الشرق الأوسط : لبنان يوقف متورطا بقضية العبارة الإندونيسية ويتعرف إلى آخرين في شبكات تهريب وزير الخارجية يكلف سفيره في ماليزيا متابعة الناجين وتسلم الجثث

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول : اعتبر الرئيس المكلف تشكيل حكومة لبنانية جديدة تمام سلام أن “المأساة الإنسانية التي أدت إلى غرق سفينة متجهة من إندونيسيا إلى أستراليا، يوم الجمعة الفائت، وأدت إلى وفاة عدد من اللبنانيين الأبرياء الساعين إلى التفتيش عن حياة جديدة ولقمة عيش لهم ولعائلاتهم في أقاصي الدنيا هربا من حياة البؤس والشقاء في وطنهم، تحولت إلى مأساة وطنية بامتياز يتحمل مسؤوليتها كل من ساهم في إخضاع اللبنانيين لمزيد من القهر واليأس”.
وقال، أمام وفود زارته في دارته في بيروت أمس، إن كل ذلك يحصل “فيما الوطن غارق في نزاعات وفوضى وفساد يتقاسمها أصحاب النفوذ والمستفيدون من كل الفرقاء الذين يمعنون تفتيتا وتقسيما طائفيا ومذهبيا في طول البلاد وعرضها لمكاسب واهية ووهمية”، مؤكدا أنه “آن الأوان لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم”.
وتزامنت مواقف سلام مع إعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل أمس توقيف القضاء اللبناني شخصا من شمال لبنان للتحقيق معه، إضافة إلى معرفة القضاء بأسماء لبنانيين متورطين في الخارج يعملون في شبكات تهريب إندونيسية وأسترالية.

وفي إطار متابعة عملية انتشال الضحايا وإعادة الناجين، كلف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عدنان منصور سفير لبنان في ماليزيا علي ضاهر الانتقال إلى إندونيسيا لمتابعة تسلم الناجين وجثث اللبنانيين الذين قضوا في غرق العبارة التي كانت متوجهة إلى أستراليا.
وكانت السلطات الإندونيسية والأسترالية أعلنتا أمس الاستمرار في التفتيش عن ضحايا العبارة الإندونيسية، وبينهم عشرات اللبنانيين، الذين كانوا في رحلة تهريب غير شرعية إلى أستراليا. وقد أعلن أمس عن ارتفاع عدد الجثث المنتشلة إلى 28 ضحية، بعد إنقاذ 25 شخصا من ركاب العبارة من جنسيات عدة، وسط ترجيحات بأن عدد ركاب العبارة تجاوز المائة.
وفي حين من المقرر أن يغادر وفد ثان من أهالي الضحايا المتحدرين من بلدة قبعيت في عكار إلى إندونيسيا اليوم للتعرف على جثث عدد من الضحايا، أعلن المواطن علي أحمد المصري من بلدة برقايل بأن شقيقه باسل (21 عاما) هو في عداد مفقودي المركب الإندونيسي ولم يعرف عنه شيء حتى الآن.
وتحدث المصري عن “وسيط لبناني من منطقة الضنية، كان أحد مسهلي العملية، مطالبا الدولة بـ”التحقيق مع المتورطين”، ومؤكدا استعداده لـ”تسمية أحد هؤلاء المتورطين الذي كان يكذب على الأهالي يوم الثلاثاء الماضي ويقول للمتصلين به، وهو في إندونيسيا، بأن أبناءهم قد وصلوا إلى الجزيرة الأسترالية. وحين انكشفت المأساة يوم الأربعاء الماضي أقفل هاتفه”. وذكر أن شقيقه دفع مبلغ 10 آلاف دولار لقاء تأمين بلوغه أستراليا، لافتا أن “أكثر من 200 لبناني تعرضوا مثله لهذه المأساة”.
وفي بلدة قبعيت، حيث يتحدر 18 ضحية من ضحايا العبارة الإندونيسية، تسعة منهم من أسرة واحدة، أقيم أمس لقاء تضامني مع أهالي الضحايا، حمل المتحدثون فيه الدولة اللبنانية مسؤولية غرق عشرات اللبنانيين الباحثين عن لقمة عيشهم بسبب الوضع السيئ والفقر الذي كانوا يعيشونه في لبنان، مطالبين بإطلاق عجلة الإنماء في منطقة عكار المحرومة اقتصاديا وإنمائيا.

السابق
الحياة : حزب الله يعتبر الاشتباكات حادثا فرديا … وسليمان يؤجل زيارته للسعودية الجيش يعد الهدوء الى بعلبك وينتشر في مناطق الاحتكاك لمنع امتدادها
التالي
بصبوص سيصدر خلال أيام تشكيلات تشمل أكثر من 200 ضابط وعنصر