لكوني أساعد غيري، ولو بشيء صغير. كما ان التبرّع بالدم لا يتطلّب أكثر من دقائق معدودة نُخلّص من خلالها حياة أكثر من شخص!”.
وفي هذه الجمعيّة ذات القضيّة “البرّاقة” “نُقدّم الدم لكل من يحتاجه. معنا أكثر من 18000مُتبرّع للدم. ومقرّنا الرسمي قائم في الدكوانة. أما المُتطوعون في الجمعيّة فتراوح أعمارهم من 17 إلى 27 سنة”.
التبرّع بالدم من الوسائل الفضلى لتحويل أي مأساة “جليديّة” في إطلالتها إلى فرصة جديدة لإيجاد الملاذ داخل أروقة الإنسانيّة.

السابق
صحافة النساء بلبنان من الريادة العالمية الى ’النفطنة’
التالي
سلام: مهمتنا التحضير للانتخابات الرئاسية