«حلبجة» السورية… وتحت العين الدولية

حلبجه السوريه

غريب امر التوقيت الذي اختاره النظام لقصف “الغوطة” الشرقية، بالقرب من العاصمة دمشق. فقد اختار النظام الاسدي بدمشق قصف مدن الغوطة وبلداتها ب21ـ صاروخاً مجهزة برؤوس كيماوية بعد اقل من 24 ساعة من وصول بعثة المفتشين الدوليين الخاصة بالتحقيق في جريمة ضرب السلاح النووي في “خان العسل” ومنطقتين أخريين استخدم فيهما النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين العزّل! الانكى من ذلك أن النظام الاسدي لم يسمح لمفتشي الامم المتحدة بالتوجه الى الغوطة الشرقية لمعاينة نتائج المجزرة الكيمياوية، فيما طالبت كل من المانيا وفرنسا بالسماح المفتشين بالتجه الى تلك المناطق…

 

بدأ الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية في الريف الدمشقي حوالي الساعة 2.30 من فجر الأربعاء بتاريخ ٢١-٨-٢٠١٣. وقد تمت إبادة أكثر من 2000 مدني في دمشق بغاز السارين وأسلحة كيماوية مختلفة، حين .قامت قوات الاسد بقصف محيط دمشق (الغوطتين) بينما الناس نيام. وكان أغلب الضحايا من الأطفال

كتبت تنسيقية زملكا أن عدد من قتل في المجزرة في “زملكا” وحدها وصل إلى1000 مدني، والرقم مرشح للزيادة، إذ لم يتم إلى الآن إحصاء حقيقي لعدد الموتى. وأعلنت أنه ما من أكفان كافية للموت الذي اجتاح مدينتهم، والذي وصل من صواريخ الأسد. آخر إحصائية فإن عدد سكان زملكا المتواجدين فيها 12000 نسمة من أصل 175000، وبعد المجزرة السوداء أصبح الـ 12000 مصابين أو موتى.

 

ما من ناجين في “زملكا”، ومن بقي هناك مصابون ويمكن وضعهم في خانة “مشاريع موتى” وليس ناجين. حتى إن تنسيقية زملكا كتبت: “نعتذر عن أي صورة من زملكا.. لم يبقَ أحد من الكادر الإعلامي يقوم بالتصوير جميعهم بين مصاب وشهيد”. ويقول احد الاطباء من هناك “كان الناس يتعلقون بشباببيك السيارات التي تنقل المصابين بالأكوام لتحملهم بعيداً عن هذا الجحيم، فتشحطهم السيارات أمتارا ثم يقع معظمهم شهداء. نصف الشهداء من الأطفال، إبادة جماعية، الجثث في الشوارع، السيارات تضطر للتحرك يمينا ويسارا لتفادي هرس ودهس الجثث. الأعراض شلل عضلات كامل، اختناق، وموت سريري، حتى اللحظة يدخل الناس ليجدوا أسرا كاملة قد استشهدت بصمت مريع. ثم انهالت علينا بعد دقائق 300 إلى 400 صاروخ، قصف جنوني ومحاولات لاقتحام الغوطة”.

وكان أهالي الغوطة الشرقية في الريف الدمشقي أطلقوا عدة نداءات إستغاثة بسبب النقص التام لإسطوانات الأوكسجين. وقد وصل عدد شهداء مجازر الكيماوي في “معضمية الشام” حتى هذه اللحظة إلى مائة وخمسة ارتقوا إلى العلياء، ناهيك عن مئات الاصابات. ومع ذلك لملمت “المعضمية” جراحها على الفور، وعاد الثوار إلى الجبهات لمواجهة الهجوم العنيف الذي بدأته ميليشيات السفّاح ومن انضم إليها من شبيحة “السومرية” والحي الشرقي ومن “المزّة 86 ” وغيرها من المستوطنات الطائقية بعد القصف بالكيماوي والذي أتبعته بغارات طيران وقصف هاون ومدفعي من مطار المزة ومن جبال الفرقة الرابعة. فشل الهجوم وانكسر على ابواب المعضمية رغم كل المحاولات نهار البارحة ولم يتقدموا.

اولى نتائج المجزرة الكيماوية التي ارتكبها النظام على المعارضة استقالة لؤي المقداد الناطق باسم الجيش السوري الحر من عضوية الائتلاف الوطني السوري، فيما دعا ناشطون سوريون في انكلترا والولايات المتحدة وتركيا للقيام باعتصامات استنكاراً لمجزرة الغوطة الشرقية.

وبحسب “زمان الوصل” فإن بعض أعضاء “الائتلاف الوطني” يناقشون خياراً “ثورياً” كرد على مجازر النظام وخصوصاً مجزرة الغوطة الكيميائية، وتخاذل المجتمع الدولي الذي أصدر بياناً “ناعماً” ولم يحمل النظام المسؤولية.

ويدور النقاش على ما “اتفقت عليه مجموعة من التجمعات الشبابية”، وملخصها… “إعطاء المجتمع الدولي 72 ساعة للتدخل لإنهاء نظام الأسد، وتعليق العمل السياسي الدولي الخارجي لكل أطياف المعارضة السورية، وبعد انقضاء المهلة الزمنية المقترحة تقوم المعارضة بالانتقال إلى صيغة المقاومة الشاملة ونداء لكل الفصائل المقاومة قاطبة في سوريا لإنشاء جبهة طوارئ عسكرية مشتركة تعلن بها الحرب الشاملة والمصيرية دون ضوابط أوحدود ويناقش هذا المقترح بشكل جدي بين عدد “مؤثر” من شخصيات “الائتلاف الوطني”.

أما مجلس الامن فقد عقد جلسة قرر بها عدم التدخل في سورية فيما قال وزير الخارجية الفرنسي: اذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اتخاذ قرار بشأن الهجوم الكيميائي في سوريا فستتخذ القرارات بطرق أخرى. ومن ناحيته وصف عضو الكنيست ووزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر الاحداث في سوريا بأنها “إبادة شعب”.. وقال “ان العالم لا يفعل شيئا للتصدي لهذه الاعمال وذلك في الوقت الذي تصدر فيه بيانات استنكار لكل خطوة تتخذها اسرائيل”.

 

 

 

السابق
صدمة بعد اغتصاب جماعي لفتاة بمومباي
التالي
الشارع الإيراني: عين علی روحاني وأخری علی حوار مع واشنطن