الله أكبر… على أميركا

جون مكين

لو أن أحدا من المسلمين عطس في واشنطن، وقال الحمدلله، لأصبح المطلوب رقم واحد في أميركا بطولها وعرضها، ونُهشت سمعته، ولقالت وسائل الإعلام فيه ما لم يقله أحد من العالمين!
قبل أيام ظهر صاحب الرحلات المكوكية الشهيرة إلى قاهرة المعز، السيناتور الإخونجي والمتعاطف مع جماعة الإخوان المصرية جون ماكين على إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية، شارحاً لمذيعي إحدى البرامج معنى الله أكبر، في تعليقه على فيديو للثوار السوريين وهم يكبرون فرحاً في إحدى المعارك!…
يا سبحان الله، هل أصبح حمد الخالق وشكره، تهمة تستوجب التشهير، تبا للجهل كم هو مجرم ماحق ساحق، فبالرغم من الحداثة والتطور والنهضة العلمية الشاملة التي وصلت إليها أميركا، إلا أنها عجزت أن تزرع في شعبها روح التسامح واحترام الأديان السماوية والعقائد الأخرى، والدليل قنوات الشر التلفزيونية التي تسعى وبشتى الطرق والحيل الخبيثة إلى كل ما يسيء إلى المسلمين في تهييج مقصود وواضح دون أن يكون هناك ردة فعل رسمية!
هناك سؤال يتردد في أوساط المسلمين دوما، ماذا لو كان اليهود هم من يتم استهدافهم وشتمهم والإساءة إليهم يوميا في هذه القنوات العفنة؟ هل سيلتزم البيت الأبيض والكونغرس الصمت؟
ردة الفعل ستكون قوية وعنيفة، تجعل من يجرؤ على الإساءة إلى اليهود عبرة لمن يعتبر، كما حدث في السابق لإحدى الشخصيات الأميركية التي غُيبت عن الحياة العامة ومحي ذكرها نهائيا بعد مقتله في ظروف غامضة لأنه امتلك الشجاعة وحذر من الخطر اليهودي على أمن أميركا القومي!
الولايات المتحدة وصلت إلى المريخ، وفي جعبتها الكثير من الطموحات، إلا أنها تعتبر من الناحية الإنسانية دولة فاشلة، فاحترام العقائد والأديان لديها يأتي في ذيل الركب، وإن كان هناك من احترام فهو لليهود فقط، وما عداهم فليس لهم حقوق ولا هم يحزنون!

السابق
إلى أين تأخذنا الانعزالية؟
التالي
حول ضربة خالية من عنصر المفاجأة