كيف يعيش أهل الضاحية بين تفجير وتفجير؟

الضاحية
عجوز احترق منزلها في احدى التفجيرات، قالت والدمعة لم تستطع الصمود في عينيها فانحدرت بين تجاعيد وجهها: "احترق بيتي، قلت الحمدالله المهم نحنا بخير. ولكن ما احزنني هو احتراق كفني الذي كنت قد جهزته لاستقبال الموت وانا على فراشي، (تحضير الكفن عادة قديمة ما زالت قائمة لدى الكثير من كبار السنّ). الآن أخاف أن أموت اشلاء قبل ان اجهز كفناً آخر".

السيد خضر ترمس يعمل سائق سيارة اجرة في مطار بيروت الدولي، قال متأففاً من الوضع: “تأثر عمل السائق بنسبة 75 بالمئة بعد تفجيرات ضاحية بيروت الجنوبية، رزقنا يعتمد على السواح الخليجيين، وعلى المغترب اللبناني القادم الى وطنه، الآن أسير أحياناً أكثر من ساعة براكب واحد”.

ويتابع: “المضحك ان الراكب بدأ يشترط المرور بطرقات يختارها هو لاعتقاده انها بعيدة عن التفجير. عدا عن السواتر التي تعيق عملنا، وزحمة السير الخانقة، والخوف من الانفجارات، نحن أكثر الناس تعرضاً لخطر التفجير بسبب وجودنا الدائم في الشارع يعني حاملين” دمنا على كفنا” من اجل لقمة العيش، التي بالكاد نحصل عليها اخر النهار(حرق أعصاب وبنزين عالفاضي). لم يعد هناك ركاب كما السابق، فالمعروف ان الضاحية سنتر تجاري كبير، لما فيها من معامل ومصانع وشركات واسواق، وتجارتها تعتمد على من يأتون من خارجها”.

الوضع مزرِ ونسبة البيع انخفضت بشكل كبير.هذا ما قاله احد تجار سوق معوض رفض الإفصاح عن اسمه، واردف قائلاً: هناك حركة خجولة في السوق، فالناس في هذه الاوضاع تهتم بالضروريات وليس الكماليات، بالاضافة الى عامل الخوف من التجوال،خاصة الشائعات التي تنطلق  بعد كل حادثة تفجير.. بعض التجار وقعوا تحت عجز مادي بسبب الديون، التي استحقت عليهم ثمناً للبضاعة المكدسة في محلاتهم. بالاضافة الى مزيد من الاعباء من ايجار ورواتب موظفين.

في حديث مع الحاج عباس صفا صاحب شركة “صفا” للتجارة العامة للأستيراد والتصدير قال: “تأثرنا بالوضع بشكل كبير مقارنة مع ما قبل وما بعد التفجيرات. حركة البيع والشراء انخفضت الى أقل من النصف لأن أكثر زبائننا من خارج الضاحية. هناك بعض الشركات بدأت بصرف بعض عمالها وموظفيها، ولكني والحمدلله لم اعمد الى هذه الخطوة بعد. اتمنى بأن تعود الامور الى ما كانت عليه في السابق، فكلنا اخوة في الوطن ونريد ان نعيش فيه بمحبة وأمان”.

صاحب صالة كبيرة للمفروشات قال ضاحكاً: “اشتقت لزبائني كنت اراهم كل شهرعندما يأتون لدفع الاقساط المتوجبة عليهم، الان اصبحوا يرسلونها بواسطة ويسترن ينيون، الامل كبير بأن يعود الوضع الى ما كان عليه، ولن يخيفنا ارهابهم، فالضاحية كانت وستبقى قلب لبنان النابض.

صاحب محل مواد غذائية والبان واجبان قال : لم نتأثر ابدا، حركة البيع ما زالت كما هي، فلا شيء “ماشي” في هذه الظروف الا ما يختص بالطعام، فالانسان يستطيع الاستغناء عن اشياء كثيرة بحاجة إليها إلا المواد الغذائية حتى لو اضطر للاستدانة”.

عجوز احترق منزلها في احدى التفجيرات، قالت والدمعة لم تستطع الصمود في عينيها فانحدرت بين  تجاعيد وجهها: “احترق بيتي، قلت الحمدالله المهم نحنا بخير. ولكن ما احزنني هو احتراق كفني الذي كنت قد جهزته لاستقبال الموت وانا على فراشي، (تحضير الكفن عادة قديمة ما زالت قائمة لدى الكثير من كبار السن). الآن أخاف أن أموت اشلاء قبل ان اجهز كفناً آخر”.

السابق
من هي ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (2)
التالي
احالة ضابطين وموظفين ومتعهد في ملف أشغال سجن رومية للنيابة العامة