الحياة: حزب الله يسعى الى عدم توريث اعلان بعبدا الى الرئيس الجديد

اعلان بعبدا

اعتبرت مصادر وزارية لصحيفة “الحياة” ان “قرار رئيس الحكومة تمام سلام تحييد نفسه يبقيه على خط التواصل مع أعضاء اللجنة الوزارية، لعله ينجح في تدوير الزوايا وصولاً الى انقاذ الموقف في اللحظة الأخيرة، وإلا فإن النقاش حول نقطة الاختلاف، أي المقاومة، سيراوح مكانه فاتحاً الباب أمام جولة جديدة من التصعيد السياسي”.

وتساءلت عن “الأسباب التي دفعت بقيادة “حزب الله”، مدعومة من حركة “أمل” وحلفاء آخرين في 8 آذار، الى رفع لهجة الهجوم السياسي على رئيس الجمهورية ميشال سليمان”. ولاحظت ان “ردّ حزب الله غير المألوف يطرح مصير الحكومة على بساط البحث للتأكد مما إذا كان يريد فعلاً التوصل الى تسوية حول البيان الوزاري أو أنه يتطلع لأن تتحول الحكومة مع انقضاء شهر على تشكيلها الى حكومة تصريف أعمال نظراً الى تعذر التفاهم على البيان الوزاري”.

واوضحت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ”الحياة” ان “حزب الله أخذ يتعامل مع موقف سليمان على أنه ينم عن بداية تحول في موقفه من المقاومة وأنه هذه المرة مدعوم بموقفين، إقليمي ودولي، وأنه أراد أن يرفع من سقف رده عليه في محاولة لإعادة الأمور الى نصابها للدخول في مفاوضات من موقع قوي حول نقاط الاختلاف في البيان الوزاري”.

ورأت المصادر الوزارية أن “فتح الباب أمام التفاوض لا يستدعي الهجوم على رئيس البلاد باتهامات من العيار الثقيل”، معتبرة أن “الحزب أراد من خلال تصعيده تمرير أمر عمليات سياسية، وفيه ان حكومة سلام لن تبصر النور وستتحول الى حكومة تصريف أعمال، وإلا كيف يجلس الى طاولة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية بعدما كال له كل هذه الاتهامات”.

واكدت أن “قوى 14 آذار ستضطر من خلال ممثليها في لجنة صياغة البيان الوزاري الى التشدد، بعدما كانت أبدت مرونة لجهة استبدال مطالبتها بإدراج “إعلان بعبدا” في صلب البيان الوزاري بالتأكيد على احترام القرارات الصادرة عن هيئة الحوار الوطني، لا سيما تلك التي عُقدت في بعبدا وتقول إنها لن تتردد في الإعلان عن تضامنها مع رئيس الجمهورية في وجه الحملات السياسية والإعلامية المنظمة التي تستهدفه”.

واوضحت أن “ليس صحيحاً القول إن رأس “حزب الله” بالمعنى السياسي أصبح مطلوباً وأنه اضطر للذهاب بعيداً في رده على سليمان بغية الدفاع عن نفسه، وتسأل هل إن الحزب يتصرف وكأن الدولة خاضعة له؟ وتؤكد أن رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط يرمي بثقله للوصول الى مخرج يقود الى انقاذ البيان الوزاري لئلا يقترب البلد من الهاوية في غياب حكومة فاعلة، ما يضعه أمام فراغ قد ينسحب على انتخابات الرئاسة، لكنها تعتقد أن المشكلة لا تحل من خلال الوصول الى مخارج لفظية لأزمة سياسية كبرى لن تغيب حتماً عن الاجتماع المقرر بعد غد الأربعاء في باريس للدول الداعمة للبنان والذي يسبقه لقاء قمة بين سليمان ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند”.

إلا ان المصادر نفسها تسأل عما إذا كانت للتصعيد ضد سليمان علاقة مباشرة بالهبة المقدمة من المملكة العربية السعودية لدعم وتسليح الجيش اللبناني والتي لم تلق ارتياحاً لدى إيران، بذريعة ان لبنان الرسمي لم يستجب سابقاً رغبة مماثلة أبدتها طهران. وهذا ما يفسر تعذر الاتفاق على البيان الوزاري لقطع الطريق على اجتماع مجلس الوزراء لقبول الهبة السعودية، كما انها تعزو تشدد “حزب الله” الى رغبته بشطب “اعلان بعبدا” من التداول لمنع توريثه الى رئيس الجمهورية الجديد.

السابق
داعش: لم نأمر بقتل أبو خالد السوري
التالي
أبي نصر لـ ‘الجمهورية’: ندين كلّ تطاول على مقام رئاسة الجمهورية