أوتوستراد فوق صيدا: يعزلها عن محيطها؟

رئيس بلدية صيدا محمد السعودي
أعدّت شركة "تيم" دراسة أثبتت أنّ 92 % من السيارات التي تمر في صيدا هي سيارات عابرة لا تتوقف داخل المدينة، والأوتوستراد الجديد سيخفّف الضغط عن المدينة. لكن كثيرين يتوقعون أن "يعزل المدينة عن مصيرها".

بتاريخ 24 تموز 2013 أعلن المجلس الأعلى للتنظيم المدني قراره رقم 29 المتخذ في جلسته المنعقدة بتاريخ 17/7/2013، والمتضمن إعلان المنطقة الشرقية من الوسطاني في صيدا منطقة فرز وضم عام، بناء على قرار بلدية صيدا رقم 8 تاريخ 14/5/2013 والمتضمن طلب تحرير المنطقة من التخطيط العام لمرور اوتستراد شرقي المدينة وإجراء تحسينات على عقارات المنطقة. وتبلغ مساحة المنطقة نحو مليون وثلاثماية ألف متر مربع، موزعة على 228 عقاراً.

وأعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي القرار في مقابلة تلفزيونية يوم 21 أيلول 2013، وقد تفاوتت ردود الفعل على القرار في المدينة: “أعرف أن القرار بحاجة إلى مرسوم من مجلس الوزراء ليكون نافذاً، لكن علينا أن نقوم بخطوات تنفيذية، نكون جاهزين لتنفيذها فور اتخاذ المرسوم”، يقول السعودي في حديث لـ”جنوبية”.

وحول الدراسة المطلوبة لوضع خارطة تفصيلية لعملية الضم والفرز، يوضح السعودي: “طلب أحد المكاتب الهندسية المتخصصة مبلغ 190 ألف دولار أميركي لتنفيذ الدراسة، وهذا يفوق قدرة البلدية، لذلك سننظم مسابقة بين طلاب الجامعات لاختيار أفضل ثلاثة اقتراحات، ونكون وفرنا قسماً أساسياً من كلفة الدراسة بالإضافة إلى الاطلاع على وجهات نظر عدد من الجامعات المهتمة”.

وعن كيفية إيجاد التمويل اللازم لتنفيذ البنى التحتية للمنطقة، أي كلفة شق الطرقات وإنشاء شبكة صرف صحي وشبكة مياه الشرب بالإضافة إلى شبكتي الهاتف والتيار الكهربائي، يشير السعودي إلى “السعي في كل الاتجاهات لإيجاد التمويل المطلوب من دون أن يحدد الجهات المقصودة”.

وحول الحديث الرائج عن إمكانية استفادة بعض الأشخاص على حساب آخرين، يجيب السعودي: “أعتقد أن عملنا في المشروع يجب أن يتميز بالشفافية والعدل، لذلك سأسعى لتشكيل لجنة محايدة لتشرف على تنفيذ المشروع”. يصمت برهة، ثم يضيف: “ربما كان أحد الاقتراحات تسعير كل عقار حسب قيمته، ويتم الفرز لاحقاً حسب قيمة كل عقار قبل الفرز ونكون قد اقتربنا من الفرز العادل.

ويكمل: “لقد التقيت بلجنة من مهندسي المدينة للاطلاع على آر”ائهم. ربما لهم اقتراحات أفضل للتنفيذ”.

أما عن مشروع الاوتستراد، واستحالة اتخاذ مجلس الوزراء مرسوم بدون تخطيط جديد للاوتستراد، يقول السعودي: “أصلاً كانت هناك استحالة لتنفيذ الاوتستراد لأن تخطيطه يمر عبر مخيم عين الحلوة ويعني ذلك عدم إمكانية تنفيذه في المستقبل المنظور. ومن جهة أخرى فإن المدينة بحاجة إلى مساحات إضافية للبناء والاستثمار، خصوصاً أن مساحة المدينة العقارية صغيرة نسبياً، لذلك فقد تقدمنا بخارطة جديدة تلحظ مرور الاوتستراد من مدخل صيدا الشمال نحو شرقها ثم ينعطف نحو الجنوب”.

وعن إمكانية أن تصير المدينة مطوقة ولا علاقة تجارية لها مع محيطها، يوضح السعودي أنّ “الدراسة التي أعدتها شركة تيم تبين أن 92 % من السيارات التي تمر في المدينة هي سيارات عابرة، وربما يخف الضغط عن المدينة، “مع القناعة أن مشروع الاوتستراد المقترح من قبلنا لن يبصر النور قبل خمسين عاماً إذا استمر الوضع على هذا المنوال”.

السابق
اصحاب المنازل المدمرة في القاع اعتصموا على الطريق العام
التالي
العربي: جنيف 2 سيعقد في 23 تشرين الثاني