بعد رامي علّيق.. 11 أكتوبر: ثورة الطربوش

الثورة على رفع سعر "الطربوش" (راس العبد سابقا) يثير العديد من ردود الفعل، فتاريخ طفولة كاملة تنسفها الشركة المعنية للحصول على الربح السريع والوفير. ربما تكون الثورة على ارتفاع بدلات البنزين والخبز والكهرباء والماء والمدارس أمر ضروري ومحق، ولكن الاكيد ان للامور الصغيرة مفاعيل كبيرة ترتد على كافة الامور الحياتية اليومية للمواطنين.

من منا لم يشتر في صغره “الطربوش” أو ما كان يعرف “براس العبد”. تغيّر إسمه لاسباب إجتماعية وإحتراما للعرق الاسود، وربما يكون السبب في تغيير سعره هو الرغبة في تمدين الاسم، فرفعت شركة “غندور” السعر من 250 الى 500 ل.ل.
هذا الامر أثار ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لدوبلة سعره مطالبين الشركة بإبقاء سعره القديم، لكي يبقى بمقدور أطفال هذا الجيل شراء “الطربوش”، ومعرفة ذاك المذاق الذي جربه المئات وتربى على طعمه الآلاف.

اشتعلت صفحات “الفايسبوك” و”التويتر” بالتعليقات الساخرة، وأطلق عدد من الناشطين صفحة بعنوان “ثورة الطربوش…رجاع بـ250 ليرة تنحطك عراسنا من فوق” (لينك الصفحة هنا)، وانهالت ذكريات الطفولة والمواقف الرافضة، معتبرين ان القضية لم تعد بالطربوش بل تتعداها لتطال معظم الامور الحياتية التي يعاني المواطنين من ارتفاع اسعارها.
كتب الناشطون رسالة جاء فيها: “طربوش مارق على راس الكل، طربوش ربي معنا وربينا عليه…فتش دور حواليك يمكن صعب تلاقي حدن ما بحب الطربوش، أو حدن مش مارق عراسو هل طربوش. بـ250 ليرة كنا نشتري الطربوش ونتلذذ بطعمتو الطيبة، وهالطربوش كان للغني وللفقير للكبير وللصغير. كنا لما نفوت على الدكان او حتى السوبرماركات لنشتري الغراض ويفضلنا مع البياع ربع ليرة تلقائياً كنا نفكر إنو بهل ربع حنشتري الطربوش.
اليوم قرروا يزيدوا سعروا تيصير بـ500 ليرة…اليوم صدر الحكم بتحويل الطربوش من أكلة شعبية بمتناول الجميع…لأكلة مميزة يمكن كتار مننا ما حيعودوا يشتروها هلطربوش يلي كان يزرع البسمة كل مرة نتعوم كريما نحن وعم ناكلو، يحرك فينا الحماسة كل مرا نتشارط نحن ورفقاتنا مين بياكل أكتر عدد من اليوم ورايح حيتغير “.

هذه الرسالة البسيطة لاقت رواجا كبيرا على الفايسبوك، فيقول Imène A. Hammoud: “لو بيي تحت ترابو بيعرف إنو راس العبد صار بـ500 ليرة كان قام من قبرو وطربش الدني فوق راسن وقبرهم معو”.
وأكدت مؤسسة الصفحة الصحافية Rania Hamzeh قائلة: “أصدقائي ثورة الطربوش مكملة، هل خبرية يلي بلشت فجأة يلي البعض فكرها مزحة، حتكبر وتوصل للإعلام…هي ثورة بأبعاد كتيرة، هي اختبار لقدرة المواطن اللبناني على انو يلاقي قاسم مشترك بينو وبين أخو اللبناني”.
يعلق Mustafa Al-Soukhni ‏ على تويتر “على رأي المثل الي مالو قديم مالو جديد”، وبالنسبة لـJoudy “اللي مابيعرف هادا الاختراع ومااكلو مايعتبر حالو عايش عالكرة الارضية بنوووب”، أما jana nasrallah فتقول: “طربوش غندور صار
حقو ٥٠٠ ليرة وقت كان إسموا راس العبد كان حقو ٢٥٠ ليرة،،، العنصرية أوفر بكثير”.

في المحصلة قد يرى البعض هذه الثورة “غبية” او ربما سخيفة ولا تحتمل المزايدة عليها، لكنّ الاكيد أن للمسألة أبعادا أخرى عن كيفية تمرير الامور دون ان نشعر بذلك، وكيف ان كل مياه تجري من تحت ارجلنا دون ان يكون لنا أي قرار او رأي..
والأكيد أنّ “ثورة الطربوش” تلاقي رواجا أكثر من ثورة رامي علّيق.

السابق
بري إعتذر عن عدم تقبل التهاني بالعيد وتلقى برقيات من اوباما ورؤساء
التالي
ورشة عمل للوقاية من التحرش الجنسي