حيتان تعيش على لحم فقراء لبنان

لبنان
إلى متى سيبقى اللبناني عرضة للحوادث والموت خلال البحث عن لقمة العيش في بلاد الاغتراب؟ إلى متى سيبقى المسؤولون غارقين في مصالحهم وسرقاتهم التي لا تنتهي وغافلين الوضع الاقتصادي والاجتماعي الامني السيء الذي يحول بوصلة المواطنين الى الخارج حتى ولو بطرق غير شرعية؟ ومن يتحمل مسؤولية تلك الكوارث "الاغترابية" التي يتعرض لها اللبناني في مختلف بلاد الاغتراب؟

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لم يقطع سفرته بل عاد مختتما زيارته نيويورك. وفور وصوله تابع موضوع المركب الذي غرق قبالة سواحل أندونيسيا. وأوعز الى المعنيين بمتابعة الموضوع واتخاذ الاجراءات اللازمة.

كذلك طلب الرئيس نجيب ميقاتي من السفارة اللبنانية في اندونيسيا اتخاذ الاجراءات المناسبة لتأمين اعادة اللبنانيين الذين نجوا من حادثة غرق الباخرة، وتحديد عدد القتلى والمفقودين في مياه البحر، وإعادة رفات من يتم سحبهم الى ذويهم في لبنان.

الاكيد ان الغرقى بالعشرات، نساء وأطفالا، وشبابا وصبايا، والناجون 18 ممن أسعفتهم إمكانياتهم في السباحة بالوصول الى جزيرة ما بين أندونيسيا وأستراليا. وما زال هناك العشرات في عداد المفقودين من بين 120 راكباً في قارب كان يتجه بكادحين باتوا مهاجرين غير شرعيين من أندونيسيا الى أستراليا بمعظمهم من اللبنانيين.

كأنه لم يكف اللبنانيين سلسلة الأزمات التي تحاصرهم حتى يصاب أبناء قبعيت في عكار بكارثة غرق السفينة التي كانت تقل ما يزيد عن 65 لبنانياً بالقرب من شواطئ أندونيسيا في طريقهم إلى أستراليا بصورة غير شرعية ما أدّى إلى وفاة أكثر من 16 شخصاً نصفهم تقريباً من عائلة واحدة.

وهذه ليست المرة الاولى التي تحصل مثل هذه الحادثة. فاللبناني “مشهور” بغربته كشهرة شجر الارز. بلد الارز والبحر والجبل يخسر سنويا العشرات من ابنائه إما على طريق الغربة او في بلادها.

غالبا ما يكون ابناء الجنوب هم ضحايا هذا المسلسل الكارثي الذي لا ينتهي منذ طائرة كوتونو البوينغ 727 العام 2003، التي راح ضحيتها أكثر من 100 لبناني، كان معظمهم من أبناء الجنوب، من صور، ميس الجبل، حناويه، الزرارية، الخرايب، النبطية وغيرها من القرى الجنوبية التي ودعت أولادها الباحئين عن لقمة العيش لينقلوا بعدها بالانعاش الى القبور.

وبعدها حادث سقوط طائرة بوينغ 800_737 خلال رحلة من بيروت الى اديس أبابا، العام 2010 والتي ذهب ضحيتها أكثر من 90 شخصا، بينهم 52 لبنانيا. لا يزال أكثر من نصفهم يقبع في عرض البحر بسبب المماطلة وما رافقها من تحقيقات “هوليوودية” منعت الاهالي من الحصول على رفات ابنائهم، ولهذه الغاية تقوم تلك العائلات بالتوجه الى شاطىء البحر وترمي الورود في ذكرى وفاة أولادها على الشواطىء اللبنانية.

وقد كشف موقع “ويكيليكس” عن أن طائرة الركاب الإثيوبية ربما كانت ضحية لعملية تخريب قام بها جهاز “الموساد” الإسرائيلي لاعتقاده أن هاشم صفي الدين القيادي بحزب الله موجود على متنها.

ولا يمكن إغفال ما يتعرض له اللبنانيون في الدول الافريقية من هجمات متكررة على اللبنانيين، من نيجيريا الى زائير وأنغولا والى عمليات الخطف والفدية المتكررة لكبار المستثمرين اللبنانيين في مختلف الدول الاوروبية والافريقية. كل ذلك ولا أحد يتحمل المسؤولية وتكتفي الحكومات بالتعزية والتنديد والمطالبة بحماية اللبنانيين.

هذا هو اللبناني، والحال التي وصل إليها، هائماً في محيطات الهند والسند بحثاً عن لقمة العيش وعن الأمن والأمان. وأسماك القرش وحيتان المحيطات، البخرية والمالية والسياسية، أكبر المستفيدين، إذ تعيش على لحم المغتربين اللبنانيين.

السابق
شربل: حاجز «حزب الله» في بعلبك سيتم استبداله بأخر للجيش اللبناني
التالي
إتصال أوباما – روحاني: أميركا ليست إسرائيل؟