ميقاتي: لن ندخر جهداً للحفاظ على أمن طرابلس

نجيب ميقاتي

أكد الرئيس نجيب ميقاتي “اننا لن ندخر جهدا للحفاظ على امن طرابلس وتحقيق السلام في ربوعها من دون التوقف عند انتقاد او تحامل”. ولفت الى أن “جميع ابناء طرابلس هم صوت واحد في المطالبة بالأمن والأمان، وان تأخذ الدولة دورها وتصدر الاستنابات القضائية اللازمة في حق كل مخل بالأمن في هذه المدينة التي يحق لها ان تنعم بالهدوء”. وشدد، ردا على سؤال، على أن “طرابلس لن تتحول الى وكر لأحد، فهي لأهلها وقد عاشت الكثير من المعاناة منذ ايام مجازر باب التبانة في الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم، ومن حقها ان تنعم بالامان والاستقرار”.

 

وكان ميقاتي إنتقل الى طرابلس بعد ظهر اليوم حيث عقد سلسلة من الاجتماعات السياسية والأمنية، في اطار متابعة تنفيذ قرار التأكيد على تكليف الجيش اللبناني حفظ الأمن في المدينة.

 

وفي هذا الاطار، عقد الرئيس ميقاتي إجتماعا ضم: الوزير احمد كرامي، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة، روبير فاضل، بدر ونوس، والسيد احمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي.

 

كما التقى الرئيس مشايخ وعلماء وفاعليات وشخصيات طرابلسية اكدت دعمها الكامل لجهوده، مشيدة بقرار تكليف الجيش اللبناني الأمرة على الأجهزة الأمنية، معتبرين ان ذلك “كفيل بإعادة الأمن والاستقرار الى ربوع الفيحاء”.

 

لقاء صحافي

وعقد ميقاتي لقاء صحافيا قال فيه: “أهلا بكم والمباركة الحقيقية تكون عندما يسود الامن والامان في مدينة طرابلس. هذا هو هدفنا وخيارنا واكرر ما سبق وقلته من اننا لن ندخر جهدا للحفاظ على امن طرابلس وتحقيق السلام في ربوعها، من دون التوقف عند انتقاد او تحامل. هدفنا واحد وهو امن مدينة طرابلس وامانها. بالأمس حصل التباس معين بشأن قرار تكليف الجيش واعتبر البعض ان القرار ينص على جعل المدينة منطقة عسكرية، وهذا الكلام غير صحيح وقد نفيناه على الفور، لأن القرار بجعل أي مدينة منطقة عسكرية يلزمه بعض الاجراءات الاساسية منها صدور قرار عن مجلس الوزراء وفق المادة الرابعة من قانون الدفاع الوطني، ولا يجوز أن نصل الى هذا الامر”.

 

أضاف: “ما تقرر هو وضع كل الاجهزة الامنية في طرابلس تحت أمرة الجيش اللبناني. الظروف صعبة، وفي كل جولة عنف لم تكن المسؤوليات الأمنية واضحة تماما، من هذا المنطلق قررنا ان تكون كل القوى الأمنية في طرابلس تحت امرة الجيش اللبناني بهدف واحد هو ضبط الأمن، وهذا لا يكون بالوقوف مع فريق ضد آخر، بل التعاطي بالتساوي مع كل المناطق. عندما تكون هناك 14 حالة وفاة في منطقة معينة جراء القنص من منطقة اخرى، فهذا الأمر يحتاج الى معالجة، خصوصا عندما يكون القنص “من فوق الى تحت”.

 

وتابع: “يجب وقف هذه العمليات لكي نستطيع تأمين الحماية والأمان لكل اهل طرابلس، وكل من تسوله نفسه التطاول على القوى الأمنية، حتما لن يستطيع ان يحظى بحماية احد او بتغطية من أحد. كل ابناء طرابلس صوت واحد في المطالبة بالأمن والأمان وان تأخذ الدولة دورها وتصدر الاستنابات القضائية اللازمة في حق كل مخل بالأمن في هذه المدينة التي يحق لها ان تنعم بالهدوء. هناك ظروف متعددة تتحكم بالأوضاع اليوم، ولا ننسى ما حصل اخيرا من تفجيرين في مسجدي السلام والتقوى، ومن هذا المنطلق لا يمكن لنا ان نقبل بأي تساهل او مساومة على ارواح الضحايا الذين سقطوا، خاصة وان خيوط الجريمة وتفاصيلها باتت معروفة”.

 

وقال: “نحن نطلب اليوم استكمال تطبيق الاجراءات الأمنية واتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية اللازمة، خصوصا أن المدينة كلها تعبر باستمرار عن تمسكها بخيار الدولة وترفض الميليشيا والأمن الذاتي، وهناك اعداد كبيرة من ابناء طرابلس في عداد الجيش اللبناني. كونوا على ثقة بأن لا تهاون في متابعة هذا الملف، والدولة تقوم بواجبها كاملا، وعليها حماية المواطنين، ومعاقبة كل من قام بتفجيري مسجدي التقوى والسلام. ونتمنى من الجميع التعاون ومؤازرة الجيش، وانا على يقين بأن الجيش اللبناني يقوم بدوره على أكمل وجه”.

 

وردا على سؤال عن أسباب عدم توقيف “قادة المسلحين”، قال: “الجيش اللبناني يملك الصلاحية الكاملة لإتخاذ القرار وتحديد التوقيت. وفي الاجتماع الذي عقدناه فخامة الرئيس وانا مع قائد الجيش، أكدنا هذا الموضوع. وحتما لن تنتهي الأمور بين ليلة وضحاها، لكن الجيش سيقوم بالتأكيد بكل الاجراءات الضرورية والمناسبة لتنفيذ المهمة التي كلف بها، وهي لا تتعلق فقط بمعالجة أوضاع طرابلس، بل بصون هيبة الدولة من خلال فرض سلطة الجيش في مدينة طرابلس”.

 

وردا على سؤال آخر، قال: “نحن نؤكد أن الجيش اللبناني يملك كل الغطاء السياسي من كل الفئات اللبنانية من دون استثناء، وهو يقوم بمهمته كاملة بتأييد من كل اطياف المجتمع اللبناني. أما في شأن المسلحين في الشارع فأقول نحن نجدد التأكيد بأن لا غطاء سياسيا لأي مخل بالأمن، والجيش لديه الصلاحية اللازمة لضبط أي إخلال أمني في كل المناطق وبعدل، وليس التعاطي مع الموضوع بمكيالين”.

 

وردا على سؤال عن إعلان بعض من صدرت في حقهم مذكرات توقيف تمردهم على الدولة، قال: “حق الدولة لا يموت، ولا يمكن التساهل فيه. أما التوقيت فمسألة تحددها الظروف. والأهم لدينا الآن هو استتباب الأمن، ثم تنفيذ المذكرات، وقد كلف الجيش القيام بهذه المهمة خلال فترة زمنية معينة”.

 

وعن دعوة البعض له للاعتكاف، قال: “لست بوارد الاعتكاف، وعلينا القيام بمسؤولياتنا كاملة في هذه الظروف الصعبة، ودعم الجيش اللبناني للقيام بمهماته كاملة، ولو كانت خطوة الاعتكاف تفيد مدينة طرابلس لقمت بها”.

 

وردا على سؤال عن قول الرئيس سعد الحريري إن “طرابلس لن تتحول إلى وكر من أوكار النظام السوري”، قال: “حتما لن تتحول طرابلس إلى وكر لأحد، فطرابلس لأهلها، وعاشت الكثير من المعاناة منذ أيام مجازر باب التبانة في الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم، ومن حقها أن تنعم بالامان والاستقرار”.

 

وردا على سؤال عما اذا كان النظام السوري هو الذي يعيث فسادا وخرابا بطرابلس، قال: “هناك حالة معينة في طرابلس تقوم بخروقات امنية من حين الى آخر، ونحن نقوم بوضع حد لها بكل معنى الكلمة”.

 

الجسر

من جهته، قال الجسر في ختام الاجتماع مع الرئيس ميقاتي: “تابعنا الاجراءات التي بدأ تنفيذها على أثر الاجتماع الذي عقد يوم امس في بعبدا، وأكدنا مسألة أساسية، وهي تطبيق الأمن بحزم وعدالة، وبالتوازن”.

 

واشار الى أن “فرض الأمن يتطلب استعمال القوة من دون افراط. لدينا ثقة بالجيش واي قرار سيصدر يجب تنفيذه، ونحن سنتابع هذا الامر بصورة دائمة”.

السابق
نجاة عائلة من الموت اثر حريق مفتعل في خزان وقود لسيارة في جب جنين
التالي
حصيلة الاشتباكات في طرابلس منذ السبت بلغت 11 قتيلا و112 جريحا