توقعات أميركية منخفضة حيال جنيف – ٢: لا فرص لبدء مرحلة انتقالية وتركيز على خطوات تحفيزية

على رغم نجاح الديبلوماسية الأميركية في الوصول إلى محطة «جنيف – ٢» بانطلاق أعمال المؤتمر، تعكس أجواء العاصمة الأميركية توقعات منخفضة حيال نتائجه. ويقول مسؤولون أميركيون سابقون لـ «الحياة» إن فرص إطلاق مرحلة انتقالية من خلال «جنيف – ٢» هي «صفر» حالياً، وإن تحقيق هدنة جزئية أو إطلاق مبادرات إنسانية هو أبعد ما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر.
ويقول المسؤول السابق في وزارة الخارجية والباحث الحالي في جامعة ليهاي الأميركية هنري بركي لـ «الحياة»: «إن انعقاد المؤتمر بحد ذاته هو إنجاز لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، خصوصاً بعد التقارير التي استبعدت حصوله قبل أسابيع». ويشير بركي إلى أن «جمع الطرفين في غرفة واحدة هو إنجاز وفيه اعتراف ضمني من نظام (الرئيس بشار) الأسد بالمعارضة التي ليس منذ وقت طويل كان يصف أعضاءها بالإرهابيين».
غير أن بركي لا يتوقع نتائج سياسية كبيرة من المؤتمر مثل إطلاقه مرحلة انتقالية، ويرى أنه في أفضل الأحوال «من الممكن أن يتوصل المجتمعون إلى وقف إطلاق النار محدود جغرافياً أو مبادرات إنسانية» لتحسين الواقع على الأرض. ويعزو بركي هذا السقف المحدود لـ «جنيف – ٢» إلى المناخ الإقليمي، وبسبب التباعد الكبير بين الأطراف المتنازعة ودول الجوار حول الأزمة. ويرى أن نضوج أي حل سيكون «وليد اتفاق إقليمي وليس بين روسيا والولايات المتحدة»، على رغم تأكيده محورية التأثير الأميركي في الضغط على كل من روسيا وإيران، «خصوصاً في ضوء المنحى الإيجابي للعلاقة الإيرانية – الأميركية».
ولا يعوّل المسؤول السابق عن الملف السوري في الخارجية فريديرك هوف على المؤتمر في تحقيق اختراق سياسي يغيّر مجرى النزاع. ويقول في إيجاز من مكتبه في مركز رفيق الحريري التابع لمعهد «أتلانتيك كاونسل»: «إن فرص مرحلة انتقالية قريباً هي صفر برأيي حالياً، والأسد رفض هذا الأمر وهدف «جنيف – ٢» من أساسه». ويضيف هوف: «أن الأسد كان على وشك الإعلان عن ترشحه للرئاسة في تصريحاته الأخيرة، وطبقاً لحساباته على أرض المعركة، فإن أي حديث عن مغادرته المنصب هو شيء من السخافة».
وأشار هوف إلى أنه على واشنطن استخدام المؤتمر لإبراز المعارضة وضمان حضور قوي لها، وأيضاً العمل لإبقاء الحديث خلال المؤتمر عن المرحلة الانتقالية والحل السياسي وعدم الانصياع لرغبة النظام وموسكو بالحديث عن الإرهاب. كما يعتبر هوف أن مؤتمر جنيف ومن بعده قمة دافوس يمثلان فرصة لواشنطن للضغط على إيران للضغط بدورها على الأسد، ويفسر الدعوة التي وجهت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإيران لحضور جنيف ومن ثم سحبها، مؤشرَ «سوء تنسيق على مستويات عالية إلى حد اعتبار بان أن بإمكانه تخطي واشنطن بإرسال الدعوة، ما استوجب رداً سريعاً وغاضباً من الإدارة الأميركية».

السابق
الصين: كل القضايا يجب أن تطرح في محادثات سورية بما فيها دور الأسد
التالي
لا إيران ولا الأسد ولا روسيا مع نقل السلطة