كشافة طرابلس تشجّر عند جسر الخردلي

تجاوزت “جمعية كشافة البيئة في طرابلس” العوائق والموانع الطائفية والمذهبية والجغرافية كافة، فحضرعناصرها من طرابلس إلى منطقة الخردلي على ضفاف نهر الليطاني تحت “قلعة الشقيف”، لملاقاة إخوتهم في “جمعية المحافظة على البيئة والتراث” في النبطية و”جمعية قريتي” البيئية في أرنون والصليب الأحمر اللبناني و”نادي الكياك” على نهر الليطاني، بالتعاون مع بلدية أرنون، للمشاركة في حملة لتشجير ضفتي الليطاني في محيط جسر الخردلي، بعد أن قدّموا الغرسات المزروعة، إيماناً منهم بوحدة ابناء الشمال والجنوب وكل اللبنانيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية، متمثلين في البيئة والطبيعة العابرتين للحدود والمناطق.

هذه المساهمة لم تكن الوحيدة التي تقوم بها “جمعية كشافة البيئة في طرابلس”، بالتعاون مع “جمعية حماية البيئة والتراث” في النبطية لتشجير مناطق في الجنوب، بل سبقتها حملات عديدة في حرج تلة العسكر في النبطية وضفاف نهر الليطاني ومناطق أخرى في الجنوب، كما يقول رئيس الجمعية الدكتور ماجد بعلبكي. وفي هذا الإطار جاءت مساهمة الجمعية هذه السنة بالاشتراك مع نادي الكياك على الليطاني وجمعية قريتي في أرنون وبلدية أرنون، حيث تم غرس 300 شجرة حرجية من الصنوبر والخروب في هذه الحملة، على أن يعقبها في الأسبوع المقبل غرس 400 شجرة أخرى… “لأن شعارنا دائماً هو الصداقة للبيئة والطبيعة على حساب المصالح الخاصة، ولتتصحر النفوس السيئة التي تؤثر الأقوال على الأفعال، بينما نحن نعمل بصمت، ومن دون منة من أحد”، كما يقول بعلبكي.
“أكثر ما يميز هذا النشاط البيئي هو حضور كشافة البيئة في طرابلس في هذه الأوقات الصعبة والحرجة التي نمر بها نحن اللبنانيين، متجاوزين كل العقد النفسية والطائفية والمذهبية لمشاركتنا في تشجير الجنوب، باعتباره صنواً للشمال وبقية المناطق اللبنانية”، بحسب رئيس نادي الكياك على الليطاني علي عواضة، الذي أكد أيضاً “أن كشافة البيئة في طرابلس سيزودون الشجيرات المغروسة بنظام للري بواسطة التنقيط، كما أن بلدية أرنون ستقدم لنا البراميل اللازمة للري”.
وبعد كلمة شكر رئيس جمعية قريتي في أرنون البيئية علي حنون، أعرب رئيس جمعية كشافة البيئة في طرابلس نهاد زيلعي عن سروره لمشاركة شباب الجمعية في تشجير الجنوب الذي يحبونه كما الشمال، إيماناً بهدف جمعيتنا الذي يرمي إلى المحافظة على البيئة والطبيعة، بغض النظرعمن يعيش عليها من الناس والأجناس، لأنها جزء لا يتجزأ من وطننا، ولا فرق في ذلك بين منطقة وأخرى من المناطق اللبنانية، وعلى الأخص الجنوب الذي يعني لنا الكثير، وبالتالي ليس كثيرأ علينا المساهمة في إعادة تشجيره، لنمحو عن أرضه جزءاً يسيراً من آثار حريق الاعتداءات الإسرائيلية التي أحرقت الأخضر واليابس من غاباته وأحراجه.

 

السابق
الأفلام الدينية تقتحم هوليوود في 2014
التالي
فنزويلا: تظاهرة بالسيارات والدراجات احتجاجاً على “التعذيب والقمع”