دبلوماسي أميركي : عصر التراجع البريطاني في الشرق الاوسط وأوروبا بدأ

أشار دبلوماسي أميركي عمل طويلا على ملفات الشرق الاوسط وايران عبر “الراي” الكويتية الى أن “رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بدا برفضه مشاركة الولايات المتحدة كحليف في الحرب المقبلة، وكأنه ضمّ صوته لايران صارخاً في وجه اوباما كلا كلا للشيطان، كلا كلا لأميركا”، لافتاً الى ان “الانزعاج الاميركي من الموقف البريطاني يتمّ التعبير عنه في أروقة إدارة اوباما عبر وصْف كاميرون بالسياسي ليس المندفع بل المتسرّع، كونه قدّم الى مجلس العموم مشروع الدعم للضربة العسكرية الأميركية من دون ضمان النصاب الكافي لتأييده، ولوثوقه بدعم منافسه التقليدي على رأس حزب العمال ايد ميليباند، الذي خرج منتصراً، اما كاميرون فبدا ذليلاً عندما اضطُر الى مخاطبة أوباما عبر الهاتف قائلاً له، ولمرّات عدة: أنا آسف”.
ورأى هذا الدبلوماسي ان “بريطانيا كانت بذلت جهداً كبيراً لإقناع الرئيس الاميركي بوجوب عدم إبقاء الأسد في موقعه وضرورة إزاحته ولو بالقوّة، وهي اعتبرت ان الفرصة متاحة الآن بعد اتهام الرئيس السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية، وتالياً يجب القيام بشيء ما”، مشيراً الى ان “اوباما كان حذراً وأقلّ اندفاعاً على مدى أكثر من عامين من الحرب في سورية، وهو لم يقتنع يوماً بوجوب التدخل المباشر بعدما خرج من حرب العراق ويحاول جاهداً التعامل مع مخلفات حرب افغانستان”.
وقال الدبلوماسي، الذي لم ينفكّ عن متابعة سياسات بلاده في الشرق الاوسط اللاهب:”لم يكن سهلاً إقناع الرئيس (اوباما) بالتدخل في النزاع السوري، وعندما قرّر الذهاب الى الحرب هناك بعد طول عناء، جاءت المفاجأة غير السارة من البرلمان البريطاني، فوجد أوباما نفسه من دون حليفه التاريخي – الطبيعي في القارة العجوز (بريطانيا)، ليبدأ البحث عن عجوز آخر، بحسب وصْف وزير خارجيته جون كيري، لفرنسا”، معتبراً ان “كاميرون، الذي أخفق امام منافسيه في الداخل وتَسبّب بخيبة أمل لدى حليفه في الخارج (اميركا)، بدا كـ مَن يطلق الرصاص على قدمه”.
ولفت الدبلوماسي، الذي كان مهتماً بمتابعة حركة اوباما في قمة العشرين وبقراءة تقاسيم وجهه، الى ان “عصر التراجع البريطاني في الشرق الاوسط وفي اوروبا بدأ، من وجهة نظر اميركا، فالمملكة المتحدة تملك نفوذاً محدوداً في الشؤون الدولية يتمثل اليوم بصوتها في مجلس الامن، كواحدة من دول الفيتو الخمس، وتالياً عليها اعادة اختراع نفسها من جديد كي تجد مكاناً لها من دون حليفتها الولايات المتحدة، وأعتقد ان هذا الأمر لن يكون سهلاً”.

السابق
الموت يتربّص بالمسافرين عبر مطار دمشق
التالي
برلمانيون روس يلغون رحلة لواشنطن بسبب رفض الكونغرس استقبالهم