حزب الله يتحضّر وجمهوره يتحسّر

تحضر “حزب الله” لحرب تقول أوساطه إنها قاسية ومؤلمة وليست سهلة. عناصر الحزب في عجلة من أمرها فالجد قد بدأ وهي على اهبة الإستعداد لأي طارئ، ومسرح الحرب هذه المرّة البقاع الذي، وبحسب ما تُشيع قيادات الحزب، سيشهد ام المعارك مع إسرائيل.
ما تقدّم ليس مجرد تحليل او توقّع إنما كلام يخرج عن معظم قيادات “حزب الله” هذه الايام خلال لقاءاتهم مع حلقات ضيّقة معنيّة بشكل مباشر بشؤون الحزب والاستعدادات التي يقوم بها للحؤول دون تكبّد خسائر كبرى وليس الإنتصار بما تحتويه الكلمة من معنى، لأن أسباب الإنتصار بشكل كامل على إسرائيل لم تكتمل بعد، فبغضّ النظر عن التسلّح العسكري والإستعداد اللوجستي، هناك أيضاً أسباب لها علاقة بالمعتقدات الدينية التي يؤمن بها الحزب وعلى رأسها ظهور “المهدي المنتظر” الذي بيده وحده مفتاح هزيمة إسرائيل.
الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى. كلام يتكرر على الدوام خلال هذه الفترة داخل بيئة “حزب الله” وينقل بعض هؤلاء عن قيادي بارز في الحزب قوله، إن “الأخطاء التكتيكية التي وقع بها الحزب خلال حرب تموز 2006 لن تتكرر خلال الحرب المقبلة، وأن اعداد الشهداء الذين سقطوا في تلك الحرب تفوق الخمسمئة شهيد، ويُفترض ان لا يتعدى عددهم هذه المرّة النصف خصوصاً وأن معظم القتال في تلك الفترة قد خاضته عناصر الحزب في ساحات مكشوفة وفي كثير من الاحيان كانت العناصر تترك اماكنها لتذهب وتقاتل الإسرائيلي في أماكن اخرى”، وهذا ما سبّب بحسب القيادي، خسائر كبيرة على الصعيد البشري.
ومن ضمن الاخبار التي تتناقلها أوساط مقرّبة من “حزب الله” وهي على إطلاع دائم على معظم إستعداداته، أن الحزب “بدأ فعلاً منذ يومين بإجراء مناورة عسكرية في كل من البقاع والجنوب استعداداً أو تحسّباً لتدخل عسكري اسرائيلي خصوصاً في ظل المعلومات التي تتعلق باحتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري خلال الفترة المقبلة وقد بدأ الحزب بالتعاون مع ضباط من الحرس الثوري الإيراني، بأخذ هذه الفرضيات على محمل الجد والإستعداد لها كأنها حاصلة غداً، حتّى ان بعض أهالي البقاع شاهدوا خلال الأيام الماضية تحرّكات لـ”حزب الله” قيل بأنهم لم يعتادوها منذ تموز العام 2006″.
كل هذه الاجواء تنعكس بشكل سلبي على نفوس سكان الضاحية الجنوبية التي يقول احد سكانها، ” لم نعد ندري أين هو العدو فعلاً، مرّة يأتينا بسيارة مفخخة ومرّة اخرى يوجدون لنا عدواً آخر في الداخل، ومنذ سنتين قالوا لنا بأن عدونا أصبح على أبواب دمشق وهو في طريقه اليكم، والآن نسمع عن إستعدادات إسرائيلية لضرب مناطق تتبع لـ”حزب الله” ومن ضمنها الضاحية، من قال ان كل هذه المنطقة هي للحزب ومن قال إن جميع سُكانها يؤيدون ما يقوم به في سوريا وفي الداخل؟”. ويُضيف: أنا شخصيّاً أقترح على “حزب الله” أن يُقيم مناطق عسكرية خاصة به حتّى لو اضطررنا لاقتطاع بعض من أملاكنا بشرط ان تُصبح هذه الامكنة مناطق صراع بينه وبين اعدائه وبهذا نوفّر عليه “عناء” الضحايا الأبرياء الذين يسقطون بسببه”.
في الضاحية تململ وحسرة وخوف كما في بقيّة المناطق اللبنانية، رعب يسكن الاهالي، ملاعب بدت خالية من روادها وملاهٍ تفتقر للأطفال، هاجس القتل يتحكّم بيومياتهم لا امن ولا امان وحده الله الحامي لا حزبه، تجارب سابقة عاشوها وعايشوها يخشون عودتها او إعادتها، تسأل إحدى السيدات، أي معنىّ للحياة أن تلازم منزلك وتنتظر أن يأتيك الموت بأشكال متعددة وبلون واحد، لون الدم”. وآخر يقول ” في الضاحية يكون الموت أسهل من القرى فالمنطقة مكتظّة بالسكان وفي المبنى الواحد تسكن عشرات العائلات، إذا صودف أن كُتب لنا اليوم اعمار جديدة على يد “الأمن الذاتي” بعد موجة السيارات المفخّخة، فمن يضمن لنا الحياة في حال قررّت إسرائيل قصفنا بالطائرات؟”.

السابق
زيارة وداعية للكتيبة التركية
التالي
وسط صيدا التجاري في عهدة الخطة الأمنية