ايواء النازحين.. مشكلة الفلسطينيين في لبنان

النازحين من سوريا

بيدو أن مشكلة إيواء النازحين هي الأهم التي تواجه النازحون الفلسطينيون في لبنان، وخصوصاً أن معظمهم كان يملك أماكن سكنهم الأصلية في سورية، وأول ما واجهه النازحون ارتفاع بدلات الإيجار بسبب تزايد الطلب ومحدودية العرض. فارتفعت بدلات الإيجار في المخيمات من 100 الف ل.ل. إلى نحو 300 دولار أميركي لشقة من غرفتين، وسجلت الإيجارات في المدن القريبة ارتفاعاً ملحوظاً، فالشقة التي كانت تؤجر بمبلغ 300$ شهرياً في صيدا ارتفع بدل إيجارها إلى 600$، وفي أماكن أخرى زادت الإيجارات بنسبة تزيد عن 200%. يقول أمين سر لجنة النازحين الفلسطينيين في لبنان قاسم عباسي :”لا يستفيد الفلسطيني النازح من أية مساعدة للإيواء، كما أن المساعدات التي تقدمها الأنروا للعائلات النازحة كل 3 أشهر لا تكفي بدل إيجار لشهر واحد”. وعن تقديم حلول لهذه المشكلة يوضح عباسي :”اضطرت بعض العائلات للمشاركة في استئجار شقة وهناك مثلاً في وادي الزينة تسكن 23 عائلة في شقتين متلاصقتين ويمكنك أن تتخيل كيف تعيش هذه العائلات في شقة فيها مطبخ مشترك وصالون مشترك وتلفزيون مشترك بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء وقلة المياه الجارية”. ويضيف عباسي :”في هذا الوضع تفقد العائلات خصوصياتها، وتصور عندما تسكن أكثر من عائلة في غرفة واحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف آراء الأفراد واختلاف تصرفاتهم والمشاكل التي تنشأ بين الحماة والكنة والأم وأولادها، وقد شهدنا حالات طلاق كثيرة في الآونة الأخيرة بالإضافة إلى مشاكل نفسية نجمت عن هذا الوضع المأساوي”. وماذا تفعل العائلات غير القادرة على استئجار شقق؟ يجيب عباسي :”لقد أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية خيماً لسكن النازحين خلف مركز الاتحادات في مخيم عين الحلوة مثلاً واستخدمت غرف مدرسة الكفاح كما أسكنت عدداً من العائلات في المكاتب الحركية في معظم المخيمات، وفي مخيم ويفيل مثلاً تم تأمين غرف حول المسبح الذي يقع خلف المخيم وتستخدم إحدى العائلات غرفة تغسيل الموتى سكناً لها”. ويصف عباسي أوضاع هذه العائلات بالآتي: “يعيشون في الصيف حريق وفي الشتاء غريق”. ويضيف: “الأسبوع الماضي حصلت 11 إصابة اسهال واستفراغ في مركز الخيم في مخيم عين الحلوة بسبب تلوث المياه وقلة النظافة، ويذكر أن أهالي مجمع الخيم يستخدمون أربعة حمامات مشتركة، إثنان للنساء وإثنان للرجال”.

السابق
موفد ايراني في بيروت اليوم
التالي
حملة شفت تحرش