روميو لحود يفتتح “طريق الشمس”

في الصباح سلك اللبنانيون طريق الانفجارات وفي المساء سلكنا طريق الشمس، وبين الصباح والمساء مساحات ومسافات نقطعها بين الحياة والموت، هذا هو لبنان، ولن نخرج من الظلمات الا عبر طريق واحد ووحيد هو “طريق الشمس”.

الفنان الكبير والقدير دلنا مساء الاربعاء على هذه الطريق عبر مسرحية ” طريق الشمس” التي اعادته الى خشبة المسرح، فقال لنا عبرها ان من اراد الحرية عليه التحرر من كل القيود، وحدها الطريق صوب النور توصلنا للحرية.

روميو لحود عاد الى المسرح الذي عشقه، ولكنه عاد وحيداً دون رفيقة دربه الفني سلوى القطريب.

الكل حاضر ينتظر لحظة ازاحة الستارة لتبدأ فصول المسرحية التي اخرجها روميو لحود من جعبته بعد 15 عاماَ، هذه المسرحية التي تحكي عن خرافة هي في الاساس حقيقة في بلد لا مكان ولا زمان له، ولكنها الى حد كبير تشبه لبنان ومعاناته التي نعيشها من سنوات وسنوات.

 قصة الست بدور التي ظهرت في عدة عصور وعدة بلدان، وحكي وكتب عنها الكثير. ستّ قيل انها الهة او جنية تفرح وتحزن وتضحك وتبكي، هذه “الست” تمر في القصر الذي لا تغلق ابوابه وتندمج بين الحقيقة والخيال والخرافة وتشارك الاهالي في الدفاع عن هذا القصر مِمَن يريد اغتصابه من عرب واجانب على حد سواء، هي قصة قصر قديم يقف على مفترق طرق، قيمته ليست بحجمه ولا بجمال اراضيه، بل بمركزه وصموده رغم طموح الطامعين.

 وتتوالى الشخصيات: الست بدور “بياريت القطريب”، عنترة الفتاة الطيبة الشقية “ميكاييلا”، الست مرجانة “فاديا عبود”، الامير “جوزيف خليل”، حيدر “جاد القطريب”، القنصل “عصام مرعب”، سلوم “عفيف شّيا”، الاعور “سيرج منسا”، سلمان “إدي جمعة”، القاضي “رياض عبد الحق”، زينب الغجرية “زينب شريف”، ومساعد القاضي “رفعت نهرا”، الكل يتصارع بين الخير والشر ويكون النصر في النهاية للخير طبعا.

روميو لحود دامع العينين يراقب الشاردة والواردة ويبحث عن شيء ضائع: ما هو أو من هو أو من هي؟

وفي دردشة بعد ختام العرض الأول لـ”طريق الشمس” صرح لنا بأن هذه المسرحية كتبها منذ 15 عاماً ولكنه بالطبع عاد ونقّحها لما يتناسب مع أيامنا هذه:

استاذ روميو يعطيك العافية ومبروك التكريم من قبل فخامة الرئيس ميشال سليمان، الذي قلدك وشاح الارز من رتبة كوموندور ممثلا بالوزيرة اليس شبطيني

اليوم استلمت وسام الارز من رتبة كوموندور، وهذا شرف كبير لي، اشكر اولاً فخامة الرئيس الذي غاب اليوم بسبب الانفجار الذي وقع صباحاً في منطقة بئر حسن، “الله يحمي لبنان”.

يليق بك الوشاح

شكراً لك، “انت مذوق كتير”.

المسرحية في الاصل كُتبت لسلوى القطريب وابنتها الين هذه المسرحية كُتبت بالاصل لسلوى والين صحيح، سلوى توفيت والين كبرت والآن هي تشارك في “the voice”.

في الاعلان استعملت موسيقى “خدني معك” وقلت قد تكون المسرحية الاخيرة لك، لماذا وضعتنا في هذه النوستالجيا الحزينة؟

“العمر الو حق علينا، وما حدا بيعرف ايمتا ربنا بسكرلو بابو”.

طريق الشمس تشبه كثيراً لبنان مع انك لم تذكر اسمه في كل المسرحية

صحيح المسرحية تشبه لبنان، كتبتها منذ 15 سنة تقريبا انما غيرت فيها الكثير لتتناسب مع يومنا هذا، ولم يبقَ منها الا الفكرة الاساسية.

نحن كجمهور فتشنا عن سلوى في المسرحية

انا ايضا بحثت عنها ولم اشاهدها، وافتقدتها، خصوصا في المشهد الاخير، عندما تصرخ وتبكي “عنترة” وتنادي للست بدور بكلمة “ماما”، هذا المشهد كان من المفترض ان يجمع سلوى وألين، “الله يرحم الاولى ويطول عمر الصغيرة”.

اليوم شاهدنا وجوهاً جديدة تقف لاول مرة على خشبة المسرح، هل راهنت عليهم؟

اود ان اوضح لك شيئاً، هذا السؤال نفسه كنت اسمعه في الماضي، التاريخ مع هذا السؤال يعيد نفسه لاكثر من مرة، وطالما التاريخ سيبقى موجودا فحتماً سيعيد نفسه، انا قدمت العديد من الاسماء الجديدة التي اصبحت فيما بعد نجوماً كبيرة .

السابق
تفجير ذخائر غير صالحة في محيط بلدة تول
التالي
العلمنة والدين والدولة: قراءة في الإشكالات(1/3)