لماذا العيد عيدين في لبنان؟

العيد
متى يبدأ عيد الاضحى؟ من يحدد يوم وقفة عرفة؟ هل يجوز الاختلاف على هذا اليوم؟ فقهيا وتقنيا؟ وهل كل بلد يمكنه أن يتحرّى هلال ذي الحجة كما هو الحال بالنسبة لهلال شوال؟ وهل أول أيام العيد مرتبط بالزمان أو بمناسك الحج التي يؤديها الحجاج في المملكة العربية السعودية؟ ام بالسياسة والعلاقات بين الدول؟

في حين ينعم حجاج بيت الله الحرام بأداء فريضة الحج على الاراضي المقدسة، تشهد بعض الدول العربية والاسلامية جدلا وارتباكا بسبب الاختلافات حول اليوم الاول للعيد.
فقد بات العيد بلبنان مقسوما منذ سنوات طويلة. وهذا العام، سيعيّد قسم من الشيعة، كما فعلوا في عيد الفطر، يوم الثلاثاء، وفقا لما حددته السعودية والمرجع السيد محمد حسين فضل الله، في حين ان القسم الاكبر منهم سيعيّد يوم الاربعاء، بالرجوع الى كلّ من المرجع السيد على الخامنئي، والمرجع السيد علي السيستاني. وذلك على عكس باقي الدول الاسلامية.
تستند تلك الدول في تحديد يوم العيد الى ان لجانها الشرعية لم تتحقق من رؤية الهلال عشية الاثنين. ويعود هذا الامر الى اختلاف الفقهاء حول تلك المسألة. إذ تتعدد الآراء حول هذا الاختلاف. فهناك دول ترى ان وسائل رؤية الهلال يجب ان تكون سببا رئيسا في تحديد يوم العيد، وفقا لما يسمّى “الرؤية الشرعية”. وذلك حين ترى لجنة متخصصة هذا الهلال رؤية بصرية، بأم العين، كي تحدد بداية الشهر القمري. بينما تعتمد دول أخرى على الحساب الفلكي.
آراء أخرى ترى ان الاختلاف الطائفي والمذهبي يلعب دورا كبيرا في هذه المسأل، فعلى سبيل المثال إيران ذات الاغلبية الشيعية نادرا ما تتفق مع بقية الدول السنية. والسبب هو سعي دول وجهات الى خلق “تمايز” أمام جمهورها، كي لا يشعر بـ”الذوبان” في محيطه، عادات وأعيادا وخلافه.
منذ أكثر من 10 سنوات كان الخلاف محدودا حول عيد الاضحى، وذلك لانه يوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، التي تحددها السعودية. من هنا كان ينطلق الرأي الفقهي للسيّد فضل الله، حول عيد الاضحى، وكان يقول بجواز موافقة ما تعلنه الجهات الشرعيّة في الدّيار المقدّسة من تحديد يوم عرفة ويوم العيد، فيجوز العمل وفق إعلانهم، حتّى لو قطعنا بمخالفته للثّبوت الشّرعي.. ويصحّ الحجّ، ولا تجب إعادته بناءً على الأدلّة في هذا المجال الّتي منها ما ورد عن الأئمة (ع) من جواز موافقتهم في الوقوف والأضحى.
ساعدت الاختلافات السياسية والاصطفافات في المواقف بين الدول في تغيير هذه القاعدة وتبديل الامور. إذ باتت إيران تحدّد رؤيتها للهلال وفقا لاجندة سياسية. فإذا أرادت ان تظهر توافقا مع بعض الدول العربية تزامن اعالن عيد “ها” مع عيد “العرب”، كذلك يفعل آخرون، منهم ليبيا – القذافي مثلا.
ربما اعتاد المواطنون اللبنانيون على الانقسام والاختلاف وتقسيم العيد عيدين، والفرحة فرحة و”اختلافا” و”خلافا”. لكن الالتباس الاساسي يكمن لدى الحجاج الواقفين على جبل عرفة في السعودية: فهل تنتهي مناسك الحج عندهم والتضحية بخروف العيد يوم الثلاثاء او الاربعاء؟ وهل نهاية الحج الصحيحة هي تلك التي تحدّدها السعودية لوقفة عرفة؟ أسئلة عديدة تطرح ولطمأنة الناس يقال ان المناسك صحيحة ولا فرق او خلاف على يوم واحد!

السابق
نادين الراسي تعايد جمهورها
التالي
الامتناع عن استخدام الاسهم النارية والمفرقعات