هتك الطفولة بارخص الاسعار

ظهور تشوّهات في الحوض والعمود الفقري بسبب الحمل المبكر، مع ارتفاع احتمالات اختناق الجنين في بطن الأم القاصر نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية المغذية للجنين، تمزّق المهبل والأعضاء المجاورة، وازدياد معدلات الإجهاض لعدم تأقلم الرحم، ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة المضاعفات المختلفة الناتجة من الحمل… كل ما ورد «بعض» من الأضرار الصحية والجسدية التي تتحمّلها القاصر بسبب زواجها المبكر وحملها.
زواج القاصرات، ظاهرة كان أم استثناء، يشكّل آفة من آفات المجتمعات. فبحجة «الستر» و «الاطمئنان» وخوفاً من واقع قاتم، يلـجأ كثـيرون إلى تزويج بناتهم وهن قاصرات، ولو كنّ في التاسعة أو العاشرة من العمر.
في مصر أكدت وزارة التـضـامن الاجـتـماعـي ومـنــظمة «يونيـسيف» أن حـالات زواج القاصـرات تـزيد علـى 40 ألـف حـالـة، وأن عـدد مواليـد هذه الزيجات بلغ 150 ألف مولود، وأن 2.3 في المئة من المراهقات متزوجات و12 في المئة في طريقهن إليه.
وفيما ارتفعت في العراق نسبة زواج القاصرات إلى 11 في المئة، أظهرت الإحصاءات، وفق تحقيق نُشر في مجلة «لها» الشقيقة، أن المعدل ارتفع في المغرب إلى 12 في المئة عام 2011، مقارنة بما كان عليه عام 2004، وبلغ عدد الزيجات 39031 زيجة. وبيّنت الإحصاءات أن طلبات الإذن بالزواج خلال السنوات الخمس الأخيرة تتوزع بين 14 و17 سنة بنسب مختلفة. ومن أكثر الأرقام المتداولة صدماً أن 40 في المئة من الأمهات المتوفيات في المغرب هن قاصرات.
وغالباً ما تُستغل الظروف الاقتصادية والاجتماعية للفتيات وأسرهن من أجل عقد مثل هذه الزيجات. وتبدو في هذه الفترة السوريات هن الحلقة الأضعف، في وطنهنّ أو في بلاد اللجوء، إذ يكاد المرء يتلمّس بسهولة عملية «رقّ» تتسلّل إلى مخيمات اللجوء، بخاصة في مخيم الزعتري في الأردن وفي أماكن تمركز اللجوء في لبنان، خصوصاً أن المتقدمين للزواج بهؤلاء الفتيات هم من جنسيات مختلفة يقصدون هذه المخيمات من أجل اختيار عروس بـ «أبخـس الأسـعار»، فيُـصـار إلى دفـع مهر زهيد لهذه أو تزوج تلك بصفقة مالية هزيلة… من دون أن تتمكن حملات كـ «لاجئات لا سـبايا» من أن تغـيّر شيـئـاً على أرض الواقع.

السابق
خطف سوري من أمام منزله في البقاع
التالي
عمليات دهم يومية للامن العام