وأوضحت المصادر ذاتها أن «المعلومات التي تحدثت عن شخصية نعيم عباس كمسؤول بارز في (كتائب عبد الله عزام) ليست دقيقة، فهذا الشخص كان معروفا بانتمائه إلى إحدى الفصائل الفلسطينية، وقد استقال منها قبل سنوات، وهو معروف في الأوساط الفلسطينية بعمله كشخص مأجور لتنفيذ بعض التشبيحات، إلى أن استغلته التنظيمات الإرهابية واستخدمته كقاتل مأجور، وراح يعمل على إدخال السيارات وتجنيد الانتحاريين». وشددت على أن عباس «ليس شخصا عقائديا، بدليل أنه لدى توقيفه من قبل مخابرات الجيش طلب من المحققين عدم التعرض له بالضرب مقابل اعترافه بكل ما فعله وما تخطط له المجموعة التي يعمل من ضمنها، وبالفعل أرشد المحققين إلى سيارة التويوتا التي ضبطت في منطقة المزرعة وجرى تفكيكها، والسيارة التي ضبطها الجيش على حاجز اللبوة في البقاع وكانت تقودها الفتاة جومانة حميد والسيارتين اللتين فجرهما انتحاريان أمام المستشارية الثقافية الإيرانية، إلا أن العملية المزدوجة نفذت خلال تعقب الأجهزة الأمنية لهاتين السيارتين والبحث عنهما، كما أقر بوجود مخزن للصواريخ في منطقة الجية (جنوبي بيروت). وهذا ما قاد إلى توقيف عدد من الأشخاص في غضون أيام قليلة جدا». وعدت المصادر نفسها، أن «استجواب الشيخ عمر الأطرش أمام القضاء العسكري كان مخالفا تماما لاعترافات نعيم عباس».
وأشارت المصادر إلى أن الأطرش «نفى نفيا مطلقا أي دور أو علاقة له بإدخال سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان، أو إدخال انتحاريين». لكنه اعترف بأنه «ساعد في إدخال سلاح ومسلحين من لبنان إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة السورية، وذلك مساهمة منه في نصرة الشعب السوري الذي يذبح على يد نظامه والميليشيات التي تساعده في ذلك». وأوضح الأطرش أن «بعض الاعترافات التي وردت على لسانه في مرحلة التحقيق الأولي أمام مخابرات الجيش جاءت تحت التعذيب، وأن هناك محاضر أجبر على التوقيع عليها من دون أن يقرأها ويعرف محتواها».
في موازاة ذلك، أثارت المعلومات المسربة عن توكيل حزب الله لأحد المحامين البارزين للدفاع عن الموقوف جمال دفتردار ضجة واسعة في الأوساط القضائية والقانونية، ورسمت علامات استفهام عن الدافع لتوكيل الحزب لهذا المحامي لقاء مبلغ مالي مرتفع. وكشفت مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله كلف بالفعل أحد المحامين للدفاع عن دفتردار، وهذا التكليف يعد لغزا محيرا، باعتبار أن هذا الموقوف هو المساعد الأول لأمير (كتائب عبد الله عزام) السعودي ماجد الماجد (الذي توفي بعد أيام من توقيفه داخل المستشفى العسكري.