ذكريات فريال كريم

ذكريات فريال كريم
«ذكريات مع فريال كريم»، كتاب مرجع او «كتاب فيلم» كما سمّته الكاتبة سوزان عبده معماري، تهديه الى كل محبّي سفيرتنا الى الضحك، الى كل من ساهم في عدم نسيانها، وبكل بساطة الى بسمَة لبنان الخالدة.
ظاهرة فنيّة كوميدية لا تتكرّر. من منّا لا يذكرها في “الدنيا هيك”، وابراهيم أفندي، مسرح شوشو، مسرحيّات صباح، مشاركاتها مع دريد لحام. تصفها المؤلّفة بالفنانة غير الاعتيادية التي تعتبر الفن مسألة حياة وقضية وجود، عاشت لتضحك، وكانت تردّد غالباً: “ما أجمل أن يموت الانسان من الضحك”.

كتاب “ذكريات فريال كريم” يعرض سيرة الكوميدية الرائدة منذ بداياتها، وزواجها بمحمد كريم على رغم عدم موافقة اهلها، الى أن اصبحت “الليدي” فريال او ملكة الضحك التي تميّزت بدور “ام خبار” وفي كل المسلسلات التي أدّت فيها أدواراً لا تُنسى.

عرضت المؤلّفة الزميلة سوزان معماري في الكتاب لسيرة فريال بطريقة إنسيابيّة على شكل فيلم سينمائي، فيها الكثير من التقدير والحنين، هي التي تمنّت أن تُقابل الفنّانة الكبيرة ولكنها لم تستطع.

وتقول معماري: “بعد وفاة فريال، التقيت بجميع محبّيها والذين عملوا معها، خصوصاً ابنتها منى، وهذا جعلني اشعر أكثر واكثر بأن فريال لم تزل معنا، وانّ ذكراها ستبقى الى الأبد، كواحدة من الكوميديّات القلائل اللواتي أضحكننا بعفوية وبلا تكلّف”.
في الكتاب، ذكرت المؤلفة كيف واجه الوسط الفنّي غياب الليدي، وكيف نعاها المثقّفون وكل الكلمات الرائعة التي قيلت فيها.

فريال كريم إضافة الى نكتتها الحاضرة، كانت مطربة مونولوج “نامبر وان”. وهنا ايضاً من منّا لا يذكر أغنية “قرقورك يا بديعة” او اغنية “عم بيزعّلني للّو” اللتين ادتّهما فريال بطريقتها الخاصة وكانت تشعل بهما السهرات والعروض التي كانت تشارك فيها.

يعرض الكتاب معلومات وأحداث حصلت مع فريال لم تُكشف للجمهور في حينها، منها احداث شخصية، ومنها مواقف لفريال من الحياة وأحياناً مخاوف من موضوعات معيّنة، كخوفها من الطائرة ومن أفلام الرعب، وهي كانت تقول إنها لا تستطيع وهي تشاهد افلام الرعب أن تتخطّى فكرة كونها مجرّد افلام وتمثيل، وهذا ما يدلّ على صدق الفنّانة التي كانت ترتاح فقط عندما تعتلي خشبة المسرح.

وعن قصة الخوف من الطائرة تقول فريال: “لم اكن أخشى ركوب الطائرة ولكنني تعرّضت انا وزوجي لحادثة، عندما ارتجّت الطائرة اثناء عودتنا الى بيروت، ومن شدّة ذعري دخلت الى مقصورة القيادة وطلبتُ من الكابتن ان “يُنَزلِّني هنا”، على رغم محاولات زوجي بإقناعي اننا لسنا في قطار بل في طائرة معلّقة في الهواء”.

لا تنسى الكاتبة ايضاً الحديث عن مشاركة فريال في مسرح “شوشو”، ذاكَ المُبدع الآخر، وكانت تضيف نفحة الكوميديا الى ادوارها بعيداً من الحزن الذي كانت تشعر به.

ومن الأحداث التي أحزنت فريال وحوّلتها إلى فرح، كان تعرّض منزلها للقصف، لكنّ ذلك لم يمنعها من الذهاب إلى المسرح وتقديم أحلى ما عندها، وكان الموسيقار فريد الاطرش حاضراً وهنأها بعد انتهاء العرض، قائلاً: “يا سلام النهار دَه رايقا معاكي آخر حلاوه”. وبعدما علمَ بما حصل لمنزلها، نادى الموسيقار زملاءه، وقال لهم: “كل يوم قبل ان تصعد فريال الى المسرح زعلّوها قدّ ما تقدروا”.

توفّقت الكاتبة بجمع عصارة ما قيل عن فريال، من مقابلات وأحاديث إذاعية ومقابلات تلفزيونية، ما يجعل متصفّح الكتاب يرى ملكة الكوميديا ماثلة أمامه، هي التي وصفها مرعي عبدالله، بأنها مرّت كرشّة عطر خفيفة، كنسمة الربيع، وكان حضورها بمثابة علاج للمُتعَبين في قلوبهم.

السابق
طردها من المنزل الزوجي فاعادتها جرأة القضاء
التالي
روسيا: انقسام بين القادة المشاركين في قمة ال 20 حول الوضع السوري